الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المفقودون وأضرار تفجير المرفأ: الأرقام المتضاربة والمصير المجهول 

المفقودون وأضرار تفجير المرفأ: الأرقام المتضاربة والمصير المجهول 

29.08.2020
المدن


المدن  
الخميس 27/8/2020 
بعد ثلاثة أسابيع على تفجير مرفأ بيروت، تقول السلطات اللبنانية إنّ عدد المفقودين بات سبعة أشخاص. أربعة لبنانيين، سوريان وشخص من الجنسية المصرية، أفصح الأمين العام للصليب الأحمر، جورج كتانة، عن استمرار البحث عنهم. قبل تصريح كتاني بساعات، كانت وسائل إعلامية محلية نقلت أنّ عدد المفقودين بات خمسة، في حين أنّ هيئات ومنظمات وصحافيين يشيرون إلى أنّ التدقيق مستمرّ للتحقّق من وجود عشرات المفقودين. حتى أنّ البعض حدّد رقم 52 مفقوداً، من بينهم عمال أجانب اختفى أثرهم بالكامل. وإنّ كان ملف مفقودي المرفأ لا يزال مفتوحاً، فإنّ عملية مسح الأضرار تشكل مادة أخرى للسجال والأرقام متناقضة. 
الأرقام الرسمية اللبنانية 
قال الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة، اللواء محمد خير، بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون إنّ "6500 مبنى تقريباً أضرارها متفاوتة من منطقة صفر حتى منطقة سبعة كيلومتر"، مشيراً إلى أنه "بدأنا سابقاً بكشف الأضرار بحوالى عشر لجان مع الجيش، لنصبح اليوم حوالى خمسين لجنة". عمل دؤوب ومضنّ، تقوم به لجان المسح، ليكمل خير تصريحه من قصر بعبدا لافتاً إلى أنّه "تمكنا منذ اليومين الاولين أن نحسم قضية 45 مبنى أثرياً و45 مبنى تراثياً، وتم تحويل هذه المباني الى مديرية الآثار لتتم معالجتها". فأكد خير أنه يعد الناس بأنّ تكون عمليات المسح وإعادة الترميم سريعة "وسيزيد التنظيم أكثر لنعطي نتيجة أكثر فعالية"، حسب طلب وإصرار الرئيس عون. 
تقرير نقابة المهندسين 
يشير التقرير الخامس الصادر عن نقابة المهندسين يوم 25 آب، إلى أنّ عدد العقارات الممسوحة بلغ 1575، شملت الرميل والصيفي والمدوّر والمرفأ. ويشير التقرير إلى أنّ العقارات ذات المباني التراثية بلغت 313، وتلك التي تستوجب تدخلاً سريعاً 70. أما عدد المباني التي تمّ إحصاؤها، فـ1575، منها 245 تتضمّن تشققات داخلية وخارجية، 144 معرّضة للانهيار الكلّي أو الجزئي، 57 معرّضة للانفصال في عناصرها غير الإنشائية. ويخلص التقرير إلى أنّ من بين مجمل المباني التي تمّ مسحها، 235 مبنى تستوجب تدعيمها إنشائياً، 113 تحتاج إلى الإخلاء و52 تحتاج إلى العزل. 
أرقام ستراتيجي-أند 
مسح آخر، قدّمته شركة ستارتيجي-أند (Strategy&)، تظهر فيه أرقام تفصيلية حول التفجير وآثاره المختلفة بشرياً وعمرانياً وثقافياً. فتقول الدراسة إنّ 778 ألف شخص يعيشون في قطر ميلين عن موقع التفجير. أكثر من 30 شخصاً لا يزالون في عداد المفقودين، أكثر من 300 ألف شخص تهجّروا من منازلهم المتضررة، 150 ألف شخص بحاجة إلى مساعدة إنسانية وغذائية، بين 80 و100 ألف طفل وأكثر من 63 ألف تلميذ وطالب تأثروا بالتفجير.  
الأضرار العمرانية 
وهنا تقدّم "ستراتيجي-أند" أرقاماً مختلفة في دراستها الصادرة بتاريخ 19 آب. فتشير إلى أنّ المباني المتضررة جراء التفجير بلغت 9700، والشقق السكنية 72 ألفاً. ليكون عدد الناس المتضررة منازلهم 291 ألفاً. أما الأبنية التراثية المتضررة فبلغت 480، منها 85 بشكل متضررة بشكل كبير و370 بشكل جزئي و25 بشكل طفيف. بالإضافة إلى 160 مبنى آخر يتميزّ بميزات خاصة، تم تسجيل ضرر بها.  
أضرار القطاعات 
وتوضح الدراسة نفسها أنه على المستوى التربوي، لحق الأضرار بـ120 مدرسة، و8 جامعات و20 معهداً تعليمياً، الأمر الذي يطال أكثر من 6000 من الأساتذة في مختلف المجالات التربوية. وعلى المستوى الاستشفائي، تضرر 17 مشفىً، 4 منها بشكل كامل (الجعيتاوي، الروم، الوردية والكرنتينا)، كما تأثر عمل 22 مركزاً طبياً بشكل متوسط أو جسيم، من أصل 55 مركزاً في قطر 15 كلم. الأمر الذي يمكن أن يطال مليون شخص قيد يستفيديون من هذه المنشآت.   
كما تشير الدراسة إلى أنّ كلفة الأضرار في المرفأ تقدّر بـ15 مليار دولار، أما كلفة الأضرار اللاحقة بالمباني بتقارب 5 مليار دولار، والقطاع الصحي فـ66 مليون دولار.