الرئيسة \  واحة اللقاء  \  النفط والغاز والصراع في سوريا وعليها !!

النفط والغاز والصراع في سوريا وعليها !!

06.02.2016
محمد كعوش



الرأي الاردنية
الخميس 4-2-2016
الذين يعرفون المبعوث الدولي دي مستورا يقولون انه جاد في مهماته وحياته ولا يبتسم عادة. ولكن المبعوث الدولي حاول في جنيف تجاوز هذه القاعدة فابتسم امام عدسات المصورين أكثر من مرة ، بهدف الايحاء بالتفاؤل، أو حقن مهمته بجرعة من الأمل بالنجاح، او الحد الادنى منه.
الحقيقة أن المبعوث دي ميستورا، يعرف أكثر من غيره مدى صعوبة مهمته التي تصل الى حد المستحيل، كما يعرف أن الحوار سوري - سوري، ولكن القرار ليس بيد من حضر، لأن كل الحلول مرتبطة باجندات اقليمية ودولية. وهو يتحرك بين غرف الفنادق وقاعات الاجتماعات مثل المكوك، رغم تقدمه في السن. يتحرك على وقع هدير الطائرات والمدافع التي غيرت الكثير من الحقائق والوقائع على الارض مؤخرا، وهذه المستجدات والتطورات المتسارعة في ساحة الاشتباك تزيد من قلق وفود المعارضة التي وصلت الى جنيف منهكة مثقلة بالهزائم في ساحة الصراع.
الحقيقة الاخرى أن وفود المعارضة التي تشارك في مؤتمر "جنيف - 3" لا تملك قرار وقف اطلاق النار من جانبها، ولا حتى هدنة قصيرة، لأنها تملك قدرات متواضعة في ساحة الصراع، والكل يعرف أن التنظيمات المسلحة المتطرفة، مثل داعش والنصرة وقوى أخرى، هي التي تملك القوة العسكرية الحقيقية، وهي التي تتقهقر اليوم في ارياف دمشق وحلب واللاذقية وحمص وغيرها.
والضربة التي قصمت ظهر المعارضة، والتنظيمات المسلحة، تتمثل في تدمير حقول وخزانات النفط التي سيطرت عليها مدة طويلة، والتي كانت تشكل المورد المهم في عمليات التمويل، اضافة الى التدهور المتواصل في اسعار النفط العالمي، وهو العامل الذي سيخفف أو يجفف مصادر التمويل الاخرى.
من يتابع تفاصيل المشهد السوري بمستجداته، لا يحتاج الى الكثير من العناء ليرى أن التحول في ميزان القوة العسكرية، ونضوب مصادرالتمويل، سينهك المعارضة المسلحة ويقودها الى طريق مسدود، وستكون مهمتها في النهايات القريبة البحث عن مخرج سياسي للخلاص، لأن توقعات الحسم العسكري أقرب الى الواقع من التوصل لحل سياسي للمسألة السورية في مؤتمر جنيف او اي عاصمة أخرى، الا اذا كان الغاز والنفط ومصالح الدول الاعظم تحتاج الى مزيد من الدم السوري، لأن سوريا، حسب قول أحد الكتاب، لا يحضرني اسمه الآن، هي مفتاح الزمن القادم، لأنها تشكل المركز الجغرافي الحتمي الضروري لعبور خطوط غاز الشرق الاوسط الى اوروبا.
واذا كانت روسيا قد كسبت الجولة الاولى بعودتها الى الشرق الاوسط، واقترابها بقوة من حقول الطاقة النظيفة، وبالتنسيق مع سوريا وايران، فالولايات المتحدة التي تراجعت خطوة الى الخلف، وتتظاهر بالتنسيق مع روسيا لحل المسألة السورية، قد لا تترك الساحة بسهولة، وهي منطقة نفوذها التي انسحبت منها نسبيا، بعدما تحولت الى دولة مصدرة للغاز، باكتشافها التقنيات اللازمة لاستخراج الغاز الطبيعي من مكامنه تحت الطبقات الصخرية. الاميركيون يعرفون أن هذه العملية مكلفة وغير مجدية مع تدهور اسعار البترول، لذك ستحاول الولايات المتحدة العودة الى المنطقة، التي لم تخرج منها بشكل كامل، الا أن عودتها ستكون هذه المرة، تحت عناوين وشعارات جديدة، ولكنها ستكون مكلفة للجميع.