الرئيسة \  واحة اللقاء  \  النظام السوري بين حرب الإبادة والحل السياسي

النظام السوري بين حرب الإبادة والحل السياسي

01.01.2017
داود البصري


الشرق القطرية
السبت 31/12/2016
بعد مأساة حلب الذبيحة والتي كان للقوات الروسية الجوية دور حاسم في نتيجتها، تصور النظام السوري وحلفاؤه بأنهم قد أحرزوا نصرا إستراتيجيا يتيح لهم تطبيق أجندتهم ومعاكسة مجرى التاريخ أو الوقوف بوجه الحتمية التاريخية السائرة نهاياتها دوما لصالح الشعوب الثائرة مهما كانت موازين القوى الميدانية على الأرض!، فإرادة الشعوب أقوى من كل أسلحة الطغاة مهما كانت صفتها التدميرية، والنصر الوهمي للنظام وحلفائه في حلب قد رسم تهيؤات وهمية بقوة زائفة لنظام مهزوم ومنكسر لا يمكن إصلاحه أو ترميمه فضلا عن إعادة تسويقه، فالسيطرة على المدن الثائرة واستباحتها عبر استعمال القوة المفرطة لدولة عظمى من الدول الكواسر كروسيا لن تحقق أي سيطرة للنظام، ولن تعيد الشرعية المفقودة، ولن تمسح جرائم إنسانية بشعة ارتكبها ذلك النظام هي اليوم محلا لمساءلة قانونية دولية لن يفلت ذلك النظام من تبعاتها، فالجرائم ضد الجنس البشري لا تسقط بالتقادم أبدا، وروسيا مهما كان جبروتها لا يمكنها أبداً أن تكسر إرادة شعب سوري حر قرر إزاحة الطغيان وإلقاء نظام القتل والإرهاب في سلة مهملات التاريخ!، فالثورة الشعبية السورية وهي تدخل منعطفا تاريخيا حاسما لن تقبل بأقل من إزاحة ومحاكمة نظام القتل والإرهاب وعودة سوريا لأهلها الحقيقيين، أما الحديث عن مفاوضات وحلول توفيقية فالنظام ذاته يعلم باستحالة ذلك، لذلك فهو يسابق الزمن في إدارة حرب إبادة حقيرة ضد الثورة وحواضنها الشعبية عبر الإيغال في ضرب المدنيين، لن ينجح النظام وحلفاؤه أبداً من الهروب من مكانهم الذي يستحقونه وهو مزبلة التاريخ.. وإن غدا لناظره قريب..