الرئيسة \  مشاركات  \  القضية سهلة .. ولا داعي للقلق !

القضية سهلة .. ولا داعي للقلق !

03.05.2018
عبدالله عيسى السلامة




سأل القاضي ، المتهم : لمَ ملأت الغربال ، ماء ساخناً ، وسكبته على رأس جارك !؟
المتهم : إنه ليس غربالاً ، ياسيّدي القاضي ، بل هو منخل !
القاضي : وما الفرق !؟
المتهم : لأن الغربال غربال ، والمنخل منخل .. ياسيّدي القاضي !
محامي المتهم : ياسيدي القاضي ، المدّعي يزعم ، أنه غربال ، وموكلي يقول : إنه منخل ! فقد حصل شكّ ، في المسألة ، والشكّ يفسّر لمصلحة المتهم !
القاضي : صدقت ياحضرة ، المحامي ! لذلك ، وبما أنه اعترف بجريمته ، سأعاقبه.. وبما أن ثمّة شكاً ، بين المنخل والغربال ، فسأفسّر الشك لمصلحته ، وأخفّف عقوبته ، من السجن ، إلى النفي المؤقت !
المحامي : وإلى أين ستنفيه ، ياسيّدي القاضي !؟
القاضي : سأنفيه من داره ، إلى الدار الآخرة !
المحامي : هل ستعدمه ، ياسيّدي القاضي !؟
القاضي : لا ؛ قضيته سهلة ، لاتستحقّ الإعدام ، ولا حتى النفي المؤبّد ، بل هو نفي مؤقت ، إلى الدار الآخرة .. فلا داعي للقلق !
المحامي : وكيف ينفى إلى الدار الآخرة ، دون أن يموت ، ياسيّدي !؟
القاضي : سيخدّره الطبيب الشرعي ،  كيلا يموت ، مختنقاً ، في قبره ! وحين تنتهي عقوبته ، ويصحو، يعود إلى داره !
المحامي : ومتى يصحو ، ياسيّدي القاضي !؟
القاضي : الله أعلم .. هذا الأمر، ليس بيدي !
المحامي : ومَن يصحّيه ، ياسيّدي القاضي !؟
القاضي : إسرافيل ، حين ينفخ في الصور!
المحامي : أليست هذه عقوبة نفي مؤبّد ، ياسيّدي القاضي !؟
القاضي : لا، هذا نفي مؤقت ، حتى قيام الساعة ! ولو كان مؤبّداً، لبقي حتى الحشر والحساب، ودخول جهنم - إذا عوقب على جريمته - أو الجنة - إذا عفا الله عنه - ! ومع ذلك ، بإمكان أهله أن يدفنوه ، بالقرب من داره ، ليعود إليها ، بسسرعة ، ساعة صحوه ، وعودته من منفاه .. كيلا يتعبه السير الطويل ، وذلك ، بعد نفخة إسرافيل الثانية ، في الصور!
المتهم : أطال الله عمرك ، ياسيّدي القاضي ؛ فقد خففت عني العقوبة .. وشكراً لك، ياحضرة المحامي ، فقد أنقذتني ، من السجن ، ومن النفي المؤبّد !
القاضي : ألم أقل لكم : القضية سهلة ، ولا داعي للقلق !؟ رُفعت الجلسة !
حين يكون القاضي مهزوزاً ، والمحامي مسطولاً ، والمدّعي مخموراً ، والمدّعى عليه أبله.. فالقضية سهلة ، ولا داعي للقلق  !.
حين يكون بشار الأسد : رئيساً لسورية ..
وتكون إيران : حاضنة له – طائفياً وسياسياً– لتحتلّ ، من خلاله، سورية، وتتمدّد في المنطقة، كلها ..
وتكون روسيا : داعمة له عسكرياً ، وتمارس ما يعجز عنه ، من ذبح للشعب السوري ، وتدمير لمدنه وقراه ..
ويكون مجلس الأمن: الحَكم ، الذي يمسك بالصافرة.. وبوتين يخنق صافرته ، بالفيتو..
ويكون داعش : هو حامل صكّ الوصاية ، على الشعب السوري ..
ويكون الائتلاف : هو هيئة الدفاع ، عن الشعب السوري ..
وتكون النخب السورية : ذات الإفكار المتناقضة ، والارتباطات الخارجية المتنوّعة، والأهواء المتباينة، والمصالح المتعارضة..هي التي تبحث عن الحلول ، للمأساة السورية ، في عقولها ، وفي عقول الجهات الدولية ، التي تموّلها ، أو تحركها ، أو تنصحها .. وكل عقل يرى ، أنه ألهِمَ الحقّ والصواب ، وفصلَ الخطاب ..
ويكون ترامب : هو الإمبراطور الأعظم ، الذي نصب نفسه ، إلهاً للعالم ، ليقيم فيه العدالة ..
وتكون الدول العربية والإسلامية ، حكّاماً وشعوباً : هي جماهير المشاهدين ، الذين يضعون على صفحات الفيسبوك ، الإعجابات والتعليقات ..
حين يكون هذا ، كله ، موجوداً : في سورية ، وحولها ، وفي العالم ..
فلا بدّ أن تكون القضية سهلة .. ولا داعيَ للقلق !