الرئيسة \  مشاركات  \  المناظير العينية تُرى بها الأشياء.. فماذا يُرى بالمناظير العقلية ؟

المناظير العينية تُرى بها الأشياء.. فماذا يُرى بالمناظير العقلية ؟

16.07.2019
عبدالله عيسى السلامة




المناظير العينية: أدوات يستعملها البشر، لتحسين رؤية الأشياء، القريبة والبعيدة!
تصنعها المصانع : هي أدوات ، يصنعها الناس ، في المصانع ، لتلبية حاجاتهم ! وهي تباع وتشترى كسائر السلع !
 أنواع المناظير العينية : تقسم المناظير العينية ، إلى أقسام متنوّعة ، منها مايستعمل في النهار، ومنها مايستعمل في الليل ، وله ميزات خاصّة ، تساعد على الرؤية في الظلام!
نماذج للاستعمال : من المناظير، مايستعمله بعض الأفراد لحاجاتهم اليومية .. ومنها مايستعمل، في أعمال الطبّ.. ومنها مايركّب، على بعض أدوات القتال، كالطائرات والدبابات، ونحو ذلك!
المناظير العقلية : أمّا المناظير العقلية ، فهي بيت القصيد ، في هذه السطور! وإنّما ذكرت المناظير العينية ، لتوضيح الفروق ، بينها وبين العقلية !
قال تعالى : ( فإنّها لا تَعمى الأبصارُ ولكن تَعمى القلوبُ التي في الصُدور) .
وقد كثر الكلام ، في القرآن الكريم ، عن أولي الألباب ، ومخاطبتهم ، لأنهم ، هم ، المعوّل عليهم ، في فهم الأمور، وتقديرها حقّ قدرها !
ومن ميزات المناظير العقلية ، أنها: 
لا تصنعها المصانع ، بل هي عقول بشرية ، تكتسب خبرات متنوّعة ، تُسهم ، في إرشاد أصحابها ، إلى الخطأ والصواب ، والحقّ والباطل .. واستشراف المستقبل ، من خلال الواقع، ومعطياته ، وتفاعلاته !
لاتباع ولا تشترى : ومن ميزات هذه المناظير العقلية ، أنها لاتباع ولا تشترى ، بل يمكن ، أن يفيد أصحاب الحاجات العقلاء ، منها ! أيْ: من عقول الحكماء ، وخبراتهم ، وتجاربهم ! وبناءً على ذلك ، يختار العقلاءُ ، أصحابُ المسؤوليات ، مستشارين ، في سائر الاختصاصات ، ليساعدوهم ، في صناعة القرارات الصائبة ، الممكنة والمجدية .. ويساعدوهم ، في الموازنة ، بين البدائل ، المعروضة عليهم ، واختيار الأفضل من بينها ، والأكثر جدوى ، والأقلّ : كلفة، ومخاطر أمنية .. ونحو ذلك ! 
نموذج :
لقمان الحكيم ، آتاه الله الحكمة ، وكان عبداً، لسيّد شرس ، يعامله بسوء! وقد جاء السيّد ، مرّة، ليلاً، وهو قلق حزين ، فسأله لقمان ، عن سبب ذلك ، فنهره ، بداية ، ثمّ ذكر له ، أنه لعب القمار، فخسر، وعليه أن يدفع ، لخصمه ، بيته وأهله ؛ حسب شرط القمار، أو يشرب البحر! فنصحه لقمان ، بالتعهّد ، لخصمه ، بشرب البحر، إذا فصله ، عن الأنهار والسيول ، التي تصبّ فيه ؛لأنها غير داخلة ، في الشرط ! ونجا السيّد ، من خسارة أهله وماله ؛ لأن الخصم عاجز، عن فصل البحر، عمّا يصبّ فيه !
وقد قال الشاعر الجاهلي الشاب ، طرفة بن العبد ، في هذا الصدد :
إذا كنتَ ، في حاجةٍ، مُرسِلاً     فأرسلْ حكيماً ، ولا تُوصِهِ
وإنْ بابُ أمرٍ، عليك التَـوى    فشاوِر لبيباً ، ولا تَعصـِهِ