اخر تحديث
السبت-20/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الشُرطيّ : كان رمزاً لسلطة الدولة على شعبها .. فصار رمزاً لإذلال شعبه !
الشُرطيّ : كان رمزاً لسلطة الدولة على شعبها .. فصار رمزاً لإذلال شعبه !
11.10.2020
عبدالله عيسى السلامة
في القديم : كانت الشرطة مخصّصة ، لحماية الأمن الداخلي؛ أيْ: لحماية المواطنين، بعضِهم من بعض : لحماية أنفسهم من العدوان .. ولحماية ممتلكاتهم من السرقة .. ولفضّ النزاعات التي تنشأ بينهم .. ولملاحقة المجرمين والجناة وقطّاع الطرق ..! وكان رئيس جهاز الشرطة ، يسمّى: صاحب الشرطة! وهو تابع للوالي ، ومسؤول، أمامه ، عن كلّ تقصير، أو تهاون ، في أداء مهمّاته !
في الحديث : صار جهاز الشرطة ، تابعاً لوزارة مستقلّة ، اسمها : وزارة الداخلية ! ولها مؤسّساتها الخاصّة ، ولها تَراتُبية معيّنة ، وأعلى مسؤول فيها ، يرتبط بوزير الداخلية ، وهو يحاسب مَن دونَه ، ومَن دونَه في الرتبة والمسؤولية ، يحاسِب مَن دونَه .. وهكذا !
ثمّ اتّسع جهاز الشرطة ، وتفرّع إلى فروع عدّة ، من أهمّها :
شرطة السير: ولها تَراتُبية خاصّة ، وهي مسؤولية عن السير، ومايجري فيه ، من جرائم وأحداث ومخالفات .. ورئيسها تابع لوزير الداخلية !
شرطة الأمن الداخلي : ويقوم فرع منها بالمهمّات ، التي كانت تقوم بها الشرطة القديمة .. ولها تراتبية خاصّة ، وهي تابعة لوزارة الداخلية !
ثمّ اتّسعت شرطة الأمن الداخلي ، باتّساع حاجات الدولة ، أو، بالأصحّ ؛ باتّساع حاجات الحاكم ، الذي يرأس الدولة! فصار منها أجهزة عدّة، تؤدّي مهمّات متنوّعة، منها :
جهاز مباحث أمن الدولة : ويكلّف بمهمّات متنوّعة ، منها الجنائي ، ومنها السياسي.. وهو يتبع وزارة الداخلية ، بحسب الأصل !
ونشأت أجهزة الاستخبارات ، وهي متعدّدة المهمّات ، ومنها :
جهاز المخابرات الخارجية : وهو مسؤول ، عن متابعة الشؤون الخارجية ، المتعلقة بأمن الدولة ، مثل : التجسّس الخارجي .. مكافحة الجواسيس ، الذين توظفهم الدول الأخرى ، للعمل داخل الدولة ..!
جهاز مخابرات أمن الدولة : وهو جهاز توظفه الحكومات لملاحقة المجرمين ، الذين يعبثون بأمن الدولة !
واتّسعت أجهزة أمن الدولة ، وتنوّعت مهمّاتها ، في بعض الدول ، التي تحكمها أنظمة حكم مستبدّة ، فصار منها :
جهاز المخابرات العسكرية: وهو مختصّ ، في دول الاستبداد، بمتابعة أمور الجيش، ومَن فيه ، من عناصر غير موالية للحكم القائم ! وفصل العناصر المناوئة للحكم ، والتنكيل بها ، أحياناً !
جهاز مخابرات الطيران ، أو القوى الجوّية : ومهمّته متابعة العناصر المعارضة، والعناصر غير الموالية للحكم القائم ، ضمن القوى الجوّية !
وأجهزة أخرى : كثيرة ، متنوّعة الأسماء والمهمّات ، وأكثرها مسخّر لخدمة الحكم القائم ! ومن الجدير بالذكر، أن هذه الأجهزة المخابراتية ، لايُكتفى منها بالتجسّس على المواطنين ؛ بل يتجسّس بعضها على بعض ، وتتسابق فيما بينها ، على إظهار الولاء ، للحاكم المستبدّ ، لتنال ثقته ، وتكسب عنده الحظوة ، المكافئة لخدماتها !
ولقد صارت هذه الأجهزة ، بمجموعها ، رمزاً لإذلال المواطنين ، في أوطانهم ؛ لأن الحاكم ، إنّما يحكم بلاده بها ، ويسيطر على شعبه بها ، ويحصي أنفاس المواطنين بها ..! فالمواطن : هو العدوّ الأوّل للحاكم ؛ سواء أكان عدوّاً حقيقياً ، أم مفترَضاً ! ومادام عدوّاً للحاكم ، فهو – بالضرورة - عدوّ لأجهزة المخابرات ، جميعاً ، وعدوّ لكل من له صلة بأمن الدولة ، ويجب أن تنظر إليه ، الأجهزة كلّها ، على أنه كذلك ؛ لأن عداءه للحاكم ، يجعله عدوّاً للوطن ؛ فالوطن هو الحاكم ، عند هؤلاء ، والحاكم هو الوطن !