الرئيسة \  مشاركات  \  المناصب : بين سلطاتها ، ومسؤولياتها .. ومواقف الآخرين منها

المناصب : بين سلطاتها ، ومسؤولياتها .. ومواقف الآخرين منها

06.12.2018
عبدالله عيسى السلامة




حاملُ مسؤولية المنصب : ليس عتّالاً ، يحمل متاعاً ، يأخذ عليه أجراً ، ثمّ يلقيه عن ظهره ! وليس المنصبُ مجرّدَ كرسيّ ، يتصدّر به صاحبُه ، ويتزيّن به ! إنه يحمل مسؤولية مجتمع بشَري ، يَصحبُه بِرّها ، أوإثمُها ، في الدنيا والآخرة ؛ بما فيها من : اجتهادات ، وقرارات ، ومواقف ! هكذا يحب أن يرى نفسه ، في منصبه ، فيتّقي الله ، في قوله وفعله .. وهكذا يجب أن يراه الآخرون، فيَرحَموه ، ويسدّدوه ، ويُعينوه ( لا يَرجُموه ، ويَعيبوه !) .
وإذا ظلّت سهامُ اللوم ، والتشكيك ، والتجريح .. تنصبّ ، بسبب وبلا سبب ، على كل حامل مسؤولية ، فمَن يُقدِم ، على حمل المسؤوليات !؟
ولا بدّ ، من التفرقة ، هنا ، بوضوح وقوّة ، بين نماذج عدّة ، من المناصب :
 المناصب : العليا ، والوسطى ، والدنيا !
المناصب التطوّعية : التي يشغلها أصحابها ، اختياراً ، وهذه تكون ، في الغالب ، ضمن الأحزاب السياسية ، وما هو في حكمها ! والأحزاب : أنواع شتىّ ، منها : الإسلامية ، ومنها العلمانية ، بأسمائها المختلفة ، وبرامجها المتنوّعة ، من : ليبرالية ، واشتراكية ، وغيرها..!
المناصب الوظيفية : التي يشغلها أصحابها ، بحكم التسلسل الوظيفي ! 
المناصب الحزبية ، والمناصب الإدارية ، في مؤسّسات الدولة !
المناصب العسكرية ، المتدرّجة من الأعلى ، إلى الأدنى : من قائد الجيش ، إلى قائد المجموعة ! ولكلّ قائد من هؤلاء ، صلاحيات معيّنة ، وسلطات معيّنة ، على الأفراد الخاضعين لمنصبه !
 المناصب المدنية : من رتبة رئيس دولة ، أو رئيس وزراء .. إلى رتبة مختار! ولكلّ من هذه المناصب صلاحياته وسلطاته ، وعليه مسؤولية موقعه ، ومن يخضع له !
ومعلوم ، أن مناصب الدولة محصّنة ، في العادة ، من سهام النقد ؛ لأن لها سلطات معيّنة، ولها حمايات معيّنة ، بحكم القوانين ! وأخطاؤها ، يحاسبها عليها ، أصحابُ المناصب العليا، في  التسلسل الهرمي للوظائف !
وتبقى الجهات المعرّضة ، لسهام النقد ، الاعتباطي أو الجُزافي ، هي تلك التطوّعية ، ضمن الأحزاب السياسية ، وما في حكمها ! وهذه لها ضوابط ، في العادة ، تنصّ عليها أنظمتها وقوانينها ! ولكنها لا تملك سلطات تنفيذية جزائية ، على منتسبيها .. وأقسى عقوبة ، يمكن أن يعاقَب بها الفرد ، هي عقوبة الفصل ، من الحزب !
ونحسب الأحزاب الإسلامية ، أوفر الأحزاب ، حظّاً ، من حيث الضوابط ، التي تحكم سلوك الأفراد ، وأهمّها ، قاطبة ، الأخلاق المرتبطة بالدين ، وبالحساب ، في اليوم الآخر!
لكن الأمور لا تخلو، من أخطاء بشرية ، يرتكبها أصحاب المناصب .. ومن أخطاء يرتكبها الأفراد ، تجاه أصحاب المناصب ! وهي أخطاء تعالَج ، بحسب طبيعتها ، وطبيعة ظروفها، وطبيعة كلّ حالة !