اخر تحديث
الخميس-25/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ المساحات المشتركة .. بين المجرمين والضحايا !
المساحات المشتركة .. بين المجرمين والضحايا !
09.11.2017
عبدالله عيسى السلامة
حين تبحث عن مساحة مشتركة ، بينك وبين صديق ، أو حليف ، أو شريك ، أو خصم .. لتوسّع ـ بالاشتراك معه ـ هذه المساحة ، وتوظّفها معه ، فيما يخدم مصلحة الطرفين .. ثم تكتشف ، أن لديه مساحة مشتركة واحدة ، معك .. هي : أنت ! أنت ، بكل مالديك ، وبكل ما يخصّك ، من أرض ، وشعب ، ووطن ، وعقيدة .. وأن هدفه الأول ، والوحيد ، من الاتّفاق معك ، حول المساحة المشتركة .. هو الهيمنة التامّة عليك ، وعلى كل ما يخصّك .. وأنك أنت ، ذاتك .. مجاله الحيوي ، الذي يسعى جاهداً ، للهيمنة عليه ، والتوسّع فيه .. وأنه لا يعطيك أيّ هامش ـ مهما كان ضئيلاً ـ من نفسه ، أو عقله ، أو إرادته ، أو أرضه ، أو أيّ شيء يخصّه ..!
حين تكون الأمور هكذا .. فما ذا يعني هذا !؟
في ندوة حوارية تلفزيونية ، بين الشيخ القرضاوي ، وهاشمي رفسنجاني ، رئيس تشخيص مصلحة النظام في إيران .. شكا القرضاوي من سعي قادة إيران ، إلى نشر مذهبهم ، في صفوف المسلمين من أهل السنّة ، في الدول العربية .. ورأى في ذلك نوعاً من العدوان ، على الشعوب التي تعتنق مذهب أهل السنّة ! فكان جواب رفسنجاني عجيباً ومثيراً ، حين استغرب شكوى القرضاوي ، مؤكّداً أن ما تقوم به إيران ، من تبشير بين أهل السنّة ، بالمذهب الشيعي الإيراني .. إنما هو فضل وكرم من إيران ، التي تسعى إلى تنوير عقول أهل السنّة ، وتبصيرهم بما ينفعهم من أمور الدين .. وفي هذا فضل عظيم ، يجب أن يشكَر عليه الإيرانيون ، لا أن يقابـَلوا بالشكوى والاحتجاج !
فالمساحة المشتركة ، هنا ، هي عقيدة أهل السنّة ، التي يرى القرضاوي ، أنه مؤتمَن عليها ، بحكم موقعه البارز، في العالم الإسلامي .. والتي يرى رفسنجاني ، أنها مجاله الحيَوي ، لنشر مذهبه الشيعي ، الذي تمّ تأصيله وتقعيده ، في عهد إسماعيل الصفوي ، والذي لا يرى في أهل السنّة ، سوى أنهم العدوّ الأول في العالم ، للشيعة .. منذ القرن الهجري الأول ، وإلى اليوم ! وأنهم مطالَبون بثارات تاريخية ، بالغة الخطورة ، من أيّام أبي بكر الصديق ، وعمر ابن الخطّاب .. ومروراً بقتل الحسين ، بأيدي عسكر يزيد بن معاوية .. وبكل ماحمله التاريخ الإسلامي ، في عهوده المتعاقبة ، من مآس مرّ بها الشيعة ، الذين يرون أنفسهم أوصياء على آل البيت ، وممهّدون لحكم إمامهم الغائب ، الذي سيأتي يوماً ما ، لينتقم من السنّة ، عامّة ، ومن العرب ، خاصّة .. شرّ انتقام !
هي ذي المساحة المشتركة ، على المستوى العقَدي !
أمّا على المستوى السياسي والاقتصادي والأمني.. فالأمر ظاهر بوضوح ، فيما تفعله إيران، في العراق ، وفي سورية ، وفي لبنان ، وفي اليمن ، وفي دول أخرى كثيرة ، في العالم الإسلامي !
المساحات المشتركة بين إيران والعراق .. واضحة للعيان ، داخل العراق !
