الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المناطق السورية الآمنة ضرورة استراتيجية؟

المناطق السورية الآمنة ضرورة استراتيجية؟

29.01.2017
داود البصري


الشرق القطرية
السبت 28/1/2017
بعد ستة أعوام دموية عجاف من مسيرة الثورة السورية، قدم خلالها الشعب السوري مئات الآلاف من الضحايا، وتدمرت خلالها سوريا بعد أن أضحت المدن العامرة أطلالا وخرابا وأشباحا ينعق بوم الموت والخراب في أرجائها الأربع، تحرك الموقف الدولي بعد اعتزام الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب تغيير الموقف السلبي الجامد للدول الكواسر وقرر إقامة مناطق أمنية لحماية المدنيين السوريين من ضربات قوات النظام السوري التي تستهدف المدنيين وهو ما شكل الخسارة البشرية الأكبر في مسيرة الحرب الأهلية السورية وحيث أضحى المدنيون بين المطرقة والسندان مما ولد موجات نزوح بشرية هائلة اجتاحت القارة الأوروبية والدول المجاورة وشكلت أكبر أزمة إنسانية في تاريخ العالم المعاصر منذ الحرب العالمية الثانية، قرار الرئيس الأمريكي شجاع ومباشر في السيطرة على تداعيات الموقف، وفي تقييد إرهاب النظام السوري، وفي جعل العالم أمام مسؤولياته الأخلاقية في منع الكوارث التي يتسبب بها الفاشيون وفي حماية الإنسانية المسحوقة من تعسف الأنظمة الإرهابية التي لا تقيم حدودا لممارساتها الإرهابية الفظة.
بداية جيدة وفاعلة للإدارة الأمريكية الجديدة نتمنى أن تشمل فعلا قيام المجتمع الدولي بفرض حلول عملية مباشرة لترجمة مواثيق وعهود حقوق الإنسان لواقع ملموس وحماية المدنيين من التعسف وإيقاف نزيف الهجرة وتغيير الهوية الديموغرافية والحضارية للشعوب المبتلاة بنيران الأنظمة الفاشية وحروبها العبثية، لقد آن الأوان فعلا لفرض حماية دولية للمدنيين السوريين. والإدارة الأمريكية اليوم تمتلك الإرادة وقوة الفعل وترجمة الوعود لأفعال ميدانية مباشرة تنهي كل حجج وأساليب أعداء البشرية في التهرب من التزاماتهم.