اخر تحديث
الإثنين-06/05/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
واحة اللقاء
\ المؤسّسات المظلومة : بين الأحزاب والحكومات .. الديموقراطية والدكتاتورية !
المؤسّسات المظلومة : بين الأحزاب والحكومات .. الديموقراطية والدكتاتورية !
19.08.2019
عبدالله عيسى السلامة
ما أكثرَ، مانسمع عبارات ، مثل :
هذه الدولة فيها مؤسّسات .. هذا البلد تحكمه مؤسّسات !
أو عبارات ، من مثل :
الدول المتحضّرة تديرها المؤسّسات .. الدول المتقدّمة تخضع لحكم المؤسّسات!
أو جُملاً ممزوجة ، بزفرات وآهات وحسرات ، من مثل:
ماالذي ينقص بلادنا العربية ؛ كي تُحكم وتُدار، عبر المؤسّسات ؟
أو: إنّ الحكم الفردي التسلّطي ، دمّر بلادنا ، ولو حكمتها المؤسّسات ، لصلح أمرها ، وصارت من الدول الراقية !
فما المؤسّسات المقصودة ؟
(كيلا نُتّهم بأنّا ضدّ المؤسّسات ، نعلن تأييدنا ، لِما نُقل ، عن بعض كبار الباحثين ، في السياسة ، والفقه الدستوري ، وأنظمة الحكم ، أنّ : الديموقراطية هي أقلّ أنظمة الحكم سوءاً)!
إن الدول ، التي تخضع لحكم المؤسّسات ، تنطلق من بدايات ، لا بدّ منها ، وهي:
انتخاب مجالس نيابية وبلدية ، من قبَل الشعب ، وفق نظام انتخابي معيّن!
انتخاب رئيس للجمهورية ، عبر مجلس النوّاب ، المنتخب من الشعب.. أو عبر انتخاب مباشر، من قِبل الشعب!
أو: انتخاب رئيس للوزراء ، من قبل المجلس النيابي المنتخب ، وتشكيل وزارة ، من قِبل رئيس الورزاء، الذي فاز حزبه بالانتخاب ، والمكلّف ، من قبل رئيس الدولة ، أو الملك !
لكن ، لنلقِ نظرة فاحصة ، على الأمور، لمعرفة حقيقتها:
أنظمة الحكم ، السائدة في أوروبّا، اليوم ، وُجدت، وتأصّلت، في اليونان القديمة، وروما القديمة!
المجالس التمثيلية ، المنتخبة من قبل الشعوب ، كانت ، وما زالت ، تخضع لعمليات كثيرة ، من الاستغفال ، ومن الإغراءات المتنوّعة ؛ لاختلاف مستويات الناخبين ، الفكرية والخلقية ، التي تختلف ، حول : الأكفأ لمنصبه ، و الأكثر إخلاصاً لعمله ! والساسة المتمرّسون ، يوجّهون الانتخابات ، في الاتّجاهات التي تخدم مصالحهم!
وتنبثق عن المجالس التمثيلية ، المنتخبة من الشعب ، سائر المؤسّسات المنتخبة ، والمعيّنة من قبل منتخبين ، للسلطات التشريعية والتنفيذية ! وينطبق على المؤسّسات المشكّلة ، ما ينطبق على المجالس المنتخبة ، من عمليات التوجيه والإغراء والخداع ، لكن بصوَر أرقى ؛ لأن من يمارس الأخيرة ، أناس متمرّسون!
غالباً ماكانت السلطات التنفيذية ، تنفّذ ماتراه مناسباً لسياساتها ، برغم معارضة الهيئات التشريعية ، التي يحقّ لها الاعتراض والمحاسبة ، والعزل ، أحياناً!
نماذج:
كان الأباطرة القدماء، هم الذين يتحكّمون بالدول ، ويسيّرونها كما يريدون ، برغم وجود المجالس والهيئات التشريعية، وذلك ؛ بما تملك السلطات التنفيذية، من قوى الدولة المختلفة ، من جيوش، وأجهزة إدارية وأمنية ، ونحو ذلك !
في العصر الحديث ، يكفي أن نذكر أمثلة قريبة ، ماتزال آثارها حيّة ، تتفاعل في بلادنا ! ونكتفي بمثال واحد ، يعكس صورة الواقع ، ويغني عن أمثلة كثيرة :
الرئيس الأمريكي ، بوش الابن ، مارس عمليات خداع وتضليل ، واسعة ، للشعب الأمريكي، ومؤسّساته التشريعية ، وغيرها ، ليضعها تحت أمر واقع ، لامفرّ منه ؛ وذلك حين قرّر احتلال العراق ! فقد قدّم لشعبه ، معلومات مضلّلة ، حول امتلاك العراق ، سلاحاً نووياً ، يهدّد به أمريكا..وأن العراق يملك رابع جيش في العالم، ولا بدّ من تحطيمه ، قبل أن يصبح قوّة عظمى، تهدّد أمريكا والعالم ! وقد اصطفّ رئيس وزراء بريطانيا ، توني بلير، مع بوش ، وخدع شعبه البريطاني ، ذا المؤسسات العريقة ؛ للمشاركة في غزو العراق، ثمّ اعترف بلير، نفسه ، فيما بعد، بعمليات الخداع والتضليل !
وليس من شأننا ، في هذه السطور، البحث عن بديل ، لحكم المؤسّسات ، التي نُقرّ بأهمّية وجودها ! لكنّا نشير، إلى أن المؤسّسات مظلومة ، وأنّ رفعَ الظلم عنها ، إنّما هو، من مهمّات أهالي الدول ، التي تُفاخر بهذه المؤسّسات .. أو تُتاجر بها !