الرئيسة \  تقارير  \  المونيتور: انقسام هائل بين القيادات الإسرائيلية حول الاتفاق النووي مع إيران

المونيتور: انقسام هائل بين القيادات الإسرائيلية حول الاتفاق النووي مع إيران

31.05.2022
بين كاسبيت


المصدر | بين كاسبيت | المونيتور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد
الاثنين 30/5/2022
ينخرط كبار ضباط الدفاع والأمن في إسرائيل في نزاع داخلي حول التعامل مع البرنامج النووي الإيراني، فيما يذكرنا بالخلاف العميق الذي حدث بين القيادة الإسرائيلية قبل 10 سنوات عندما سعى رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" ووزير الدفاع "إيهود باراك" إلى إقناع مجلس الوزراء الأمني ​​بالموافقة على توجيه ضربة إلى البنية التحتية النووية لإيران. وبعد مرور عقد من الزمان، يعيد التاريخ نفسه.
وتراجعت قدرة إسرائيل العسكرية على تنفيذ مثل هذا الهجوم مع تقدم البرنامج الإيراني وتوسعه، لكن الجيش الإسرائيلي يبني بشكل محموم قدرات عسكرية بتمويل سخي.
وما زال الخلاف هو نفسه وكذلك ميزان القوى بين المعارضين والمؤيدين لاتفاقية مع إيران. ويدور جوهر الخلاف حول الجهود الأمريكية المكثفة لإحياء الاتفاق النووي. ويعتقد أحد المعسكرين أن إحياء الاتفاقية هو الخيار الأفضل لإسرائيل - من بين الخيارات السيئة على الأقل - أما المعسكر الآخر فيعتقد أن الاتفاقية المقترحة التي تم التفاوض عليها في فيينا هي كارثة.
وذكرت التقارير أن اللواء المتقاعد "درور شالوم"، الرئيس السابق لقسم البحث والتحليل في المخابرات العسكرية الإسرائيلية، أخبر محاوريه الأمريكيين هذا الأسبوع في واشنطن أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في 2018 كان خطأ استراتيجيًا كبيرا.
ويرأس "شالوم" حاليًا المكتب السياسي العسكري لوزارة الدفاع الإسرائيلية، وهو منصب سياسي حساس وذو نفوذ كبير وتشمل اختصاصاته الاتصالات العامة والسرية مع مؤسسات الدفاع في جميع أنحاء العالم.
وترأس "شالوم" قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية من 2016 إلى 2020 في الوقت الذي كان فيه "نتنياهو" ومساعده المقرب السفير لدى الولايات المتحدة "رون ديرمر" منخرطين بعمق في إقناع الرئيس "دونالد ترامب" بالانسحاب من الاتفاقية مع إيران.
وحذر "شالوم" وقتها صناع القرار الإسرائيليين بمن فيهم "نتنياهو" من مخاطر هذه الخطوة، فيما وافق العديد من كبار العقول الأمنية والدفاعية. وأظهرت الأيام أن تقييماتهم لم تكن موفقة، فالنظام الإيراني لم ينهر، والعقوبات الاقتصادية لم تجبر إيران على التخلي عن برنامجها النووي (على الرغم من آمال "نتنياهو" وحلفائه)، ولم يأمر "ترامب" بضربة على المنشآت النووية الإيرانية.
ويشير "شالوم" وغيره من المسؤولين الذين يشاطرونه الرأي إلى أن إيران الآن أقرب بكثير إلى العتبة النووية مما كانت عليه عندما كانت تفي بالتزاماتها بموجب اتفاقية عام 2015، ويرى أنه لا يوجد أي قوة عالمية قادرة على إيقاف طهران أو تحمل تكلفة المحاولة.
ويتوافق تحليل "شالوم" مع التعليقات التي أدلى بها رئيس المخابرات العسكرية السابق اللواء "تامير هيمان" الذي قال في مقابلة هذا الأسبوع مع صحيفة "إسرائيل هيوم" إن العودة إلى الاتفاق مع إيران هو الخيار الأقل سوءًا لإسرائيل. وورد أن خليفته اللواء "أهارون هاليفا" يوافق على ذلك.
وكرئيس للاستخبارات العسكرية، تم تكليف "هاليفا" بتجهيز تقرير التقييم السنوي الوطني الإسرائيلي الذي يعكس أيضًا وجهة نظر المخابرات العسكرية السائدة منذ فترة طويلة بشأن مسألة إيران.
ويعد أبرز الأصوات على الجانب الآخر هو رئيس الموساد "ديفيد بارنيا" الذي تسلم المنصب قبل عام من "يوسي كوهين". وبحسب التقارير، يعتقد "بارنيا" أن الاتفاقية مع إيران كارثية حيث ترفع كل القيود عن برنامج إيران النووي في غضون سنوات قليلة.
ويرى "بارنيا" أن على إسرائيل بذل كل ما في وسعها لمنع العودة إلى الاتفاقية، بحجة أن الوضع الراهن هو أفضل بديل، مما يسمح لإسرائيل بمواصلة العمل ضد التقدم الإيراني بينما تظل العقوبات الدولية سارية.
ويبدو أن آراء رئيس الوزراء "نفتالي بينيت" تتوافق مع آراء "بارنيا"، تمامًا كما كان "نتنياهو" متفقًا في ذلك الوقت مع "كوهين".
ويميل "جانتس" إلى الجانب الآخر، وهو أمر لا يثير الدهشة، حيث تقدم المخابرات العسكرية تقاريرها إليه كوزير للدفاع. أما بديل "بينيت"، وزير الخارجية "يائير لابيد"، فهو في مكان ما في الوسط، بينما تعد وجهات نظر رئيس الأركان "أفيف كوخافي" أقرب إلى آراء رئيس الموساد.
وبحسب التقارير، كثف الموساد أنشطته على الأراضي الإيرانية، ونال بعض الاعتراف بالفضل بعد أن أقنع الرئيس الأمريكي "جو بايدن" برفض مطالبة إيران بإزالة الحرس الثوري من القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية مقابل موافقة إيران مرة أخرى على كبح جماح طموحاتها النووية.
وفي أواخر أبريل/نيسان، أفادت الصحافة الإسرائيلية عن عملية للموساد في إيران تضمنت اعتقال "منصور رسولي" الذي اعترف أثناء الاستجواب بأن فيلق القدس التابع للحرس الثوري جنده لاغتيال دبلوماسي إسرائيلي في أنقرة وجنرال أمريكي في ألمانيا وصحفي فرنسي. ويُعتقد أن الاعتراف، الذي تم نشر أجزاء منه على الملأ، كان له دور فعال في قرار "بايدن" النهائي بشأن الحرس الثوري.
وتمكن صناع القرار الإسرائيليون حتى الآن من التقليل من أهمية الخلاف الحالي وأظهروا جبهة موحدة في العلن. لكن إذا جاء وقت الخيار العسكري، فسيصبح النقاش مختلفًا بشكل واضح.
ويعتقد الكثيرون أن الوقت قد فات بالنسبة لإسرائيل لوقف المشروع النووي الإيراني، لكن لا يتفق الجميع على هذه النظرة المتشائمة. ويرى البعض أن تحت تصرف "كوخافي" بالفعل وسائل قادرة على التسبب في أضرار كبيرة للبنية التحتية النووية في إيران، وستصبح تلك الموارد أكثر فاعلية مع مرور الوقت.