الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "الكيماوي" الذي يقتل الشعب السوري

"الكيماوي" الذي يقتل الشعب السوري

18.04.2018
سلطان حميد الجسمي


الخليج
الثلاثاء 17/4/2018
بعد الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، على مواقع في سوريا، ظهر رئيس النظام السوري بشار الأسد، من جديد في أروقة مكاتبه ويحمل بيده حقيبة يد، ويمشي أمام الكاميرات، ويتحدى العالم والمجتمع الدولي، ويقول بلسان حاله إنهم عاجزون عن تحديه، بينما هو يقتل شعبه الأعزل بأسلحة كيماوية.
ورغم كل التحذيرات الدولية، ومنذ اندلاع الحرب في سوريا، بعدم استعمال الأسلحة الكيماوية إلا أن النظام السوري استخدمها مرات، وهذا يدل على وحشية النظام، وما يمارسه في حق الشعب السوري الذي ذاق الأمرين جراء الحرب الغاشمة، ونحن الآن في السنة الثامنة من الأزمة، والأزمة في تصعيد، وتعقيد.
المشهد في شوارع دمشق بعد الهجمة كان واضحاً من قبل النظام السوري ومواليه، حيث يرفرف العلم الإيراني والروسي و"حزب الله" في التظاهرات التي أقيمت في العاصمة السورية للاعتراض على القصف من قبل الدول الثلاث، وهذه رسالة واضحة للعالم بتحالف النظام السوري مع هذه القوى لتأكيد عزمه على المضي في موقفه.
وفي بيان لقوات النظام السوري أكد فيه المتحدث الرسمي أن القوات السورية والقوات الرديفة لن تتوقف عن سحق ما تبقى من مجاميع إرهابية مسلحة، من دون أي إشارة اعتذار للشعب السوري، والمجتمع الدولي عن استعمال السلاح الكيماوي ضد المدنيين، بل يحمل البيان نبرة إصرار واستمرار على النهج نفسه، في معارك أخرى، ومناطق أخرى، وهو النظام الذي تسبب بكوارث حلت على الشعب السوري منذ ثماني سنوات، حيث إن هناك أكثر من 15 مليون سوري ضحايا لهذه الحرب، قتلى وجرحى ونازحين ولاجئين ومهاجرين، فالإنسان السوري اليوم محروم ومشتت في كل بقاع الأرض يبحث عن الأمان والاستقرار.
ويتفق المجتمع الدولي اليوم على أن الحل في سوريا يجب أن يكون سياسياً، وأن تلتزم جميع الأطراف المشاركة في الحرب في سوريا بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254 الذي ينص على وقف الهجمات ضد المدنيين السوريين بشكل فوري، وحل الأزمة السورية سياسياً.
في تاريخ الحروب الدموية لم يشهد العالم في الأغلب اتفاقاً بين الفصائل المشاركة في الحروب، بل دائماً، وفي نهاية الحرب، يخضع المنهزم للمنتصر، كما حدث في الحربين العالميتين الأولى والثانية، ولهذا فإن جميع المؤشرات في سوريا اليوم تشير نحو طريق مسدود، ولا بد من تحركات فعالة حقيقية لحل الأزمة السورية سياسياً، لحماية ما تبقى من دماء الشعب السوري.
ومما لا شك فيه، أن قوى الشر والدول التي تدخلت في الحرب السورية منذ بداية الحرب، لا تجامل النظام السوري، بل تريد السيطرة على أحدى بوابات الشرق الأوسط من خلال سوريا، بعدما فشلت في السيطرة على دول عربية أخرى منذ اندلاع ما سمي بالربيع العربي، فسوريا اليوم تلعب دوراً كبيراً في تغيير موازين القوى في المنطقة.
للأسف سوريا اليوم أصبحت أكثر قلقاً، وأكثر إرهاباً من أي وقت مضى، سواء الإرهاب الذي يمارسه النظام، أو الذي تمارسه الجماعات الإرهابية، والنظام السوري لا يزال يعطي أسوأ انطباع عنه باستمراره في هدر دماء شعبه، فها هي الدول العربية اجتمعت في الظهران من دون حضور سوريا، بعدما تم تعليق عضوية النظام في مجلس الجامعة نتيجة ممارساته.
على المجتمع الدولي والمدني، حماية الشعب السوري من جميع الأسلحة التي تبطش به، سواء كيماوية، أو أسلحة أخرى، وحمايته من القتل، وحفظ كرامته من التهجير، والسعي إلى حل الأزمة بجهود أكبر من ذلك، خاصه أن الأطفال والنساء أصبحوا أكثر عرضة إلى انتهاك حقوقهم الإنسانية.