الرئيسة \  واحة اللقاء  \  القواسم المشتركة بين حزب الله وإسرائيل بشهادة إيران

القواسم المشتركة بين حزب الله وإسرائيل بشهادة إيران

29.12.2016
جيري ماهر


الوطن السعودية
الاربعاء 28/12/2016
حزب الله غارق اليوم في الحرب السورية وعناصره يقتلون ويحاصرون ويجوعون ويشردون أهلها، بينما جبهة الجنوب مع الاحتلال الإسرائيلي هادئة تماما!
عندما بدأ حزب الله مشروعه تحت شعار المقاومة في لبنان كان هذا الحزب أكثر وضوحا في الحديث عن مشروعه الذي يحمله إلى لبنان والمنطقة، لكن الظروف التي كان يمر بها الشرق الأوسط وقلة انتشار الأخبار والمعلومات وحتى الأحاديث التي كان يدلي بها معظم قيادات حزب الله أسهمت في تمدد هذا الحزب وزيادة ترسانته العسكرية بحجة المقاومة والدفاع عن لبنان وتحريره.  وهنا سأسرد لكم بعض ما قاله نصر الله للإعلام اللبناني في الثمانينات، ومن أبرزها أنه تحدث عن مشروع إقامة الحكومات الإسلامية في لبنان والبلاد العربية، حيث قال حرفيا لجريدة النهار في أبريل 1988 إنه "على المسلمين أن يسعوا إلى إقامة الحكومات الإسلامية في بلدانهم، ولا عجب أن ندعو في لبنان إلى إقامة الدولة الإسلامية من أجل إقامة السلام العادل الذي يعمل من أجله الإمام المهدي". وأضاف أيضا في لقاء آخر مع صحيفة "السفير" في 16/ 8/ 1986 "إن حزب الله أمة في لبنان لم تخرج من أجل سلطان ولا مال، هذه الأمة وجدت أن الحق لا يُعمل به، فخرجت تصلح في هذه الأرض، كل الأرض، لتقيم فيها حاكميّة العدل الإلهي التي تتواصل وتتكامل بظهور صاحب العمر والزمان".
وأضاف حسن نصر الله في "السفير" في لقاء آخر في 12/ 7/ 1986 "إن لبنان وهذه المنطقة هي للإسلام والمسلمين، ويجب أن يحكمها الإسلام والمسلمون".  وأضاف في صحيفة النهار في سبتمبر 1986 "لا نؤمن بوطن اسمه لبنان، بل بالوطن الإسلامي الكبير".
وفي أبريل من ذات العام تحدث نصر الله عما يمكن اعتباره الحقيقة الكاملة لما جرى منذ تأسيس الحزب وحتى اليوم، حيث قال: "نحن لسنا قادرين الآن على إقامة حكم الإسلام، لكن هذا لا يعني تأجيل فكرنا ومشروعنا إلى المستقبل. نحن نطرح هذا الشعار لكي يخرج المسلمون من مرحلة الخجل، ونحن لا نملك اليوم مقومات حكم في لبنان والمنطقة، لكن علينا أن نعمل لنحقق هذا. ومن أهم الوسائل تحويل لبنان إلى مجتمع حرب". وهذا ما حصل فعلاً بعد أن أصبح قرار السلم والحرب بيده، وتمدد الحزب داخل مؤسسات الدولة اللبنانية، مسيطرا على أهم أركانها تنفيذا لمشروع الولي الفقيه
وقال أيضا في النهار عام 1989 "دعانا الإمام لإقامة الحكومة الإسلامية في أي بلد نعيش فيه، وهذا ما يجب أن نعمل له، وأن نفهمه تكليفا شرعيا واضحا، وأن نعمل في لبنان وفي غير لبنان لأنه خطاب الله منذ أن خلق آدم".
لو عدنا أيضا إلى عام 1982 في خطبة لحسن نصر الله يمكن الاطلاع عليها عبر يوتيوب تظهره يتحدث بالصوت والصورة عن مشروع حزب الله وأهدافه، وفيه الأخطر على التعددية في لبنان والمنطقة، حيث قال: "المشروع التوحيدي الأول والوحيد في هذا الكون هو مشروع الدولة الإسلامية. مشروع الدولة الإسلامية توحيدي وليس مشروعا تقسيميا. نعم، لو كنا نتحدث عن كانتون شيعي في الضاحية الجنوبية لكان مشروعا تقسيميا. أما نحن فنتحدث عن دولة إسلامية، ونحن حتى لو أقام بعض الناس كانتونات فإننا لن نسامح من سيقيم كانتونا مسيحيا في المنطقة الشرقية، وفي جبيل وكسروان، لأن هذه مناطق المسلمين وقد جاءها المسيحيون غزاة. جاءت بهم الإمبراطورية البيزنطية ليكونوا شوكة في خاصرة الأمة".
