اخر تحديث
السبت-27/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ النصر بالرعب المتبادل ، بين الحكّام الطغاة والشعوب .. وأسباب النصر الأخرى
النصر بالرعب المتبادل ، بين الحكّام الطغاة والشعوب .. وأسباب النصر الأخرى
15.08.2017
عبدالله عيسى السلامة
لا بدّ ، بدايةً ، مِن تنحية مضمون الحديث النبوي ( نُصرتُ بالرعب) عن السياق الذي نحن فيه ! لأن سياقه مختلف ، فالنبيّ نُصرَ على أعدائه بالرعب ، لا على أبناء وطنه وشعبه، وأتباعه من المؤمنين . وسياقُ حديثنا ، هنا ، هو عن الصراع بين الشعوب وحكّامها !
أمّا أسباب النصر، التي تؤدّي إلى تحقيقه ، فيمكن ذِكر أهمّها ، ممّا هو معروف بين الناس ، ومنها :
النصر بالذكاء .. النصر بالقوّة .. النصر بالصبر.. النصر بالرعب .. !
ونقف عند كل من الثلاثة الأولى منها ، وقفة قصيرة ، ثمّ نتحدّث ببعض التفصيل ، عن النصر بالرعب ، الذي تحقّقه أنظمة الحكم ، ضدّ شعوبها ، في عالمنا العربي خاصة . (مع التذكير بأن أسباب النصر ، كثيراً ما تختلط وتتداخل ، وتسبّب ، باجتماعها ، نصراً مِن نوع ما..! إلاّ أن السبب الأبرز، في تحقيق النصر، ينظَر إليه على أنه ، هو السبب الأكثر فاعلية ، في تحقيق هذا النصر.. ويأخذ عنوانه !) .
1) النصر بالذكاء : لا نحسب فهم هذا النوع ، من النصر، يحتاج إلى كثير من الفطنة ليدركه العقلاء ! إذ قلّما انتصر غبيّ على ذكيّ ، في حرب ، من أيّ نوع ! والحالات الشاذّة إن حصلت لا تصلح مقياساً . فإذا دخلت عناصر أخرى ، من عناصر النصر، لمصلحة الغبيّ ، وحقّقت له نصراً ، فهذا لا يخلّ بالقاعدة ، لأن النصر يكون عندئذ، بتلك العناصر، لا بالغباء !
2) النصر بالقوّة : وهذا معروف أيضاً . فتفاوت القوى لمصلحة أحد المتحاربين ، يؤدّي في الحالات الطبيعية إلى انتصار الأقوى . وأنواع القوّة كثيرة متنوّعة ، منها المادي، ومنها المعنوي . وهي تشكل معادلة ، تغطّي فيها الزيادة ، في عنصر ما ، النقصَ في عنصر آخر ، بعملية تكاملية منسقة..!
3) النصر بالصبر: وهو أحد أهمّ عناصر القوّة ! والأصل أن يُحسب معها ، إلاّ أننا أفردنا له بنداً خاصاً ، لما له من أهمية مميّزة ، بشكل عامّ ، وفي الحروب بشكل خاصّ . فالصبر، في معارك المسلمين ، ضدّ أعدائهم ، كان يترجَم إلى قوّة رجل ، في الحدّ الأدنى ، فيكون المقاتل المسلم، بقوّة رجلين من رجال أعدائه ! لذا ؛ لا يجوز للجيش الفرارُ من الحرب، إذا قابل ضِعف عدده ، من جنود أعدائه ! وقد كان الصبر، في بداية حرب المسلمين ، ضدّ أعدائهم ، يترجَم إلى قوّة عشرة رجال ! فلا يَحلّ للجيش المسلم ، الهرب من مقاتلة عشرة أمثاله ، من جنود أعدائه ! ثم خفّف الله ، عن المسلمين ، بعد أن ظهر أن ما فيهم من قوّة ، لا يؤهّلهم لمقاتلة عشرة أمثالهم ، على سبيل الإلزام ( الآن خفّفَ الله عنكم وعَـلِم أنّ فيكم ضَعفاً ..) ، وألزَم الجيش المسلم بعدم الفرار، من جيش يساوي ضِعفَ عدده .. وإنْ هربَ يكون فارّاً من الزحف ، وهذا من كبائر الذنوب ..!
4) النصر بالرعب : وهذه خصيصة خصّ الله بها نبيّه الكريم ؛ إذ ورد عنه (ص) قول يدلّ على أنه نصِر بالرعب ..!
