الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اللاجئون..انهيار المسؤولية الدولية

اللاجئون..انهيار المسؤولية الدولية

28.06.2018
يان إيغلاند


الخليج
الاربعاء 27/6/2018
استقبلت تركيا، وبنغلاديش وأوغندا، وحدها أكثر من نصف جميع اللاجئين الجدد في العام الماضي. ولم يسبق للعالم من قبل، أن سجّل عدداً أكبر، من المشرَّدين بفعل الحرب والاضطهاد.
لقد انهار تقاسم المسؤولية الدولية إزاء النازحين تماماً. فالدول الغنية تبني الآن جدراناً أمام الأسر الهاربة من الحرب، في الوقت الذي تقلّ فيه الأموال المتاحة لمساعدة الناس في مناطق الصراع.
بلغ عدد الناس الذين أرغِموا على الفرار 68.5 مليون شخص في بداية عام 2018، وفقاً للأرقام الصادرة عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومركز مراقبة النزوح الداخلي التابع لمجلس اللاجئين النرويجي. ويساوي هذا العدد عدد الناس الذين يعيشون في المملكة المتحدة.
إن التعاون الدولي، ودبلوماسية السلام في أزمة عميقة. وعدد النازحين على المستوى العالمي يتزايد للسنة السادسة على التوالي، وعدد الناس الذين يعودون إلى ديارهم بأمان يتناقص.
وهنالك 40 مليون شخص مشردون داخل بلدانهم، و28.5 مليون شخص عبروا الحدود وأصبحوا لاجئين.
وكانت تركيا الدولةَ التي استقبلت معظم اللاجئين الجدد في العام الماضي- 700 ألف شخص. وهي تؤوي الآن أكثر من 3.8 مليون لاجئ، معظمهم من سوريا. وبالمقارنة، استقبلت أوروبا كلها نحو نصف مليون لاجئ في العام الماضي، واستقبلت الولايات المتحدة حوالي 60 ألفاً.
ولمّا كان هذا العدد الضئيل من طالبي اللجوء يدخل أوروبا والولايات المتحدة، فإن علينا مسؤولية زيادة دعمنا للدول الأقل غِنى، التي تستضيف حالياً عدداً ضخماً من اللاجئين، مثل بنغلاديش ولبنان وأوغندا، وزيادة عدد الناس الذين نستقبلهم لإعادة التوطين.
إن شبكة الأمان التي وضعناها بعد الحرب العالمية الثانية، والتي وفرت للملايين من اللاجئين الحماية، لا تحظى بالدعم إلاّ من قِبل عددٍ من الدول متضائلٍ باطراد.
وإذا لم تتلق هذه الدول الدعم الكافي، فإن نظام الحماية بأكمله سوف يتفكك. وإذا حدث ذلك، فسيكون له عواقب وخيمة لا على الناس المتضررين فقط، بل على الاستقرار والأمن أيضاً في العديد من أجزاء العالم.
بحلول مايو/ أيار من هذا العام، كانت أوغندا قد تلقت 7% فقط من الأموال اللازمة للأمم المتحدة والمنظمات الأخرى لكي تتمكن من توفير الدعم اللازم للعدد الضخم من اللاجئين من جنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وفي بنغلاديش، كان العدد المكافئ 20%.
بالإضافة إلى الدعم الاقتصادي للدول التي تستقبل عدداً كبيراً من اللاجئين، يحتاج 1.2 مليون لاجئ إلى إعادة توطين في بلد جديد، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين. وهؤلاء أناس ليسوا في أمان حيث يوجدون حالياً. في العام الماضي لم تستقبل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلاّ حوالي 103 آلاف لاجئ لإعادة التوطين.
وكانت عواقب غياب مسؤولية المشاركة واضحة هذا الشهر، عندما مُنعت سفينة الإنقاذ اكواريوس وعلى متنها 629 لاجئاً ومهاجراً من دخول الموانئ الإيطالية.
وعندما يصبح االمحتاجون في البحر، أحجاراً في لعبة سياسية، يكون ذلك رمزاً غريباً للافتقار الحالي إلى نظام مناسب لتقاسم المسؤولية الدولية.
ويشعر مجلس اللاجئين النرويجي بالقلق لرؤية حواجز الحدود الجديدة تقام أمام الناس الهاربين من الحرب والاضطهاد، وحقوق اللاجئين تتعرض للتهديد.
في العديد من البلدان التي يعمل فيها مجلس اللاجئين النرويجي، يشير الناس في السلطة إلى الكيفية التي تغلِق بها الدول الأوروبية حدودها، عندما يريدون الدفاع عن قرارهم بإغلاق حدودهم.
إن علينا وقف هذا السباق نحو القاع، وتعالوا بدلاً من ذلك، نستلهم الدول المستقبلة السخية مثل أوغندا، حيث تجري حماية اللاجئين الضعفاء.
حقائق:
- 68.5 مليون شخص، كانوا مشردين في مستهلّ عام 2018.
- 40 مليون شخص مشردون داخل بلدانهم، وفق مركز مراقبة النزوح الداخلي في مجلس النرويج للاجئين.
- 28.5 مليون شخص، هربوا من بلدانهم وهم لاجئون أو طالبو لجوء، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين.
- في عام 2017، سعى 3.6 مليون شخص إلى الحماية في بلد آخر، سواءٌ بأنفسهم أو من خلال برامج إعادة توطين. واستقبلت تركيا ما يقرب من 20% من جميع اللاجئين الجدد في عام 2017، وبنغلاديش 18% وأوغندا 15% والسودان 14%.
- 667 ألف لاجئ عادوا إلى بلدانهم في العام الماضي. ومعظمهم عادوا إلى نيجيريا.
الأمين العام لمجلس اللاجئين النرويجي،
ووكيل سابق للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية..موقع: "انتر برس نيوز"