الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المبادرة الروسية - التركية: إخراج إيران أولاً !

المبادرة الروسية - التركية: إخراج إيران أولاً !

03.01.2017
صالح القلاب


الرأي الاردنية
الاثنين 2/1/2017
ستبقى إيران، حتى وإن بقي البعض يدافع عنها ويواصل تغطية وجهها بأجمل المساحيق، تشكل خطراً فعلياً على هذه المنطقة وإستقرارها وبخاصة بعد تثبيت أقدامها في العراق وفي سوريا وفي لبنان أيضاً من خلال حزب الله ولذلك فإنه علينا أنْ نفتح عيوننا جيداً فالمثل يقول :من مأمنه يؤتي الحذر وبخاصة وأنه إذا تمكن الإيرانيون من ترسيخ أقدامهم في هاتين الدولتين العربيتين فإن العديد من الدول العربية ستصبح مهددة بصورة جدية وفعلية.
منذ نحو عشرين عاماً وربما أكثر حاولت إيران، وهذا كنت قد قلته وكتبت عنه مرات عدة، بالأساليب الناعمة وأيضاً بالتهديد والوعيد إقناع الزعيم الكردي مسعود البارزاني بمنحها كاريدوراً برياًّ عبر الإقليم الكردستاني في شمالي العراق يربطها جغرافياً بالأراضي السورية لكن رئيس هذا الإقليم قد واجه كل المحاولات الإيرانية الدؤوبة بالرفض القاطع لمعرفته بمدى ما سيشكله هذا الممر من خطر على مشروع الأكراد الوطني والقومي إن في العراق وإن في إيران وإن في تركيا إن الآن في هذه المرحلة التاريخية الحاسمة وإن على المدى البعيد.
لكن الإيرانيين ورغم كل هذا الرفض الكردي الحاسم بقوا يحاولون إنْ بالدبلوماسية الناعمة وإن بالتهديد والوعيد حَمْل مسعود البارزاني على الإستجابة لمطلبهم هذا ثم وبالتأكيد فإنهم سيواصلون محاولاتهم هذه حتى بعدما وصل إحتلالهم العسكري ووصلت هيمنتهم السياسية إلى سوريا بعد العراق فالأقليم الكردستاني حيث أوجد قاسم سليماني لدولة الولي الفقيه قاعدة متقدمة في السليمانية يعتبر المعبر الإستراتيجي بين هذه الدولة وبين سوريا والدول المجاورة القريبة وصولاً إلى شواطىء المتوسط الشرقية.
ولهذا فإن هذه التسوية، التي طرحها الروس والأتراك لإنهاء الأزمة السورية على أساس جنيف1 والقرارات الدولية المتعلقة بإنهاء هذا الصراع الذي بدأ في العام 2011 ووصل بسبب التدخلات الخارجية إلى ما وصل إليه، لا يمكن أن يكتب لها النجاح ما لم يتم إخراج الإيرانيين، سياسياًّ وعسكريا وميليشياوياً، من كل الأراضي السورية فبقاء هؤلاء سيشجع نظام بشار الأسد على مواصلة المناورات والألاعيب التي كان أتبعها وبخاصة بعد أزمة الضربات الكيماوية المعروفة والتي نظراً لميوعة وردائة أداء الإدارة الأميركية (السابقة) قد أبقته حتى الآن بعدما كان على وشك الإنهيار النهائي!!.
وهكذا فإنه يجب التركيز، إن بالنسبة للمعارضة السورية وإن بالنسبة لتركيا وكل الدول المعنية بهذه المسألة ومن بينها الأردن ودول الخليج العربي، على هذا الأمر فالإيرانيون، كما هو معروف، أصحاب تقية ولقد ثبت أنهم جادون في إعادة كتابة تاريخ هذه المنطقة مجدداً ووفقاً لما كان قائماً عندما كانت هناك الدولة الفاطمية وكان هناك القرامطة والحشاشون قبل أن يعيد صلاح الدين الأيوبي الأمر إلى أهله.. إلى الدولة العباسية.
إنه علينا ألا نستهين إطلاقاً بكل هذه التطلعات الإيرانية نحو هذه المنطقة وهي تطلعات تم تحقيقها بالفعل في العراق وفي سوريا وفي لبنان والمعروف أن هناك محاولات لتحقيقها أيضاً في العديد من الدول العربية وفي بعض دول الخليج العربي وحيث أن المفترض أننا كلنا قد سمعنا تهديدات الجنرالات الإيرانيين الذين قال أحدهم:إننا بعد إنتصار حلب سننتقل إلى البحرين واليمن .. ولذلك يجب أن يكون موقفنا واضحاً وهو أنه لا يمكن للمبادرة الروسية – التركية أن تحقق النجاح المرتجى والمطلوب ما لم يخرج الإيرانيون نهائياً من الأراضي السورية كل الأراضي السورية وما لم يكن هذا الخروج الخطوة الأولى للتطبيق الفعلي لهذه المبادرة.