أمّا إعداد العدّة المستطاعة ، لردع العدوّ عن عدوانه ، أي : لإرهابه ( تخويفه) كيلا تحدّثه نفسه بالعدوان على المسلمين .. أمّا هذا الإعداد ، فهو واجب في كل الأحوال ، درءاً لخطر الحرب ، التي يمكن أن يشنّها عدوّ ما ، ضدّ المسلمين ، حين يتوهّم أنهم ضعاف ، فيغريه هذا التوهّم ، بالإغارة عليهم !
وواضح هنا ، بالطبع ، أن الحديث كله ، يدور حول الصراع بين المسلمين وأعدائهم..!
أمّا الحديث عن الصراع ، بين حكّام المسلمين وشعوبهم ، فهو حديث أقرب إلى الشذوذ الفكري - ومن باب أولى السياسي والاجتماعي - منه إلى الحديث الجادّ ، لا عند المسلمين فحسب ، بل عند أمم الأرض قاطبة ! والظروف الغريبة الشاذّة ، التي تعيشها بعض شعوب أمّتنا ، في ظلّ بعض أنظمة الحكم الشاذّة ، كنظام الحكم السوري.. هذه الظروف الشاذّة ، هي التي فَرضت ، هذا النوع من الحديث عن الرعب ! وقد فَرضه الحكّام أنفسهم حين قرّروا - وعن عمد وإصرار وتصميم - أن يَفرضوا على شعوبهم، نوعاً من الرعب القاسي الرهيب ، كيلا يفكّر أحد من أبناء الشعوب ، بمنازعتهم على كراسي الحكم !
والغريب الشاذّ ، أن الحكّام الذين سرقوا السلطات في بلدانهم ، وفَرضوا أنفسَهم حكّاما عليها بالحديد والنار، إنّما يَخشون شعوبَهم ، أكثرَ ممّا تخشاهم الشعوب..! فهم في رعب دائم ، من أن تنقضّ عليهم الشعوب ، فتستردّ منهم السلطات التي سرقوها منها ! لذا ؛ هم يمعنون في فرض المزيد من الرعب ، على الشعوب ! وكلما ازداد رعبهم منها، ازداد إمعانهم في فرض المزيد من الرعب ، حتى يوصلوا الناس ، في بلادهم ، إلى حالة لا تطاق! فيشعر كل مواطن في بلده ، أنه في سجن خانق ، لا في وطن حرّ ! ويفكّر بطرائقَ شتّى، للخلاص الفردي من هذا الكابوس ، كالهجرة من البلاد ، إذا عجزت هجرتُه إلى داخِل نفسه ، عن تسكين الخوف ، المتغلغل في كيانه ..!
فالرعب المتبادل ، إذن ، بين الحكّام والشعوب ، هو الزاد اليومي ، الذي يقتات منه كل فريق ، في الدول المحكومة بالاستبداد !
وإذا كانت الحكومات المستبدّة ، قد عرفت أبعاد اللعبة ، لأنها هي التي صنعتها ، ولذا فهي الأقدر على استغلال رعب الشعوب ، وتوظيفه لحسابها .. فإن قيادات الشعوب مندوبة ، بل واجب عليها ، أن تعي هذه اللعبة ، وأن تكسر حدّة الخوف عند شعوبها، وتوضح لها ، بكل جلاء ، أن الحكّام اللصوص ، يخافونها أكثر ممّا تخافهم ! وأن ما عليها فِعلُه ، هو شيء من التضحية ، بالوقت والمال والجهد .. وبالنفس أحياناً ، إذا اقتضى الأمر، واحتاج الصراع إلى تظاهرات واعتصامات ، قد تسبب لبعض المواطنين دخول السجون ، وتحمّل بعض الأذى فيها ! والشعوب هي الأقدر على الانتصار، في مبارزة عضّ الأصابع ، بينها وبين حكّامها الطغاة المستبدّين ! والأهمّ من هذا ، أن يكون قادة الشعوب أنفسهم ، على درجة جيّدة من الوعي ، ومن القدرة على التحمّل ، ومن مقاومة رعب الحكام ، كي يستطيعوا أن ينقلوا هذه الأمور إلى شعوبهم، التي هي حقل عملهم الأول والأهمّ ، وهي ذخيرتهم وعدّتهم، في مقاومة الطغيان والاستبداد .. وفاقد الشيء لا يعطيه !