اخر تحديث
السبت-04/05/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ العقل والحرّية : أيّهما يقيّد الآخر، في العمل السياسي ، وغيره !؟
العقل والحرّية : أيّهما يقيّد الآخر، في العمل السياسي ، وغيره !؟
25.12.2018
عبدالله عيسى السلامة
المجنون : لا يقيّده شيء ، عن أيّ فعل يستطيعه .. لكن : ما الذي يستطيعه ؟
إنه يستطيع بعض الأعمال ، التي لا تحتاج ، إلى العقل ! أمّا الأعمال العقلية ، والتي تحتاج إلى عقل ، فلا حظّ ، له ، منها !
وهكذا ، يمنحه غياب العقل ، حرّية واسعة ، في ممارسة الأعمال العادية ، العضلية ، غير المنضبطة ، بعقل .. وغير المحتاجة ، إلى عقل !
لكن ، غياب العقل يَحرمه ، من كلّ عمل ، ذي جدوى ، له ، أو لغيره ؛ فغياب العقل ، هنا، قيد ، للمجنون ، تجاه الأفعال ، التي يمارسها العقلاء !
أمّا العاقل ؛ فعقله يقيّده ، عن أيّ فعل بدَني ، عشوائي ، كأفعال المجانين.. لكنه يمنحه قدرة ، على ممارسة الأفعال المجدية ، له ، ولغيره !
فوجود العقل ، مانع ، لبعض الأفعال البدنية ، المخالفة له ( أيْ : للعقل ) ومانح ، للقدرة ، على الأفعال الموافقة له ، بدَنية كانت ، أو عقلية !
أمّا الحرّية ، فهي تمنح العقل ، مزيداً من القدرة ، على العمل ، والإبداع ، والابتكار.. كما تمنح الجسم ، القدرة ، على الحركة والفعل !
وممّا هو مألوف ، في الدول ، التي يحكمها الاستبداد ، أن الحكّام ، يُعطون شعوبهم ، حرّيات واسعة ، لعمل الأبدان ، مثل : الرياضة ، والفنون بأنواعها، وغير ذلك ! أمّا الحرّيات العقلية، فمقيّدة ، ومضيّق عليها ، إلى أبعد الحدود ؛ لأنها تمنح أصحابَها ، القدرة على التفكير، فيما حولهم ، وفيما يفعله ، لهم ، أو بهم ، الحكّام ! لذا ؛ تقيَّد حرّياتُ العمل : السياسي ، والإعلامي ، والفكري ، عامّة ؛ كيلا ينتشر ، في الناس ، وعي حقيقي ، يشكّل خطراً ، على ممارسات الحكّام المستبدّين الظلَمة !
وممّا هو معروف ، ومألوف ، في الدول المحكومة بالاستبداد، أنّ السجون ، تغصّ: بالعلماء، والأدباء ، والمفكّرين .. غير الموالين ، للحكّام المستبدّين ! بينما أهل الفنّ ، والرياضة ، وأمثالُهم.. يسرحون ، ويمرحون ، بل تقدّم ، لهم ، الهدايا والجوائز! ويُمنحون سائر الفرص، للعمل ، في ميادين إبداعهم ، بشرط وحيد ، هو الولاء ، للحاكم المستبدّ ، وإلاّ ؛ فالتضييق ، على الحركة ، وكسبِ القوت ..يتربّص بهم ، كما يتربّص بغيرهم !
ومن المألوف والمعروف ، والطريف : أن حفلة غناء واحدة ، لمطربة مشهورة ، ممّا لا يحتاج ، إلى عقل ، تدرّ ، على صاحبتها ، دخلاً ضخماً ، يكفي ، لإطعام عشرات الأسر الجائعة ، مدّة شهر كامل ، وربّما مدّة عام كامل ، بينما لايجد ، بعضُ العلماء ، والمفكّرين ، والأدباء .. كفافَ العيش ، في بلادهم ؛ بسبب التضييق عليهم ، من قبل المستبدّين ! فشعارُ الحاكم المستبدّ ، الذي يردّده ، بينه وبين نفسه :
حرّيتك : قائمة ، على خنق حرّيات الآخرين !