الرئيسة \  واحة اللقاء  \  القامشلي ساحة لعض الأصابع وتبادل الرسائل بين "قسد" والنظام السوري 

القامشلي ساحة لعض الأصابع وتبادل الرسائل بين "قسد" والنظام السوري 

26.01.2021
القدس العربي


القدس العربي 
الاثنين 25/1/2021 
أنطاكيا – "القدس العربي": تجددت الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وميليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام السوري، مساء السبت في القامشلي، ويسود هدوء حذر بعدما تدخلت روسيا لاحتواء الاشتباكات المحدودة التي اندلعت عند مداخل المربع الأمني التابع لسيطرة الأخير وسط المدينة. 
وأكدت قناة "روسيا اليوم"، أن القوات الروسية لا تزال تحاول حل الخلاف الحاصل بين "قسد" من جهة، وقوات النظام السوري من جهة أخرى. 
وحسب مصادر "القدس العربي"، فإن مرد التوتر يعود إلى تعرض قوات من "قسد" لرتل من قوات النظام أثناء توجهه من مطار القامشلي إلى منطقة أبو راسين الفاصلة بين منطقة "نبع السلام"، وبين الدرباسية وتل تمر الخاضعة لسيطرة "قسد". وأوضحت المصادر، أن قوات النظام كانت بصدد تبديل دورية قواتها التي تنتشر في المنطقة بموجب اتفاق "سوتشي" الذي يقضي بانتشار قوات النظام في المناطق الفاصلة بين منطقة العمليات التركية "نبع السلام" و"قسد". 
وقال الصحافي سامر الأحمد، من الحسكة أن "قسد" اعتقلت عناصر من النظام، ما دفع بالأخير للرد بإعطاء الأوامر لميليشيا "الدفاع الوطني"، بالهجوم على حاجز يتبع لـ"قسد"، واعتقال عناصره بهدف تبديلهم بعناصره الذين تم احتجازهم. 
وأضاف لـ"القدس العربي"، أن كل ذلك يأتي في إطار التوتر الذي تشهده القامشلي منذ مطلع العام الجاري، حيث لا زالت "قسد" تحاصر المربعات الأمنية التابعة للنظام في القامشلي والحسكة، وتهدد بتضييق الحصار، وذلك في حال لم يقم النظام بالإفراج عن 400 معتقل من عناصرها، تم اعتقالهم على طريق منبج-حلب، وكذلك فك الحصار الاقتصادي عن مناطق "الشهباء" شمال حلب، عند تخوم منطقتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، وحي الشيخ مقصود في مدينة حلب، وأخيراً بنشر النظام قواته في منطقة "عين عيسى" شمالي الرقة، لمنع هجوم تركي محتمل. 
في المقابل، وحسب الصحافي، فإن روسيا والنظام يضغطان على "قسد" من أجل تحصيل مكاسب، في تل رفعت ومنبج وعين عيسى، موضحاً أن "قسد تطالب النظام بانتشار عسكري في عين عيسى، بينما تريد روسيا أن يسيطر النظام إدارياً على المدينة". وتابع الأحمد، بأن الواضح أن "قسد" لن تتخلى بسهولة عن عين عيسى، وهي المنطقة التي تعتبر عاصمة إدارية لـ"الإدارة الذاتية"، والتي تحتوي على مقرات إدارية وعسكرية. 
وتأسيساً على ذلك، يبدو أن القامشلي تحولت إلى ساحة لعض الأصابع بين "قسد" والنظام السوري، والحديث للأحمد، الذي أضاف: "الواضح أن النظام لديه العديد من أوراق القوة، وأهمها التلويح بالتدخل التركي، بعد سحب جنوده من المناطق المقابلة للجيش التركي، وبالمقابل تعول "قسد" على دور أمريكي أقوى بعد تولي إدارة جو بايدن قرار البيت الأبيض، وكذلك على حاجة النظام للنفط". 
متفقاً مع الأحمد، قال الصحافي عبد العزيز الخليفة، وهو من الحسكة، أن هدف "قسد" من التصعيد في شمال شرق سوريا ضد النظام، الظهور بأنها الطرف الأقوى في منطقة شرق الفرات، المنطقة المهمة استراتيجياً واقتصادياً. وقال لـ"القدس العربي"، تريد "قسد" من زيادة الضغط على النظام، الحصول على ضمانات واضحة من روسيا بأن لا يتكرر المشهد السابق في عين عيسى، أي إرغامها على تسليم مناطق سيطرتها للنظام، أو تركها منفردة بمواجهة الجيش التركي، وقوات المعارضة. وأضاف الخليفة، أن تركيا غير مهتمة بالسيطرة على عين عيسى، وما يهم أنقرة تأمين الشريط الحدودي بشكل كامل، والواضح أن عمليات التقدم في محيط عين عيسى التي جرت مؤخراً، كانت محدودة وبمشاركة فصائل "الجيش الوطني" فقط، ومن دون تدخل الجيش التركي. 
وتابع الصحافي، أن الغرض من كل ذلك، تأمين منطقة "نبع السلام"، عبر منع عمليات التسلل التي يقوم بها عناصر "قسد" من وقت لآخر، في تلك المنطقة، وقال: "هنا، حاول النظام الاستفادة من هذه الظروف للضغط على "قسد"، ومطالبتها بالانسحاب من عين عيسى". وأنهى الخليفة قائلاً: "الواضح إلى الآن أن "قسد" نجحت في إدارة هذه الجزئية، حيث عمدت إلى زيادة الضغط على النظام في الحسكة والقامشلي، لتخفيف الضغط في عين عيسى، وهذا ما حصل فعلاً". وتسيطر "قسد" على غالبية محافظة الحسكة، باستثناء مربعين أمنيين في مركزي القامشلي والحسكة، ومطار القامشلي، و"الفوج 123"، وهذا ما يعطيها موقفاً قوياً بمواجهة النظام وروسيا، وورقة للضغط في مناطق تعتبر نقطة ضعف لها، كما هو الحال في عين عيسى بالرقة، ومنبج شرقي حلب.