والمساحات المشتركة بن إيران وسورية، واضحة للعيان داخل سورية، في ظلّ حكم آل أسد !
والمساحات المشتركة بين إيران ولبنان ، واضحة في لبنان ، وفيما يفعله حزب الله ، الذي يعَدّ فيلقاً إيرانياً ، داخل الدولة اللبنانية ! ولا يخفى هذا ، على لبناني ، أو غير لبناني ! ومتابعة قناة المنار، ساعات معدودة ، تظهِر ماهو حزب الله ، ولمن انتماؤه ، وولاؤه .. وما الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها ، في لبنان ، وفي المنطقة ، عامّة !
وليلق مَن شاء ، نظرة واحدة ، على ما يطلبه حكام إيران ، من قادة الدول العربية .. ليرى حجم ما تطمح إليه ، وتعدّه حقاً لها .. من مشاركة كبيرة ، في قرارات الدول العربية : الاجتماعية ، والتربوية ، والثقافية ، والسياسية ، والأمنية .. عبر الأقليات الشيعية ، الموجودة في هذه الدول العربية .. التي تعدّها إيران ، أو تعدّ كثيراً منها ، جاليات فارسية ، بحكم المذهب الشيعي .. أو تعدّها فيالق متقدّمة لها ، داخل الدول العربية !
ليلق من شاء ، نظرة واحدة ، على ماطلبته إيران من مصر ، بتعيين وزير أوقاف شيعي ، ليشرف على مقامات آل البيت ، الذين تعدّهم إيران ، رموزاً مقدّسة لها ، وحدها ، ولمعتنقي مذهبها ، وحدهم ! وهي ؛ بالتالي لاتأمن أيّ وزير أوقاف سنّي ، على هذه المقامات !
وليلق من شاء ، نظرة واحدة ، على ماصرّح به رجل الدين الشيعي البارز ، في المغرب العربي ، من طموح مشروع ، بل حقّ راسخ ، في تشييع المغرب العربي، لأن هذا ، هو الأصل ، والتسنّن استثناء ، يجب أن يزول !
وليلق من شاء ، نظرة واحدة ، على ما طالب به رجل الدين الشيعي البارز ، في السعودية ، من ضرورة مشاركة الشيعة ، بكل شيء ، في البلاد ! بل ؛ ومِن أمور عجيبة ، لايجرؤ على طلبها غازٍ محتلّ ، من دولة لها شيء من السيادة ، أو القوّة ، أو احترام النفس ! وكل هذه الطلبات ، مقدّمة تحت التهديد ، بمناجزة الحكّام ، إذا لم يلبّوها ! وبإشارة واضحة قويّة ، إلى الدعم الإيراني ، لهذه الأقلية الشيعية .. إذا خاضت صراعاً مسلّحاً ، ضدّ سلطات الدولة السعودية !
وليلق من شاء ، نظرة واحدة ، إلى حقوق السنّة في إيران ، وهم يشكّلون كتلة ضخمة ، من عدد السكان ، قد تساوي الثلث ، أو تزيد ! ليعلم ،ما الذي يحصل عليه هؤلاء السنّة ، من حقوقهم .. بسائر مكوّناتهم العرقية ، من : عرب ، وكرد ، وترك ، وغيرهم .. إذا علم أن طهران ، على ضخامتها واتّساعها ، ليس فيها مسجد واحد ، لأهل السنة ، برغم كثرة عددهم فيها ! بينما تُبنى (حسينية !) في قرية سورية ، ليس فيها سوى شيعي واحد !
فهل يعي الباحثون عن المساحات المشتركة ، مع (الشقيقة !) إيران .. هذا كله !؟ أم هم عنه غافلون ..! ومحاموهم ، من فصحاء أهل السنّة ، يدافعون عن الفرس وعقيدتهم ، أكثر ممّا يدافعون عن عقيدتهم السنّية ، وعن أوطانهم العربية ! لأنهم نسوا الألوان ، كلها ، وما عادوا يرون ، سوى لون الشعار الإيراني ، الذي يرفعه حزب الله ، في لبنان .. مع أنه ليس مكتوباً على رقعة حمراء !
ولله في خلقه شؤون !