اخر تحديث
الخميس-28/03/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ العقلاء : يحاوَرون بالمبادئ والمصالح .. والحمقى : لايحاوَرون بشيء !
العقلاء : يحاوَرون بالمبادئ والمصالح .. والحمقى : لايحاوَرون بشيء !
31.01.2019
عبدالله عيسى السلامة
قال الشاعر: ومِن البَليّة عَذلُ مَن لا يَرعوي عن غَيّه ، وخِطابُ مَن لا يَفهمُ !
أصحاب المبادئ : يحاورهم العقلاء ، بمبادئهم ، وهي مختلفة متنوّعة :
مبادئ دينية : ومبادئ إلحادية ، ومبادئ قومية ، ومبادئ وطنية .. وغير ذلك !
أمّا حساب المصالح ؛ فله شأن آخر! وهي مختلفة ، متنوّعة ، كذلك : مصالح شخصية ، ومصالح قبَلية ، ومصالح حزبية ، ومصالح وطنية ..!
أمّا المصالح الفنّية ، التخصّصية ؛ فيتحاور فيها ، المتخصّصون بها : سياسية كانت ، أم عسكرية ، أم مالية ، أم اجتماعية ، أم قانونية ..!
وعلى سبيل المثال :
الفاهم للشرع الإسلامي ، وهو عارف ، بحساب المصالح .. يحاوّر، في حساب المصالح ، على ضوء الشرع ! والجاهل بالشرع ، وهو قادر، على حساب المصالح .. يحاور، من خلال المصالح ! والجاهل بحساب المصالح ، وهو عالم بالشرع.. يحاوّر بالشرع ! أمّا الجاهل بالشرع، وحساب المصالح ، معاً ، فهو كارثة حقيقية ، على الأمّة ؛ إذا فهم عقيدته ، بصورة مغلوطة ، وتمسّك بفهمه ، وأصرّ، على فرضه ، على الناس ، بقوّة السلاح ، دون أدنى حساب ، للمصالح والمفاسد ! وكلّما قوي إخلاصَه ، لفهمه المغلوط ، للشرع ، وتمسّكُه به ، ازداد شراسة وعنفاً ، حتى صار أقسى ، على الأمّة ، من أخبث أعدائها ، وأشرسهم !
وقد كان تفاهم المسلمين ، مع أعداء الأمّة ، من اليهود والنصارى ، في بعض المراحل ، من تاريخ الأمّة .. أيسرَ، من تفاهمهم ، مع الخوارج !
مثلان :
(1) قصّة واصل بن عطاء ، مع الخوارج ..
واصل بن عطاء ، مؤسّس مذهب الاعتزال ، عرف طريقة الخوارج ، في التفكير؛ ولا سيّما شراستهم ، في معاملة المسلمين ! وقد كان ، مرّة ، في طريق ، مع بعض تلاميذه ، فاعترضهم بعض الخوارج ، فخاف التلاميذ ، فطمأنهم واصل ، وطلب منهم الصمت ، ليتفاهم ، هو، مع الخوارج ! وحين سأله الخوارج ، عن نفسه وتلاميذه ، أجابهم بسؤال : أتقتلون أهل الكتاب ؟ فأجابوه بالنفي ! وأرادوا تركه ، في سبيله ، فقال لهم : لا ، حتى تُسمعوني كلام الله ، ثمّ تبلغوني مأمني .. فاستجابوا له ! وكان له ما أراد ؛ إذ تولّوا حمايته ، حتى وصل المكان ، الذي يريده ! وفي ذلك إعمال لقاعدة : خاطِبوا الناسَ ، على قدر عقولهم ! فقد عاملهم ، حسب طريقتهم ، في التفكير، فنجا ، ونجا معه ، تلاميذه !
(2) فقه ابن تيمية ، في عدم إيقاظ التتار، من سكرهم ؛ كيلا يؤذوا المسلمين :
كان ابن تيمية ، مع بعض تلاميذه ، يسيرون في بستان ، فرأوا بعض جنود التتار، يسكرون ، فأراد بعض تلاميذه ، زجرهم ، فطلب منهم ابن تيمية ، تركهم في سكرهم ؛ لأن إيقاظهم من السكر، يدفعهم إلى إيذاء المسلمين ! وتركوهم في سكرهم ، ومرّوا بسلام !
لقد تعامل ابن تيمية ، مع التتار، ضمن موازنة المصالح والمفاسد ؛ فرأى أن ثمّة مصلحة ، بتركهم سكارى ؛ كيلا يبطشوا بالمسلمين ، فتتحقّق المفسدة ، بإيقاظهم من سكرهم !