الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اللقاء الثلاثي الروسي – الأمريكي – الإسرائيلي في القدس: قبول الأسد مقابل الخروج الإيراني

اللقاء الثلاثي الروسي – الأمريكي – الإسرائيلي في القدس: قبول الأسد مقابل الخروج الإيراني

27.06.2019
وديع عواودة وهبة محمد


القدس العربي
الاربعاء 26/6/2019
دمشق – الناصرة – "القدس العربي" : خلافاً لمرات سابقة اكتفى بها بالتلميحات أو التصريحات المقتضبة أقر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال القمة الثلاثية الإسرائيلية – الأمريكية – الروسية بأنه تم ضرب مئات الأهداف الإيرانية في سوريا. وأضاف أن الهدف الأخير هو عدم بقاء قوات أجنبية فيها. ويبقى السؤال هل اللقاء الثلاثي الروسي – الأمريكي – الإسرائيلي في القدس يتمحور حول قبول رئيس النظام السوري بشار الأسد مقابل خروج القوات الإيرانية وتوابعها؟
وفي بيان رسمي صادر عن مكتبه قال نتنياهو في مستهل القمة الثلاثية التي تجمع بين مستشاري الأمن القومي الأمريكي والروسي والإسرائيلي في القدس المحتلة أمس الثلاثاء "يسرني جداً أن أكون هنا مع السفير جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي ومع نيكولاي باتروشيف سكرتير مجلس الأمن التابع للفدرالية الروسية ومع مائير بن شبات مستشار الأمن القومي الإسرائيلي وذلك بحضور السفيرين الروسي والأمريكي لدى إسرائيل وسفيري الأخيرة في واشنطن وموسكو والوفود الكريمة من الدول الثلاث الذين جاؤوا إلى القدس لحضور هذا المؤتمر التاريخي الذي يسرنا استضافته".
نتنياهو تباهى "بالعلاقات المتينة" مع بوتين وترامب… بن شبات: الظروف نضجت
وعلل نتنياهو وصف القمة الثلاثية بالتاريخية بالإشارة لكونه أول لقاء بين مستشاري الأمن القومي في الدول الثلاث وهي تعقد في عاصمتنا القدس". وشكر نتنياهو الرئيس ترامب والرئيس بوتين لموافقتهما على عقد هذه القمة الأمنية ولإرسال أكبر مستشريهما للمشاركة فيها. وقال إنه يثمن كثيراً العلاقات المتينة التي تقيمها إسرائيل مع بوتين وترامب. ويؤكد تسريبات تحدثت في الماضي عن تعاون وثيق سري بين دولة الاحتلال وروسيا بقوله "كما قلت مرات عديدة سابقاً العلاقات الإسرائيلية الأمريكية وصلت إلى قمم جديدة تحت قيادة الرئيس ترامب وأسوة بذلك، إسرائيل ممنونة على أن صداقتها مع روسيا أصبحت أقوى من أي وقت مضى خلال السنوات الأخيرة".
الخروج الإيراني
وكشف نتنياهو أنه تحدث مع الوفدين الأمريكي والروسي حول قضايا ثنائية خاصة التحدي المتمثل بتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وتابع "بناء على مناقشاتنا أؤمن بأنه توجد هناك أرضية أكبر للتعاون بين دولنا الثلاث مما يصوره البعض. هذه القمة تشكل فرصة حقيقية للمساهمة في تحقيق الاستقرار في منطقتنا خاصة في سوريا". وحسب البيان قال نتنياهو في كلمته: "كما تعلمان إسرائيل تحركت مئات المرات من أجل حرمان إيران من التموضع عسكرياً في سوريا إذ تدعو إيران بشكل علني وعملي إلى تدميرنا وتعمل على تحقيق ذلك. تحركنا مئات المرات من أجل منع إيران من تزويد حزب الله بأسلحة متطورة أكثر وأكثر ومن أجل منعها من فتح جبهة أخرى ضدنا في الجولان". لافتاً إلى أن إسرائيل ستواصل العمل على منع إيران من استخدام أراضي الدول المجاورة كمنصات لشن الاعتداءات على إسرائيل وأن هذه سترد بقوة على أي عدوان".
وأضاف "أشكر الحكومة الروسية والرئيس بوتين على عملهما مع إسرائيل بشكل وطيد في إطار الآلية لتقليص الاحتكاك مما يساهم في الضمان بأنه عندما ندافع عن أنفسنا لا نعرض القوات الروسية إلى الخطر. وأود أن أشكر الولايات المتحدة والرئيس ترامب على دعمهما غير القابل للتأويل لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
رسمياً زعم نتنياهو أن الدول الثلاث تريد أن ترى سوريا تنعم بالسلام وبالاستقرار وبالأمان وأن هذا هو الهدف المشترك بينها وأن هناك هدفاً مشتركاً آخر وهو الهدف الأكبر يتمثل بضمان خروج القوات الأجنبية التي دخلت إلى سوريا بعد 2011 ولن تبقى فيها. مدعياً أنه توجد سبل لتحقيق هذا الهدف المشترك الذي يخلق شرق أوسط أكثر استقراراً أو على الأقل في هذا الجزء من المنطقة. سيكون انسحاب القوات الأجنبية من سوريا جيداً بالنسبة لروسيا وللولايات المتحدة ولإسرائيل وإن سمح لي بأن أضيف – هذا سيكون جيداً أيضاً بالنسبة لسوريا". كما قال إن إسرائيل تتطلع إلى مناقشة سبل عملية لتحقيق هذا الهدف الذي يعتبر حيوياً لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 بشكل ناجح وتأمل بأن هذه القمة ستساهم في جلب الأطراف الثلاثة أقرب من تحقيق هدفها المشترك وهو تحقيق السلام والازدهار والأمن".
