الرئيسة \  تقارير  \  الغارديان: هل ما زالت الحلول الدبلوماسية ممكنة لإنهاء حرب روسيا على أوكرانيا؟

الغارديان: هل ما زالت الحلول الدبلوماسية ممكنة لإنهاء حرب روسيا على أوكرانيا؟

29.05.2022
الجزيرة


الجزيرة
السبت 28/5/2022
رصد تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية الحلول الدولية التي تم اقتراحها مؤخرا للتوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا بشكل يُرضي جميع الأطراف، في حين تخشى أوربا التورط في الحرب بشكل مباشر.
وبينما تعيش دول أوربا حالة من الخلاف الدبلوماسي المرير، في ظل المخاوف من تزويد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة والتورّط المباشر في الحرب، ما زالت أوكرانيا تضغط من أجل تزويدها بالأسلحة الثقيلة لمنع روسيا من تحقيق النصر.
ونقلت الغارديان عن مسؤول غربي أن القادة الغربيين “منقسمون بين أولئك الذين يعتقدون أنهم يستطيعون العمل مع روسيا بقيادة رئيسها فلاديمير بوتين بمجرد انتهاء الحرب، وأولئك الذين يعتقدون أنهم لا يستطيعون ذلك”.
وظهر الانقسام في الخلافات القائمة فعليًّا حول تسليح أوكرانيا، وجدوى فرض حظر استيراد النفط الروسي وما إذا كان يتعين على كييف قبول المزيد من خسارة الأراضي في نهاية الحرب كثمن للسلام.
وعلى هذا النحو، أكدت ألمانيا عدم استعدادها لتزويد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة الثقيلة لشن هجمات أقوى على الجيش الروسي، مما طرح أسئلة حول إمكانية تحقيق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين النصر.
وتكمن نقطة الخلاف الرئيسية بين أوكرانيا وبعض حلفائها في توريد الأسلحة، ولاسيما أن كييف تعاني من خسائر فادحة بسبب عدم وجود أسلحة بعيدة المدى.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر في حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن أعضاء التحالف “وافقوا بشكل غير رسمي على عدم تزويد أوكرانيا بأسلحة معينة” خوفًا من أن ترى روسيا في تسليم الدبابات والطائرات المقاتلة “دخولا مباشرا للغرب في الحرب وما قد يترتب على ذلك من إجراءات انتقامية”.
وقد تحدث وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا بنبرة ساخرة خلال كلمته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس هذا الأسبوع، حول بطء تسليم الأسلحة.
وقال “نحن نتابع عملية تسليم السلاح بصبر استراتيجي، أنا لا أفهم لماذا هذا صعب للغاية؟”.
ورد المستشار الألماني أولاف شولتز خلال كلمته في دافوس “هدفنا واضح، يجب ألا يربح بوتين هذه الحرب”، مشيرًا إلى عدم إمكانية تحقيق سلام “بإملاءات روسية”.
واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن تحفظ ألمانيا نابع من “الرغبة في إعادة بناء العلاقات” مع بوتين بمجرد انتهاء الحرب.
وقال خلال كلمته في دافوس “عندما تقول أوكرانيا إنها تقاتل لاستعادة أراضيها، فهذا يعني أن أوكرانيا ستقاتل حتى تستعيد كل أراضيها. هذا لا يعني أي شيء آخر”.
وكانت هناك أيضًا تقارير من مصادر أمريكية تفيد بأن إسرائيل رفضت طلبًا أمريكيًّا بالسماح لألمانيا بإرسال صواريخ سبايك المضادة للدبابات إلى أوكرانيا.
ويتم إنتاج صواريخ سبايك في ألمانيا بتكنولوجيا إسرائيلية بموجب ترخيص إسرائيلي.
ومنذ بداية الهجوم الروسي الواسع النطاق على أوكرانيا في فبراير/شباط، اتخذت إسرائيل “موقفًا محايدًا” ورفضت تزويد أوكرانيا بالسلاح، حسب الصحيفة البريطانية.
وتأتي الخلافات في الوقت الذي حثت فيه بعض الأصوات الأمريكية بينها الدبلوماسي المخضرم هنري كيسنجر أوكرانيا على إدراك أنها “قد تضطر إلى خسارة الأراضي لصالح بوتين”.
خطة إيطالية معقدة للسلام
بدوره، قدّم رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي خطة “معقّدة” من ثلاث مراحل إلى الأمين العام للأمم المتحدة بهدف التوصل إلى حل سلمي وشامل بين البلدين.
وتشمل الخطوة الأولى في الخطة وقف إطلاق النار بإشراف دولي ونزع السلاح من خط المواجهة بالتزامن مع إحياء اقتراح الحياد الأوكراني المستقبلي المدعوم بضمانات أمنية توفرها القوى الكبرى.
وستكون المرحلة التالية هي معاهدة ثنائية بين أوكرانيا وروسيا حول “قضايا الحدود” تشمل حرية انتقال الأشخاص والاستثمار والحكم الذاتي الفعلي للأراضي المحتلة ومنطقة اقتصادية واحدة، فضلًا عن الضمانات المدنية للأقليات الروسية.
ومن المقرر أن تكون المرحلة الأخيرة عبارة عن صفقة كبيرة بشأن العلاقات بين الاتحاد الأوربي والناتو وروسيا بهدف إحياء محادثات الاستقرار الاستراتيجي.
بيد أن روسيا ردت بسخرية على المقترح الإيطالي، وانتقد الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف مقترحات دراجي قائلا “يبدو أنه لم يتم إعدادها من قبل الدبلوماسيين، ولكن من قبل علماء السياسة المحليين الذين قرؤوا الصحف الإقليمية ويعملون فقط مع أوكرانيا”.
لكن أصواتا أخرى في روسيا ترى أن هناك جوانب من الخطة يمكن اعتمادها لاحقًا، في حالة وصول الطرفين إلى طريق مسدود.