الرئيسة \  واحة اللقاء  \  العرب..هل يذهبون إلى الأستانة؟

العرب..هل يذهبون إلى الأستانة؟

04.01.2017
محمد حسن الحربي


الاتحاد
الثلاثاء 3/1/2017
هل سيأخذ التعاون بين أميركا - ترامب، وروسيا - بوتين مكانه الأمثل بعد الانتهاء من (الهدنة الشاملة) لوقف إطلاق النار في سوريا، ومباحثات ثلاثية الأطراف في الأستانة، وتنصيب الرئيس الأميركي في العشرين من الشهر الجاري؟ المؤشرات تفيد بالإيجاب، فالغزل الذي بدأ بين ترامب وبوتين لا يزال جارياً صافياً لم تستطع تعكيره تصريحات النائب "الجمهوري" جون ماكين، في أن المواجهة مع روسيا قادمة (خصوصاً أنها هي البادئة بالهجوم الإلكتروني على موقع الحزب الديمقراطي لسرقة ملفات ومعلومات مهمة، جرى توظيفها لخدمة دونالد ترامب، ولخسارة المرشحة "الديمقراطية" المنافسة هيلاري كلينتون). ماكين يقترح تشديد العقوبات الاقتصادية على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية، والوجود العسكري البحري في البلطيق لمزيد من الضغط. هل تأتي تصريحات جون ماكين في الوقت الضائع؟ ربما، كون روسيا اليوم ابتعدت كثيراً في خطواتها السياسية عن الأمس، حين كانت في مرمى النيران الاقتصادية الأميركية - الأوروبية بداية فصل جزيرة القرم عن أوكرانيا، وتنظيم استفتاء (ليس دقيقاً) بحسب المصادر الغربية، لشرعنة ضم شبه جزيرة القرم. روسيا في هذه الفترة النشطة من تاريخ ما بعد نهاية الحرب الباردة، تعدُّ العرّاب الوحيد في الأزمة السورية، بل تحولت إلى محور تدور في فلكه قوى إقليمية كإيران وتركيا (التي تفسح في المجال من خلالها إطلالة قوى إقليمية عربية على سوريا). روسيا (تنتقم) بشدة وعنف من تراث تهميشي استخدمته أميركا وأوروبا واستمر لفترة طويلة، تجلى بشكل كبير في العراق 2003، وفي ليبيا 2014. وعلى الرغم من أن روسيا تعاني أزمة اقتصادية فعليّة لأكثر من سبب، من بينها العقوبات الاقتصادية الغربية وهبوط سعر النفط، فإن حكمة الدب التي تتّبعها موسكو تقول (الصبر على الأزمات الطارئة، يمنحك قوة للاستمرار في تنفيذ استراتيجياتك بعيدة المدى، والتي متى تحققت، ضمنت لك مكانة أفضل وعوضتك على المستويين الاقتصادي والسياسي وأكثر). في ضوء هذه الحكمة البراجماتية، هل يمكن زيادة الوضوح للأهداف الروسية في المنطقة العربية أو في منطقة (الشرق الأوسط) انطلاقاً من سوريا الجارحة والجريحة؟ ربما. أنقرة طيّرت رسالة مفادها أن اجتماع الأستانة ليس مغلقاً على الأطراف الثلاثة روسيا تركيا وإيران، بل مفتوحاً يمكن لأية قوى تحارب الإرهاب ويهمها الوضع المستقبلي لسوريا، الانضمام إليه، وتحديداً أميركا ودول الخليج العربية بصفتها قوة إقليمية صاعدة ومتميزة لها تأثيرها في القرار السياسي الأممي. ترى هل سيذهب أحد من العرب الخليجيين إلى الأستانة؟ يشك المرء في ذلك إلا إذا قامت موسكو بإرسال دعوة مباشرة. في سياق آخر، يقول لي أحد السوريين الموالين: (نحن نشعر أن روسيا تتحول إلى قوة احتلال فعلية على الأرض. صار الأمر واقعاً لا مناص منه، لكن يبقى هذا الوضع مقبولاً لدى غالبيتنا يقصد النظام والموالاة - حينما ترى أن الحليف الآخر إيران يعمل على الأرض بطريقة تترتب عليها أمور كثيرة من بينها أن يكون لها يد في أية ترتيبات مستقبلية في سوريا. لقد بدأت مبكراً وبصورة محمومة، تنفيذ استراتيجية خاصة طالت الأرض والبشر). هل يمكن القول إن مواجهة ما بين روسيا وإيران في المستقبل ستأخذ طريقها وعلى الأرض السورية؟ وهل أكثر من أن أنقرة وعلى لسان وزير خارجيتها، حيث أكدت (إن هنالك قوى إقليمية لا تريد هدنة وقف إطلاق النار أن تنجح في سوريا.. تريد تقويضها لإطالة عمر الحرب)؟ وتقصد إيران.