الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "المنطقة الآمنة" شمال سوريا… انسحابات وتدمير تحصينات وطلعات جوية أمريكية – تركية

"المنطقة الآمنة" شمال سوريا… انسحابات وتدمير تحصينات وطلعات جوية أمريكية – تركية

28.08.2019
إسماعيل جمال


القدس العربي
الثلاثاء 27/8/2019
إسطنبول – "القدس العربي" : تتسارع الخطوات التركية – الأمريكية المتعلقة ببدء إجراءات إقامة منطقة آمنة شرقي نهر الفرات شمالي سوريا، وذلك على الرغم من عدم توصل الجانبين بعد إلى اتفاق نهائي حول كافة التفاصيل المتعلقة بالمنطقة لا سيما الجوانب المرتبطة بالعمق والقوات التي ستنتشر داخلها.
وعلى الرغم من البدء بتنفيذ خطوات عملية حقيقية على الأرض وبوتيرة متسارعة خلال الأيام الأخيرة، إلا أن المسؤولين الأتراك ما زالوا يخشون من لجوء واشنطن لـ"سياسة المماطلة" ومحاولة كسب الوقت، وهو ما دفع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ووزير دفاعه خلوصي أكار إلى تجديد تهديداتهم بتحريك الجيش التركي من طرف واحد لإقامة المنطقة الآمنة بـ"القوة العسكرية" في حال فشل مساعي إقامتها سلمياً بالتعاون مع واشنطن.
اردوغان: نترقب دخول قواتنا البرية إلى شرق الفرات قريباً
وقبل أيام، أعلن أكار شروع مركز العمليات المشتركة مع الولايات المتحدة في العمل بطاقة كاملة وبدء تنفيذ خطوات المرحلة الأولى ميدانياً لإقامة منطقة آمنة في سوريا، وذلك قبل أن يتم الكشف عن تنفيذ أولى طلعات المروحيات المشتركة (مع الجانب الأمريكي) في مناطق شرقي الفرات، وهي الخطوة التي سبقها تحليق طائرات تركية بدون طيار لاستطلاع المنطقة ومراقبة تحرك الوحدات الكردية فيها.
البنتاغون الذي أكد المتحدث باسمه شون روبرتسون، تنفيذ أول تحليق مروحي تركي – أمريكي في أجواء الشمال السوري، وصف الخطوة بأنها "نقطة تحول" ناجمة عن جهود مركز العمليات المشتركة لتنسيق جهود إنشاء المنطقة الآمنة شرق الفرات، واعتبر أنها "تظهر مدى إيلاء واشنطن اهتماماً بمخاوف تركيا الأمنية على حدودها الجنوبية وإحلال الأمن في شمال شرقي سوريا".
وفي خطوة لا تقل أهمية، أكدت مصادر محلية سورية، وإعلامية تركية، أن آليات كبيرة وجرافات بإشراف أمريكي بدأت بعملية تدمير مواقع وتحصينات بنتها الوحدات الكردية قرب الحدود التركية شمالي سوريا، وهو واحد من أبرز المطالب التركية في الاتفاق الأخير مع واشنطن.
وأظهرت صور نشرها نشطاء محليين من المنطقة على تويتر، قوات أمريكية تشرف على آليات تقوم بردم خنادق حفرتها الوحدات الكردية، إلى جانب ممرات وغرف من الاسمنت المسلح جرى بناءها تحت الأرض للتصدر لأي هجوم تركي متوقع على غرار ما جرى في عفرين.
كما لفتت مصادر سورية إلى أن الوحدات الكردية المتمثلة في وحدات حماية الشعب التي تقول أنقرة إنها امتداد لتنظيم "بي كا كا" (الإرهابي بنظرها) بدأت بسحب أسلحتها الثقيلة من بعض المناطق القريبة من الحدود التركية تنفيذاً للتفاهمات الأخيرة بين أنقرة وواشنطن.
كما تحدثت مصادر محلية عن أن القوات الأمريكية أشرفت على انسحاب الوحدات الكردية من بعض المناطق لا سيما المحيطة بمنطقة تل أبيض باتجاه عمق الأراضي السورية، وسط أنباء عن قرب قيامها بانسحابات أوسع تصل إلى 20 و 30 كيلومتر من الحدود التركية بموجب التفاهمات التركية الأمريكية الأخيرة.
والاثنين، أكد أكار أن العمل جارٍ من أجل تسيير دوريات مشتركة بين الجنود الأتراك والأمريكيين بما يخص المنطقة الآمنة في سوريا، وقال الوزير: "نعمل من أجل تسيير دوريات مشتركة في أقرب وقت مع عناصر الجيش الأمريكي في سوريا"، لافتاً إلى أن "الأيام المقبلة ستشهد تحليق مروحيات تركية فوق المنطقة الآمنة شمالي سوريا، ومن ثم دوريات مشتركة مع الجنود الأمريكيين".
وعقب ذلك، أعلن اردوغان أنهم يترقبون في وقت قريب جدا دخول القوات البرية التركية إلى منطقة شرق الفرات في سوريا، لكن لم يوضح ما إن كان يقصد بذلك الدخول في إطار الدوريات المشتركة مع الولايات المتحدة، أم أنه تهديد جديد بالتحرك عسكرياً في تلك المنطقة.
وكانت مصادر تركية أشارت إلى أن الاتفاق الأخير يشكل تسيير دوريات مشتركة، إلى جانب إقامة نقاط عسكرية للجيش التركي في المناطق التي سيعمل على تأمينها استعداداً لعودة اللاجئين إليها.
وفي المرحلة الأولى، تتركز كافة هذه الخطوات العملية في المنطقة الغربية من شرقي نهر الفرات، والتي تضم مناطق ذات أغلبية عربية من قبيل تل أبيض ورأس العين وعين العرب، وهي أكثر المناطق التي قدمت فيها واشنطن مرونةً فيما يتعلق بعمق المنطقة الآمنة فيها وبدخول الجيش التركي إليها، بالإضافة على استقبال اللاجئين فيها.
ورغم هذه الخطوات العملية، جدد اردوغان تهديده بالقول إن تركيا مستعدة تماماً لتنفيذ خططتها البديلة، في حال تم إجبارها على اتباع طريق آخر غير الذي تريده فيما يخص بشرق الفرات، مضيفاً: "نأمل ألا يلجأ أحد إلى اختبار عزمنا على تطهير حدودنا مع سوريا من الإرهابيين"، في حين شدد أكار على أن لتركيا وللقوات المسلحة التركية خطة "ب" و"ج" في حال لم يتم تطبيق النقاط المتفق عليها.