الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الطريق لإنقاذ سوريا يبدأ بمحاكمة مجرميها

الطريق لإنقاذ سوريا يبدأ بمحاكمة مجرميها

10.04.2018
رأي الشرق


الشرق القطرية
الاثنين 9/4/2018
جاءت مطالبة قطر أمس بإجراء تحقيق دولي عاجل في استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية بعد مجزرته البشعة الجديدة في مدينة دوما؛ منسجما مع مواقف الدوحة الراسخة من الأزمة السورية منذ تفجرها قبل سبع سنوات‘ عندما هب السوريون يطالبون بالتغيير وحقهم في حياة افضل؛حيث اختارت الدوحة الانحياز للشعب السوري والانتصار لخياراته وحقوقه المشروعة؛ مسمية الأشياء بمسمياتها تمشيا مع مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية كعضو فاعل في المنظومة الدولية تحظى سياساتها بتقديرالمجتمع الدولي.
فلم تكتف الدوحة بالإعراب عن إدانتها لتلك الجريمة التي ترقى إلى مستوى جرائم الحرب‘ولذلك ربطت مطالبتها بتحقيق دولي عاجل بتقديم مجرمي الحرب في سوريا إلى العدالة الدولية. فنحن أمام جريمة تعيد للأذهان كابوس مجزرة خان شيخون في نفس المدينة وتشكل صدمة عميقة للعالم من هول بشاعتها التي هزت ضمير الإنسانية‘ كما تمثل عدوانا صارخا على القيم الانسانية، وعليه فإن اعتقال مجرمي النظام السوري ومحاكمتهم أصبح واجبا أخلاقيا وقانونيا على الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية‘التي اجمع أعضاؤها الـ123 مؤخرا على إضافة جريمة العدوان إلى اختصاصاتها مع (الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب)؛ فلا شك أن إفلات هؤلاء طوال السنوات الماضية من العقاب شجعهم على ارتكاب المزيد من الفظائع وتقويض جهود تحقيق العدالة وإنصاف الضحايا.
قطر لم تدخر جهدا في إنصاف الشعب السوري الشقيق بتقديم كافة أشكال الدعم وعلى كل الأصعدة السياسية والإنسانية له ومساندته لتحقيق مطالبه العادلة.
 ومع تصاعد الأزمة الإنسانية التي تشكل أكبر كارثة إنسانية في العصر الحديث، لم تتوقف جهود قطر عن الوقوف إلى جانب الشعب السوري للتخفيف من وطأة الأزمة الثقيلة عليه والمساهمة في تحسين ظروفه المعيشية سواء داخل سوريا أو خارجها.
جرائم وآلات القتل فى سوريا بالأسلحة المحرمة وإهدار أرواح  الأبرياء  لن توقفها كلمات الإدانات والاستنكارات الدولية‘وأي حل سياسي هناك لن يؤدي إلى نتيجة ناجحة ومستدامة بدون محاسبة مرتكبي تلك الجرائم‘ التي باتت تشكل وصمة عار في جبين الإنسانية.
محاكمة مجرمي النظام السوري السبيل الأول لإنقاذ سوريا والسوريين.