إذا وبعد سرد جزء من أحاديث وخطابات أمين عام حزب الله الإرهابي حسن نصر الله وإظهار نواياه الحقيقية تجاه لبنان والمنطقة العربية، والتي برزت وقائعها وظهرت حقيقتها في تصرفات وأفعال الحزب في لبنان وسورية والبحرين واليمن والعراق وغيرها من الدول العربية التي حاول فيها زعزعة أمن لبنان وجره إلى حزب مفتوحة مع الإسرائيلي يوماً ومع محيطه أياما أخرى، إلى جانب تدخله في الحرب السورية لحماية النظام، مما تسبب بقتل آلاف السوريين وإعطاء الإرهاب السبب لتهديد وضرب لبنان، نستطيع الآن أن نرى الأمور على حقيقتها والاستعداد دائما لما هو أسوأ بوجود هذا التنظيم الإرهابي الذي يحمل مشروعا تفتيتيا يخدم إيران ونظامها من جهة، وإسرائيل وحلمها بدولة من النيل إلى الفرات من جهة أخرى!
إن المتابع للأحداث في السنوات العشر الأخيرة يرى بوضوح حجم المؤامرة والتعاون والتنسيق بين حزب الله - إيران من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، حيث إن اللبنانيين وبعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري توحدوا خلف مطلب طرد الاحتلال السوري العسكري للبنان، وتم إسقاط حكومة ورئيس الجمهورية المؤيدين في ذلك الوقت للنظام السوري، مما أضعف حزب الله داخل لبنان، فكان بحاجة ماسة إلى حرب تعيد له القوة، فحصلت حرب يوليو 2006، ولكن حزب الله في عام 2008 اجتاح بيروت والجبل بعد إصدار حكومة السنيورة قرارات لم ترض الحزب، فحاول ابتزاز الدولة عسكريا ليسقط شعبيا مرة أخرى، فتقوم إسرائيل بالإفراج عن آخر الأسرى اللبنانيين في صفقة تمت بينها وبين الحزب، وكان من بين الأسرى المحررين الإرهابي سمير القنطار الذي قُتل لاحقا في سورية، حيث كان من مؤيدي النظام السوري في حربه ضد الشعب السوري.
اليوم حزب الله غارق في الحرب السورية، وعناصره يسرحون ويمرحون ويقتلون ويحاصرون ويجوعون ويشردون أهلها، بينما جبهة الجنوب مع الاحتلال الإسرائيلي هادئة تماما، ولم يحرك مجموعة واحدة لتحرير مزارع شبعا المحتلة، بل كان يرسلهم إلى سورية لقتل شعبها وإسرائيل بكل ترسانتها العسكرية البرية والجوية تشاهد دون أن تحرك ساكناً لاستغلال نقاط ضعف الحزب وحالة الاستنزاف التي يعاني منها في سورية، وطائراتها لم تقصف أكثر من شحنات الأسلحة، بينما تركت عناصره في المعسكرات داخل سورية يبيتون بسلام وعين إسرائيل ترعاهم.
هل في العالم من يصدق أن الخلافات بين إسرائيل وحزب الله أكبر من القواسم المشتركة؟ أنا أكاد أجزم أن العلاقة بين حزب الله وإسرائيل تطورت مؤخرا برعاية خامنئي، وتنفيذ حسن نصر الله تمهيدا لتقاسم المنطقة بين إيران وإسرائيل، حيث تحصل الأخيرة على أرضها الموعودة من النيل إلى الفرات، وتحصل إيران على هلالها الطائفي لتحاصر به دول الخليج العربي، وتضع لها موطئ قدم على البحر الأبيض المتوسط، فالحذر ثم الحذر ثم الحذر، والتحضير من بعدها لعاصفة حزم أخرى تنهي هذا التمرد العسكري الإرهابي للحزب وأعوانه في المنطقة!