اخر تحديث
الأربعاء-08/05/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الموت : بين الهاجس المدمّر، والغفلة المُهلِكة ، والتغافل ؛ لتستمرّ الحياة !
الموت : بين الهاجس المدمّر، والغفلة المُهلِكة ، والتغافل ؛ لتستمرّ الحياة !
28.02.2019
عبدالله عيسى السلامة
الموت : مصير المخلوقات الحيّة ، جميعاً ! وقد قال ، تعالى : (
خَلقَ الموتَ والحياة ، ليبلوَكم أيّكم أحسنُ عملاً
..) .
وقال لنبيّه محمد : (
إنّك ميّتٌ وإنّهم ميّتون
) .
وأسباب الموت كثيرة ، متنوّعة .. قال الشاعر:
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره تعدّدت الأسبابُ ، والموتُ واحدُ !
لكنّ مواقف الناس ، من الموت، تختلف ، باختلاف عقلياتهم ونفسياتهم !
نماذج :
النموذج الأول : مَن يسيطر عليه ، هاجسُ الموت !
إذا سيطر هاجسُ الموت ، على إنسان ما ، أفقده القدرة ، على الحياة السويّة ، كما يحيا سائر البشر، وانشغل تفكيره ، كلّه ، بالموت ، وبالساعة التي يحلّ فيها ! فهو في رعب دائم ، من اللحظة التي يموت فيها ، ويفارق الدنيا ، بما فيها ، من أهل وأحبّة ومتاع !
لقد سيطر هذا الهاجس ، على رجل ، من إحدى دول الخليح ، في فندق ، كان يقيم فيه ، في دمشق ، فكان يتكلّم مع مَن حوله ، ويرتجف ذعراً ، من شدّة إحساسه ، بقرب الموت : ترتجف يداه ، وشفتاه .. وتضطرب الكلمات ، في فمه ! وإذا سُئل ، عمّا إذا كان يحسّ بألم ، أو يشكو من مرض ، أجاب بالنفي !
كان يخرج ، كلّ صباح ، من الفندق ، ولا يعود ، إلاّ في المساء ، محاولاً أن يرى الأشخاص، الذين كانت له صلة بهم ؛ كي يطلب منهم المسامحة ، أو يؤدّي لهم ، بعض مالهم عليه ، من حقوق !
كما سيطر هاجس الموت ، على رجل ، كان يعمل في التدريس ، في الأردن ، وكان من خيرة الرجال ! وسببُ الهاجس ، أن الرجل دخل المشفى ، فعاينه بعض الأطبّاء ، وتحدّثوا ، فيما بينهم ، باللغة الإنجليزية ، كيلا يفهم كلامهم ! فذكر أحدُهم للآخر، أن الرجل سيموت ، في بضعة شهور، لاتزيد على الستة ؛ بسبب انتشار الورم ، داخل جسده ! وكان يجيد اللغة الإنجليزية ، ففهم الكلام ، هيمن عليه الهاجس ، ولزم غرفة في بيته ، لا يغادرها ، ولا يقابل أحداً ، من الناس ، حتى توفّاه الله ، قبل أن يكمل المدّة ، التي ذكرها الأطبّاء !
النموذج الثاني : مَن يَغفل عن الموت !
وهذا النموذج ، هو من أكثر النماذج ، انتشاراً ، بين الناس ! فالناس ، جميعاً ، يعلمون ، أنهم سيموتون ، لكنْ رغباتُهم ، وأهواؤهم ، وحبّهم الشديد للحياة ، وتعلّقهم بالأمل ، مع ما يصاحب ذلك ، من أوهام النفوس .. كلّ ذلك ، يدفعهم ، إلى تعمّد نسيان الموت ، أو تناسيه ؛ ليظلّوا منغمسين ، في متع الحياة ! حتى إذا أحسّوا ، بدنوّ الموت ، جزعوا منه ، جزعاً شديداً ، هم ، ومَن حولهم ، من أهل وأحبّة ! فإذا وقع الموت ، أقاموا الدنيا ، بالنواح والصراخ ، كأنهم كانوا يتوقّعون الخلود ، للشخص الميّت !
النموذج الثالث : مَن يتغافل ، عن الموت ، ويعمل لِما بَعده !
ورد ، في الحديث النبوي : الكيّس مَن دانَ نفسَه ، وعَملَ لِما بَعدَ الموت .. والعاجز مَن أتبع نفسَه هواها ، وتمنّى على الله الأماني !
فهذا النموذج يدرك ، تماماً ، أنّ الموت ، مصيره ، كما هو مصير الأحياء ، جميعاً ! وقد استقرّ ، في وعيه ، أن الموت كتاب مؤجّل ، مؤقت بوقت محدّد ، لا يسبقه ، ولا يتأخرعنه ! ويعلم ، أنه محاسَب ، على كلّ عمل يعمله ، من قول ، أو فعل ! فهو يستكثر، من أعمال الخير، ويوازن ، بين حاجاته في الدنيا ، ومصيره في الآخرة ! فيعيش حالة ، فيها نوع من الاطمئنان القلبي ، والتوازن النفسي !
وهذه الحالة ، تكاد تكون مقصورة ، على المسلمين ؛ ولا سيّما العقلاء الأتقياء ، منهم !