الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اللجنة الدستورية السورية..كورونا في خدمة النظام 

اللجنة الدستورية السورية..كورونا في خدمة النظام 

26.08.2020
مصطفى عباس



المدن 
الثلاثاء 25/8/2020 
يبدو أن فيروس كورونا المستجد الذي كان سبباً لتأجيل جلسات اللجنة الدستورية السورية لأشهر، ستكون له الكلمة الفصل، حتى بعد استئناف الاجتماعات في مدينة جنيف السويسرية الاثنين، بعد اكتشاف اصابة ثلاثة من أعضاء اللجنة القادمين من دمشق. 
فبعد أن انطلقت أعمال اللجنة في اجتماعها الثالث، عقب انقطاع دام منذ شهر كانون الأول/ يناير، بهدف صياغة دستور جديد للبلاد أو تعديل الدستور الحالي برعاية من الأمم المتحدة، تم تعليق الجلسة الثانية من المفاوضات على خلفية اكتشاف ثلاث إصابات في وفد النظام. 
مدير المكتب الإعلامي لهيئة التفاوض السورية إبراهيم الجباوي، أكد ل"المدن"، إصابة ثلاثة من أعضاء وفد النظام، مشدداً على سلامة جميع أعضاء وفد المعارضة قبل الدخول إلى الجلسة الأولى. 
بدوره، الرئيس المشترك للجنة الدستورية السورية عن وفد المعارضة هادي البحرة، أكد أن أعضاء الوفد المعارض قد خضعوا لفحوص كشف الإصابة بالفيروس في تركيا وسويسرا. 
وكانت الجلسة الأولى من المفاوضات قد انعقدت في ظل أجواء وُصفت بالإيجابية، في حين سربت مصادر إعلامية اعتراض رئيس الوفد المعارض هادي البحرة على تسمية وفد النظام ب"الوفد الوطني" وطلبه الالتزام بالتسميات المتفق عليها عند تأسيس اللجنة الدستورية وبالاتفاق مع الأمم المتحدة. 
الجباوي أكد ل"المدن"، أن الجميع حالياً بانتظار الإجراءات التي ستتخذ من قبل الأمم المتحدة والسلطات السويسرية لضمان سلامة الوفود من الإصابة بالفيروس، مشدداً على جاهزية وفد المعارضة التامة لاستئناف المفاوضات، تاركاً الباب مفتوحاً أمام كل الاحتمالات، بما فيها تعليق الجولة أو استكمالها عن طريق الانترنت، لكنه أشار إلى أنه "إلى الآن لم ترد تعليمات حول ذلك". 
من جانبها، عضو اللجنة المصغرة في وفد المجتمع المدني رغداء زيدان أوضحت أنه تم اتخاذ كل الإجراءات المشددة التي تضمن منع انتقال العدوى بدءاً من فحوص ال"PCR" في تركيا وسويسرا، وصولاً إلى الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي واستخدام المطهرات، مشيرة إلى أن اكتشاف إصابة بعض أعضاء وفد النظام بفيروس كورونا رغم خضوعهم قبل يوم من السفر للفحص يدل على مدى تفشي هذا الوباء في سوريا. 
وكانت الحكومة السويسرية قد أعادت إجراء فحص كشف الفيروس للوفود المشاركة الأحد، إلا أن النتيجة لا تظهر إلا بعد 48 ساعة، وبالتالي ظهرت إصابة ثلاثة من أعضاء النظام بعد انعقاد الجلسة الأولى، و"هنا خطأ الأمم المتحدة، التي كان ينبغي أن تؤجل انعقاد الجلسات حتى ظهور النتيجة"، حسب قول زيدان التي أوضحت في حديثها ل"المدن"، أن هناك احتمال ظهور إصابات جديدة، كون الوفد القادم من دمشق جاء على متن طائرة صغيرة. 
بدوره، استبعد الجباوي أن يكون هناك أي تلاعب من النظام في هذا الموضوع، خصوصاً وأن فحوص "PCR" قد تم إجراؤها في مركز الأمم المتحدة في دمشق قبل يوم واحد من السفر، وليس في مشافي النظام. 
تشكيك كبير بتعمد النظام إرسال الوفد الذي يمثله إلى اجتماعات اللجنة الدستورية دون اتخاذ الإجراءات اللازمة والتقيد بالضوابط الصحية المفروضة على اعتبار أنه حاول جاهداً التهرب من هذا الاستحقاق الذي يعتقد الكثيرون أنه لولا الضغوط الروسية والخشية من الإدانة الدولية، لما سمح لوفده بالوصول إلى جنيف بالأساس، ولكن يبدو أن الإصابات بفيروس كورونا ستمنحه ذريعة جديدة للمماطلة وشراء الوقت.