الرئيسة \  واحة اللقاء  \  القاعدة الروسية في همدان

القاعدة الروسية في همدان

25.08.2016
طارق مصاروة


الرأي الاردنية
الاربعاء 24/8/2016
ما كنا وقفنا عنده يوم أمس الأول، حدث اسرع مما توقعنا، فقد أعلن الروس عن وقف استعمالهم لقاعدة نوجا العسكرية الجوية في همدان، في قصف الشمال السوري، وعاد الجنرال دهقان، ووزير الدفاع الأميركي للتبرؤ من الموضوع، بعد ان كان اعلن استعداد إيران لاقامة أكثر من قاعدة، وليعرّض بموسكو على أنها تتبجّح بكونها تقيم قواعد جوية في جمهورية إيران الإسلامية.
وموضوع القاعدة الجوية الروسية كان مثاراً لاحتجاجات إيرانية داخلية، بدأت في مجلس الشورى، حيث أعلن اثنان وعشرون نائباً مخالفة هكذا قاعدة للمادة 146 من الدستور التي تحرم إقامة أيّة قواعد أجنبية على الأرض الإيرانية ولو لمقاصد سلمية. ثم تبعها احتجاجات الحرس الثوري وغيره. لكن المتابع لطريقة التفكير المذهبي وتقياته المعروفة لا يعني ان موضوع القاعدة في همدان قد طويت صفحته، فهناك كلام عن قاعدة في فم الخليج العربي عند باب المندب تقيمها موسكو.. الأمر الذي يمكن أن يفتح باب الصراع المدمر بين قوى لم ترتب بعد تزاحمها كما فعل قادة أميركا والاتحاد السوفياتي أيام التعايش السلمي.
والعلاقة الأميركية – الروسية تبدو متأرجحة ليس في سوريا أو في أوكرانيا وأوروبا الشرقية فحسب، وانما حيثما تجد موسكو منفذاً لتحرش يمكن أن تساوم عليه. ومع ذلك فالمراقب لهذا التأرجح يستبعد الصدام المسلح المباشر في سوريا أو في غيرها. ولماذا الصدام إذا كانت المنطقة مستعدة للقيام بدور جلواز السيد؟!.
وإيران في الداخل غيرها في تصدرها لنفوذ امبراطوري لا تستحقه في المنطقة العربية. فداخلها هش والحصار انهكها اقتصادياً، ولم تشفع معاهدة النووي في الافراج عن أموالها المجمدة في الخارج، ولم تفرج عن تجارتها لدى بنوك أوروبا، والمعارضة مع أنها لا صوت لها الآن إلا أنها كامنة.. وتأخذ شكل التحرك العنصري والمذهبي. ففارس في الوسط تحكم الأطراف العربية، والاذرية، والكردية، والافغانية بقوة النفط والجيش أو بهيمنة تحالف الملالي والبازار!!. ويبدو ان الوسط الفارسي بدأ ينقسم على ذاته في صراع النفوذ والحكم!.
حصيلة الحرب على داعش في العراق وسوريا ستكشف قوة أصدقاء طهران وتفرز أعداءها. ونحن نتحدث عن نهاية هذا العام. ونتحدث عن عراق وسوريا متماسكة، وخير للمراقب أن يؤرخ.. فالتنبؤ صعب!.