اخر تحديث
الأحد-05/05/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ المجاملة ، في الحياة الاجتماعية والسياسية : بين الحَسن والقبيح
المجاملة ، في الحياة الاجتماعية والسياسية : بين الحَسن والقبيح
23.12.2018
عبدالله عيسى السلامة
الأصل ، في المجاملة ، أنها عمل فردي ، يدخل في إطار السلوك الفردي ، للشخص ، من خلال تفكيره وأخلاقه !
والمجاملة ، قد تسمّى : المسايرة ، أو المصانعة !
قال الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى :
ومَن لا يُصانعْ ، في أمور كثيرة يُضرّس بأنياب ، ويُوطأ بمَنسم ِ
(أ) في الحياة الاجتماعية
(1) الحسن
الحسن ، في المجاملات والمسايرات ، بين الناس ، كثير، جدّاً ، وهو يعكس أخلاق صاحبه، بما فيها من : لطف ، ورفق ، ورحمة ، ونبل .. و حكمة ، وحصافة ، وحسن تقدير! وكلّ مجاملة ، لا يدخل فيها أذى ، للنفس ، أو للآخرين .. ولا يشوبها إثم ، هي مباحة ، وقد تكون مندوبة ؛ لأنها تنشر الأخلاق الحسنة ، بين الناس ! ومن ذلك : مشاركة الناس ، فيما يحبون المشاركة فيه ، من : طعام وشراب ، وتهنئة وتعزية ، ونحوذلك ! وحتىّ لو كان المرء ، لا يميل إلى ذلك ، أو كانت لديه ظروف خاصّة ! فضغْطُ المرء ، على نفسه ، مجاملة للناس ، فيه تأليف لقلوبهم ؛ إلاّ إذا شاب هذا السلوك ، نوع من الرياء ، المسبّب للإثم ..أوإيذاءٌ للنفس، أو للغير !
(2) القبيح
القبيح ، في المجاملات الاجتماعية ، كثير ، كذلك ! وهو ما أشرنا إليه ، آنفاً ، من الأمور التي يشوبها رياء ، أو إيذاء للناس ؛ كالمشاركة في : غيبة الناس ، والنمّ عليهم ، والسخرية منهم ! أو يَشوب المجاملات ، إثم ، كتعاطي المحرّمات والمكروهات ، مسايرة للآخرين ، أونحو ذلك !
مثال : إذا زار قاضٍ ، زميلاً له ، في بيته أو مكتبه ، ورآه قد اقتنع ، بشكل تامّ ، بإصدار جكم ما ، على أحد المتّهمين بجريمة قتل ، بعد دراسة معمّقة مستفيضة ، لقضيته .. فنصح القاضي الزائرُ، زميله ، بتعديل الحكم ، فعدَل صاحبُ القضية ،عن رأيه ، الذي هو مقتنع به، إلى رأي ضيفه ، الذي ليس مقتنعاً به ، وحكَم بالقضية ، بحكم الضيف ، مجاملة .. إذا فعل هذا ، فهو آثم ، أيّاً كان الحكم الجديد ! لأن الحكم الجديد ، إذا كان مشدّداً ، كان فيه ظلم ، للمتّهم ، وإذا كان مخفّفاً ، كان فيه ظلم ، للمجنيّ عليه !
( ب) في الحياة السياسية
هوامش المجاملات الفردية ، في العمل السياسي ، محدودة ، ولها خصوصية ، في المجالين: السياسي والديبلوماسي !
ففي المجال السياسي ، داخل الدولة الواحدة ، يتاح للناخب ، أن يجامل أحد المرشّحين ، لانتخابات نيابية ، أو بلدية ، بأن ينتخبه ، إذا لم يكن للناخب ، مرشّح آخر، ملتزم معه : حزبياً ، أو اجتماعياً .. وإذا لم يكن للناخب ، مبدأ معيّن ، يمنعه ، من انتخاب المرشّح !
أمّا التحالفات الانتخابية ، فلا تدخل ، في إطار المجاملات ! وأمّا بيع الأصوات الانتخابية ، فلا يُعَدّ ، كذلك ، من المجاملات ؛ لأنه فعل محظور، أصلاً، ومن يمارسه ، يخالف القوانين!
أمّا السياسي صاحب المنصب ، فلا يستطيع ، أن يجامل أحداً ؛ بإعطائه شيئاً ، أو وعداً، دون العودة إلى رؤسائه ، إذا كان مرؤوساً ، ودون العودة ، إلى مؤسّسات الدولة ، المَعنيّة ، إذا كان رئيس جمهورية ، أو رئيس وزراء ! لأنه محكوم بقوانين ، تُلزمه ، بسلوك معيّن ، في التعامل ، مع الأصدقاء ، والأعداء ، وغيرهم !
أمّا الحكّام المستبدّون ، الذين يجاملون الآخرين ؛ بمنحهم مكاسب ، من حساب دولتهم ، فلا يدخل سلوكهم ، في هذا البحث ؛ لأن وجودهم في السلطة ، شاذّ ، وممارساتهم ، بناء عليه، شاذّة !
وأمّا اللغة الديبلوماسية ، التي يتخاطب بها الساسة والديبلوماسيون ، فهي مجرّد ثرثرات كلامية ، لا يُبنى عليها أخذ ، أو عطاء ؛ لأن المعطي ، لايعطي من حسابه ، والآخذ لا يأخذ لحسابه ، بحسب الأصل ! واللغة الديبلوماسية ، المشتركة بينهم ، بما فيها الابتسامات ، هي مجرّد وسيلة ، لتحسين أجواء الحوار!