الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الشعب السوري بحاجة لمزيد من الأموال والحماية والفرص للمستقبل

الشعب السوري بحاجة لمزيد من الأموال والحماية والفرص للمستقبل

06.02.2016
ايجاي شرما



الشرق القطرية
الخميس 4-2-2016
يستضيف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم مؤتمر "مساعدة سوريا والمنطقة 2016"، بمشاركة قادة ألمانيا والكويت والنرويج وهيئة الأمم المتحدة. ومع اقتراب الذكرى الخامسة لاندلاع الحرب الأهلية في سوريا، وبعد فقدان أكثر من ربع مليون إنسان حياتهم وتشريد ملايين آخرين، أصبح الشعب السوري اليوم بحاجة ماسة إلى دعم المجتمع الدولي.
إن دولة قطر مدركة لهذا الوضع وهي ماضية في جهودها باعتبارها من المساهمين الرئيسين في إثراء مسيرة العمل الإنساني سواء عن طريق الحكومة القطرية أو من خلال الجمعيات الخيرية بدولة قطر، ولاسيَّما في مجال التعليم. ويسعدني اليوم أن تكون دولة قطر ممثلة في مؤتمر لندن من قبل صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر وسعادة وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
يحتاج المجتمع الدولي بأجمعه إلى تبني نهج جديد طَموح لمساعدة اللاجئين على المدى الأطول: ذلك باتخاذ تدابير ملموسة لتوفير فرص العمل وسبل المعيشة لهم، وتحسين فرص التعليم لهم - ما يمنح اللاجئين المهارات التي يحتاجونها للمستقبل ويوفر لهم أفضل فرصة للعودة ناجحين إلى بلدهم. هذا هو المحور الأساسي الذي سيتم التركيز عليه خلال المؤتمر.
كما يسعى المؤتمر لجمع قدر كبير من الأموال الجديدة لتلبية الاحتياجات العاجلة وعلى الأجل الأطول للمتضررين من الأزمة. حيث تدعو نداءات الإغاثة المنسقة من الأمم المتحدة لسنة 2016 إلى توفير 7.7 مليار دولار. هذا إضافة إلى مبلغ 1.2 مليار دولار تحتاجه حكومات المنطقة المتأثرة بالأزمة التي تستضيف اللاجئين.
المملكة المتحدة رائدة في قيادة محاولات معالجة الوضع في سوريا، وقد انصب تركيز رئيس الوزراء باستمرار على الخروج بحل شامل لأزمة اللاجئين الحالية يعالج مسبباتها، بدلا من مجرد الاستجابة لتبعاتها.
ذلك يعني العمل مع المجتمع الدولي لوضع نهاية للصراع الوحشي في سوريا. تنطوي استراتيجية المملكة المتحدة الشاملة على ثلاثة مسارات تشمل الأبعاد السياسية والعسكرية والإنسانية.
فعلى الصعيد السياسي، تشارك المملكة المتحدة ضمن مجموعة الدعم الدولية لسوريا التي تعمل لأجل التوصل لعملية انتقال سياسية إلى مستقبل سلمي. وعلى الصعيد العسكري، تساهم المملكة المتحدة بالحملة في المنطقة لهزيمة داعش. وعلى الصعيد الإنساني أيضا نبذل جهودا هائلة باعتبارنا ثاني أكبر دولة مانحة بعد الولايات المتحدة، حيث رصدنا حتى الآن ما يفوق 1.1 مليار جنيه إسترليني استجابة للأزمة في سوريا والمنطقة لتوفير إعانات تشمل المواد الغذائية والمأوى والرعاية الطبية ومياه الشرب النظيفة لمئات آلاف المتضررين من الصراع.
كما إن الكرم الذي أبدته دول معينة كدولة قطر ودول أخرى مجاورة كالأردن وتركيا ولبنان قد أنقذ دون شك حياة الكثيرين وأتاح للناس البقاء قريبا من بلدهم، متجنبين الرحلات المحفوفة بالمخاطر للوصول إلى أوروبا.
لكن علينا جميعا فعل المزيد. فلا يمكن لمؤتمر لندن حول سوريا وحده حل المشاكل المعقدة التي تمر بها سوريا، ويظل الحل السياسي ضروريا لإنهاء الصراع، ولكن علينا التحرك لجعل سوريا أكثر أمانا الآن، مع النظر إلى إعادة الإعمار للمستقبل.