الرئيسة \  واحة اللقاء  \  العلاقات الأمريكية – الروسية في سوريا.. تصعيد أم تهدئة؟ 

العلاقات الأمريكية – الروسية في سوريا.. تصعيد أم تهدئة؟ 

07.09.2020
رياليست


رياليست 
الاحد 6/9/2020 
قال مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين: "إن الولايات المتحدة الأمريكية عبّرت عن قلقها لروسيا بشأن حادث في سوريا، أصيب فيه عدد من الجنود الأمريكيين عندما إصطدمت مركبة عسكرية روسية بمركبتهم"، مضيفاً خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، "تم إيصال الأمر إليهم، (روسيا) بوضوح شديد، تم ذلك على المستوى المناسب. طبقاً لوكالة "رويترز" للأنباء. 
 لماذا تعيد واشنطن التذكير بهذه الحادثة؟ 
إن ما قاله أوبراين بعد مضي بعض الوقت على هذه الحادثة وحلال مؤتمر صحفي يريد منه أن يعكس الحقيقة ويشيطن روسيا على إعتبار أن إصابة الجنود الأمريكيين تم بنية مبيتة من القوات الروسية، وهذا الأمر مخالف للحقيقة، فهذه الحادثة ليست الأولى لجهة الإستفزازت الأمريكية مرات عديدة سواء للدوريات الروسية الموجودة في الشرق السوري أو لمواقع الجيش السوري، لكن لم يخطر ببال واشنطن على الإطلاق، أن تقابل إستفزازت قواتها برد صارم وقاسٍ من قبل الجنود الروس، وحتى إيان قصف القوات الأمريكية لموقع للجيش السوري في مدينة القامشلي، جاء ذلك عقب إصابة الجنود الأمريكيين من قبل القوات السورية وبعضهم في حالة حرجة، وكون الخطأ من قبل قوات واشنطن، والتي رد بقصف الموقع ومقتل جندي سوري وإصابة إثنين آخرين، لم تذكر تلك الحادثة على إعتبار أنها مثبتة وجودها في سوريا، لكن الهدف هو إبعاد القوات الروسية عن مناطق سيطرتها قدر الإمكان. 
ما الذي أوصلته واشنطن لموسكو؟ 
إن تصريح اوبراين لا يحلو من العنجهية التي هي ميزة أمريكية وقوله إنه تم إيصال الأمر إلى روسيا في إشارة تحوي تهديداً صريحاً لكن ليس عسكريا بقدر ما هو إستعراض وتباهٍ أمريكي، فالتصريحات الروسية واضحة ولا تخفي أية معلومات تتعلق بدورها الخارجي خصوصاً في سوريا. 
لذلك، إن الحادثة الأخيرة كانت عامل قلق بالنسبة للأمريكي ويوم الأمس تحديداً دخلت قوات عسكرية أمريكية إلى الداخل السوري الأمر الذي يشير إلى إحتمالية مواجهة محتملة لن تكون حرباً كبيرة لكن، روسيا عقب مقتل جنرالها على مقربة من تواجد القوات الأمريكية والتركية تغيرت في تعاطيها الميداني الذي كان يسبقه حراك دبلوماسي، فلم يعي أحد ما يحدث إلا وحدث عملية الصحراء البيضاء العسكرية، وسط البلاد، وهذا إن دل على شيء، فهو عملية تمشيط للمنطقة وإفراغها من كل عوامل الخطر الممكن أن يواجه القوات الروسية أو السورية، لأن معركة الشرق لن تقوم بإعلانها روسيا وإنما الدولة السورية، ولكن لروسيا دور مؤكد في تحديد التوقيت، وهذه حقيقة، خاصة وأن الحديث اليوم عاد بقوة نحو الشمال السوري وتحديداً طريق جسر الشغور. 
هل يمكن أن تحدث مواجهة أمريكية – روسية؟ 
من الواضح أن الولايات المتحدة تنظر لروسيا نظرة عدائية غير محببة على الرغم من مسايرة موسكو لواشنطن في أغلب الملفات، لكن فيما يبدو أن روسيا والصين يؤرقان البيت الأبيض بشكل كبير، فالمواجهة حتمية لكن كما أشرنا لا يمكن أن تكون على شكل حرب، بل ستكون على شكل معارك متفرقة في مسارح مختلفة حول العالم، والأكيد المسرح الرئيس لها هو سوريا، فبعد أن عاد تو تموضعت أمريكا في العراق، من المحتمل أن تعيد ترتيب وضعها في سوريا، إذ أن روسيا وإستخباراتها لا تقل قوة عن الإستخبارات الأمريكية وبالتالي كل تحركاتهما شبه معلومة للطرف الآخر، إلا أن التحسينات التي أدخلتها القوات الروسية مؤخراً إلى قاعدة حميميم الجوية، مع التعزيزات الأمريكية المستمرة إلى الداخل السوري، أمور لا يمكن أن تفسر على أنها أمر طبيعي، بقدر ما هو يدلل على سيناريوهات عديدة وخيار الحرب حتماً من بينها. 
من هنا،  الوضع سيكون خطيراً، وإذا ما ربطناه بالغارات الإسرائيلية على جنوب دمشق ومحيط مطار التيفور في ريف حمص وسط البلاد، فهي عوامل ليست ببعيدة عن إندلاع حرب تأخذ نسقاً مختلفاً عن الحرب الحالية التي هي عبارة عن معارك متفرقة هنا وهناك وبطيئة إلى حدٍ ما، لكن أكدت روسيا وعلى لسان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن التدخل الأمريكي في سوريا يعيق عملية مكافحة الإرهاب، كما أن العقوبات الاقتصادية تعيق عملية إعادة الإعمار، ما يعني أن العدو الذي يجب إنهاء وجوده هو التواجد الأمريكي وليس من المعروف الطريقة التي سيتم بها ذلك، لكن أياً كانت، فهي صعبة ومن الممكن أن تكون مستحيلة إذا لم تكن بقرار أمريكي ذاتي. 

فريق عمل "رياليست".