الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اللجنة الدستورية الأممية لتأهيل الأسد

اللجنة الدستورية الأممية لتأهيل الأسد

26.09.2019
غسان ياسين


سوريا تي في
الاربعاء 25/9/2019
أمس أعلن الأمين العام للأمم المتحدة السيد غوتيرش تشكيل ما سمي "اللجنة الدستورية السورية"!
اللجنة التي كان مخاضها عسيراً وأخذت كثيراً من الاجتماعات والزيارات المكوكية بين الدول الفاعلة في الملف السوري حتى وصلت إلى صيغتها الحالية، الصيغة المفخخة بأسمائها وبمسار عملها.
نبدأ مع التسمية، في تتبع مسار وظروف تشكيل اللجنة وبعد قراءة أولية لأسماء أعضائها نجد أنه لا يصح تسميتها بالسورية، هي أقرب لأن تكون لجنة أممية جاءت بعد توافق دولي وبعد ضغوط كبيرة مورست على المعارضة للقبول بها، الأسماء معظمها وُضعت من قبل الدول الفاعلة عبر تفاهمات فيما بينها. لا يوجد شيء سوري في هذه اللجنة.. لا في طريقة اختيار الأسماء ولا في خلاصة عمل اللجنة  حين تنجز مهامها.
قواعد عمل اللجنة الإجرائية وحدها تحتاج إلى لجان واجتماعات لأنها تحتمل تفسيرات مختلفة بين طرفيها، فلكل طرف رؤيته وتفسيره الخاص. هل ستتم مناقشة تعديلات على دستور النظام الحالي (دستور٢٠١٢) أم ستتم كتابة دستور جديد؟
هذا الإعلان يمثل نسفاً لبيان جنيف بالكامل ومخالفة صريحة للقرار ٢٢٥٤ وبموافقة المعارضة هذه المرة
لكن ما هو أهم وأخطر من كل مما سبق والذي سيكون بمنزلة كارثة على مستقبل سوريا؟ هذا الإعلان يمثل نسفاً لبيان جنيف بالكامل ومخالفة صريحة للقرار ٢٢٥٤ وبموافقة المعارضة هذه المرة.
القرار ٢٢٥٤ ينص صراحة على مرجعية بيان جنيف للحل السياسي في سوريا، بيان جنيف عام ٢٠١٢ يتحدث عن تشكيل هيئة حكم انتقالي لديها كل السلطات التشريعية والتنفيذية (مجلس شعب وحكومة ورئاسة الجمهورية) تقوم هذه الهيئة بوضع دستور جديد لسوريا وثم تنظم انتخابات تشريعية ورئاسية بموجب الدستور الجديد. في حين يراد لهذه اللجنة بغض النظر عن أسماء المشاركين بها وعن نواياهم أن تعيد الشرعية للأسد الكيماوي ودستوره.
الجميع يعلم بأن الروس هم من عمل على قتل مسار جنيف وخلق مسار أستانا كبديل عنه، أستانا الذي كان نتيجة تفاهم ثلاثي بين روسيا وتركيا وإيران. وعبر اختصار القضية السورية بمشكلة الدستور، وكأن مشكلتنا مع هذه الطغمة الحاكمة هي فقط في شكل الدستور!
المجتمع الدولي الذي تخلى عن دعم المعارضة في مطالبها بإسقاط الأسد الكيماوي منذ أن تخلى أوباما عن الضربة العقابية في عام ٢٠١٣، بحاجة إلى غطاء شرعي وقانوني لأجل إعادة قبول وتأهيل نظام الأسد. هذا الغطاء حيك بعناية وبصمت متواطئ من الجميع.. يريدون تنظيف يدي الأسد من دماء السوريين بماء هذه اللجنة.