الرئيسة \  مواقف  \  العدالة التصالحية وإجهاض المرحلة الانتقالية

العدالة التصالحية وإجهاض المرحلة الانتقالية

19.12.2020
الهيئة الثورية لمدينة حلب


الهيئة الثورية لمدينة حلب 17/12/2020
القاضي المرتشي عندما يريد تبرئة مجرم يبحث في تفسيرات المواد القانونية لعله يعثر على تفسير أو مادة قانونية تغطي سرقته وانحيازه للمجرم، وإذا لم يعثر على مراده يقوم بابتداع اجتهاد جديد يستند فيه الى نصوص قانونية تختلف كلياً عن موضوع الدعوى ويشرعن حكمه بالقياس.
إحاطة قدمها الأربعاء ١٦/١٢/٢٠٢٠ المبعوث الدولي الى سورية غير بيدرسون أمام مجلس الأمن:
إذ قال خلالها إن أعضاء من مجموعة المجتمع المدني قدموا بعض النقاط تتعلق بعودة اللاجئين الطوعية وإعادة الممتلكات لأصحابها والعدالة التصالحية والآليات الدستورية المستقلة.
وأراد بيدرسون من وراء رمي ورقة العدالة التصالحية أنها من بنات أفكار وفد المجتمع المدني في اللجنة الدستورية وأنه ينقل أفكارهم فقط.
ونسي أو تناسى أنه من قام بتوظيف بما يسمى أعضاء المجتمع المدني في اللجنة الدستورية وسيان فيما إذا تم الاعتراض على الترجمة من قبل الأعضاء الستة ، أم لم يتم ذلك، فهذا لا يعتبر نقلاً وإنما إرادة وهدف من يمثل المجتمع الدولي.
ورب سائل: ما هو المقصود بالعدالة التصالحية؟
تعني إجهاض هيئة الحكم الانتقالي التي ستفرض الحل في سورية عبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن والاكتفاء بالمساواة بين الضحية والجلاد بمعنى آخر أن الجميع مجرم ويعترف بذلك لكي يفلت من العقاب، مع تقديم الاعتذار من كل جانب وفق مكانته ومنصبه.
فعن الحالة السورية على سبيل المثال على الشعب أن يتقدم باعتذار لسيد الوطن وفروعه الأمنية وشبيحته، وأن يقوم سيد الوطن وبخطاب علني بأسفه عن فقدان الوطن لمعظم شبانه وتهجير ثلثي الشعب السوري وتدمير المدن واغتصاب أسيرات الوطن وبيع أجزاء من الوطن ….الخ وأخيرًا إعادة حال النظام الأمني إلى ما كان عليه قبل ٢٠١١ مع بعض النكهات الدستورية البعيدة كل البعد عن ثقافة الشعب السوري.
ونحن في الهيئة الثورية لمدينة حلب نعتبر أن ما طالعنا به السيد غير بيدرسون لا يعبر عن آمالنا وأهدافنا، فإن ما حصل ويحصل في سورية هي ثورة شعب بهدف إسقاط نظام ديكتاتوري مجرم وليست حربًا أهلية أو طائفية أو عرقية ولا يقاس عليها أي حالة من جانب أهداف ثوارها لا الحالة البوسنية ولا كما جرى بدولة جنوب أفريقية. والمجرم في الحالة السورية ليس الرجل الأبيض وليس الصليبي العنصري، وإنما النظام الأمني في سورية والذي كان يحوي على مختلف فئات الشعب بمذاهبه وطوائفه وقومياته وعلى رأسهم المجرم بشار الاسد ومن جلبهم لتثبيته والحفاظ على كرسيه.
وإن الهيئة الثورية لمدينة حلب لا ولن تقبل إلا بمحاكمة كل من تلوثت يداه بالدم السوري.
17/12/2020