هدف مشترك
وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شبات في مستهل القمة إنه سبقت اللقاء محادثات معمقة ومطولة بين رئيس الوزراء وزعيمي البلدين على مستويات مهنية عززت الشعور بأن الظروف قد نضجت لهذا الحراك الدبلوماسي. معتبراً أن عقده في القدس يشكل دليلاً على مكانة إسرائيل وعلى الثقة التي تحظى بها من قبل روسيا والولايات المتحدة وعلى الوزن الذي يولى لمواقفها حول القضايا العالقة على الأجندة الإقليمية والعالمية. وتابع مصوباً على طهران التي ما زالت تتعرض لضغوط أمريكية "تحقيق الأمن والاستقرار في منطقتنا يعتبر هدفاً مشتركاً لنا جميعاً. نتمنى ذلك أيضاً لدول وشعوب أخرى في المنطقة وخارجها. ولكن لا يمكن تحقيق ذلك بدون كبح جماح الطموحات والتحركات الإيرانية. الاعتداءات الأخيرة تؤكد على هذا الاستنتاج الذي يجب التعاطي معه في إطار أي مخطط للتسوية".
من جانبه قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون إن باب الرئيس ترامب مفتوح للمفاوضات مع إيران حول خططها النووية. وتابع "على إيران أن تدخل من الباب المفتوح". أما مستشار الأمن الروسي فطالب الولايات المتحدة بالاعتراف بنظام بشار الأسد المتجدد وإزالة العقوبات الدولية المفروضة عليه مقابل ضغوطها من أجل إبعاد إيران عن المنطقة. وقال للإذاعة الإسرائيلية العامة إنه يفضل التعاون الأمني والحوار مع إسرائيل بدلاً من الهجمات العسكرية على أهداف في سوريا. زاعماً أن روسيا تعمل مع حليفتها إيران ضد "الإرهاب" لكن هناك حاجة للقيام بعدة خطوات من أجل تبديد التوتر في المنطقة". يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يرفض رفع العقوبات عن نظام الأسد بعد ارتكاب مجازر وجرائم حرب فيما تدعو بعض الدول الأوروبية لمعاينة ذلك مقابل قيام الأسد بإصلاحات سياسية واسعة.
الباحث السياسي، المعارض يامن دابقي، اعتبر ان قمة القدس يسودها "تصلّب في المواقف لإحداث مقايضات في سوريا، اذ تريد إسرائيل أن تكون فيها الرابح الأكبر على حساب مصالح الجميع". وقال لـ"القدس العربي" ان طلب إخراج إيران من سوريا مقابل الاعتراف بشرعية النظام هو فخ سياسي لكل من روسيا وإيران، فروسيا أنهت الموضوع بشأن سوريا قبل الخوض في القمة، وقالت: لن نتاجر بمبادئ حلفائنا.
رهانات سابقة
كما كانت وصيف شرعي لتطلعات ضمان بقاء الدولة وراعي لمصالح إيران فأسقطت كل الرهانات السابقة عن حالة العدائية المُفترضة مع طهران".
اما أمريكا فإنها تدور ضمن النطاق الأمني الإسرائيلي ولا يعنيها غير شرق الفرات، معرباً عن ثقته بأن الملف السوري "في قمة القدس مخارجه مغلقة وتم ترحليها لقمة العشرين في اليابان".
المعارض السوري خليل مقداد، اعتبر ان الاجتماع هو أخطر لقاء أمني ثلاثي بين أمريكا وروسيا والكيان الصهيوني، "والذي "ربما يكون أحد أخطر الاجتماعات على الإطلاق وذلك لجهة علاقته بصفقة القرن والترتيبات والتفاهمات الإقليمية الدولية التي سترسم مستقبل المنطقة".
اجتماع الثالوث الأمني في القدس المحتلة، برأي د.علي أسد، ليس حول الوجود الإيراني في سوريا وحدها، بل في لبنان أيضاً أي حول حزب الله. مستنتجاً، انه عندما يكون الاجتماع أمنياً فالضربات والعمليات ضد الوجود الإيراني ستكون أمنية أيضاً أي سرية وبوسائل لا تشير لتورط هذا الثالوث الخبيث فيها.
من جانبه قرأ الباحث السياسي عماد غليون، الاجتماع الأمني بأنه مجرد حلقة جديدة من التلاعب بالمستقبل السوري تمارسها دول عظمى برعاية الغطرسة الإسرائيلية وسط غياب أي دور سوري وطني فاعل. واعتبر انه لا بديل عن تضافر الجهود السورية لاستعادة القرار الوطني المستقل، من أجل رسم خارطة طريق لمستقبل سوري يمثل إرادة السوريين ويعبر عن تطلعاتهم وآمالهم في الحرية والكرامة.