الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المواجهات شمال سوريا.. هل تعكس خلاف الضامنين لاتفاق أستانا؟

المواجهات شمال سوريا.. هل تعكس خلاف الضامنين لاتفاق أستانا؟

25.06.2019
محمد الجزائري


محمد الجزائري-شمال سوريا
الجزيرة
الاثنين 24/6/2019
يتجلى تضارب مصالح الدول الضامنة لاتفاق أستانا منذ بدء هجوم قوات النظام السوري وروسيا على منطقة خفض التصعيد بريفي حماة وإدلب (شمالي البلاد)، حيث تضغط روسيا على تركيا لربط ملف شرق الفرات بملف إدلب، في حين فضلت إيران تحييد مليشياتها عن الهجوم.
ويقول مراقبون إن عدم مشاركة المليشيات الإيرانية كان بسبب التقارب التركي الإيراني بعد فرض العقوبات الأميركية على إيران وشراء تركيا النفط من إيران، ولعدم رغبة طهران في خسارة الموقف التركي.
ويعتقد البعض أن الضائقة المالية المتصاعدة في إيران شكلت عبئا على استمرار تمويل المليشيات الموالية، وتحمل فاتورة الحرب؛ فمهاجمة آخر معاقل المعارضة المسلحة ستواجه بشراسة الدفاع.
ويقول المحلل العسكري العقيد أحمد حمادة إن روسيا تدير العمليات العسكرية في المنطقة، ولا يوجد قرار عسكري لقوات النظام، ويعتبر أن الروس يتظاهرون بأنهم يبتعدون عن إيران لكنهم حلفاء ولهم هدف واحد.
ويضيف حمادة أن إيران موجودة في كل الجغرافيا السورية عسكريا وثقافيا، ولها مليشيات كثيرة، ويستبعد أن تكون بعيدة عن أي عمل عسكري، ولكن الحصار الاقتصادي أثّر على بعض المليشيات التابعة لها.
أهمية إستراتيجية
وتولي روسيا أهمية كبيرة لمنطقتي قلعة المضيق وسهل الغاب بدعوى حماية قاعدة حميميم من أي هجمات عبر طائرات مسيرة من قبل المعارضة.
وكانت روسيا هددت باقتحام المنطقة قبل عام تقريبا وإنشاء نقاط تمركز فيها، مما تسبب حينها في موجة نزوح واسعة، كما طالب الروس في ذلك الوقت السكان والفصائل الثورية بقبول دخول قوات شرطة روسية، وما زالت تصر على ذلك حتى اليوم، مع أنها لم تتمكن من فرضه عبر اتفاق أستانا.
ويقول المحلل العسكري العميد أحمد رحال إن ادعاء روسيا أن همها هو حماية حميميم كاذب، وروسيا تعلم أن المعارضة لا تستطيع تسيير الطائرات المسيرة إلى هناك.
ويضيف رحال أن أحد أهم أسباب هجوم روسيا على إدلب هو معاقبة تركيا على توافقها مع أميركا شرق الفرات، وأن الروس في ورطة بعد فشلهم في فرض حل سياسي، لذا حاولوا فرض حل عسكري، "لكن الجيش السوري الحر وتركيا وأميركا أفشلوه".
فشل عسكري
ولم تستطع قوات النظام تحقيق المكاسب التي كانت تتوقعها بسيطرتها على الطرق الدولية، وذلك رغم استخدامها كافة الإمكانات العسكرية وسياسة الأرض المحروقة، حيث اتبعت فصائل المعارضة وسائل جديدة للمقاومة لم تعلن عنها.
ويقول الناطق باسم الجبهة الوطنية للتحرير النقيب ناجي مصطفى "لا يمكن البوح بالتكتيكات العسكرية المتبعة في المعارك الحالية لضمان حسن سير المعارك".
ويضيف أن النظام ينتقم من الحاضنة الشعبية لفصائل الثورة بالضغط عليها، و"ارتكاب المجازر عندما يفشل عسكرياً".
وبحسب إحصاءات المعارضة، فإن قتلى النظام بلغ المئات، والعديد منهم سبق أن جندهم النظام من المناطق التي سيطر عليها العام الماضي.