اخر تحديث
الخميس-18/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ السياسة ليست خداعاً ، لكنّ الخداع وسيلة ، من وسائلها !
السياسة ليست خداعاً ، لكنّ الخداع وسيلة ، من وسائلها !
13.01.2020
عبدالله عيسى السلامة
قد يتضمن الخداع غدراً، من مؤتمَن يخون أمانته..أو من ذي عَهد، يُخل بعهده ! كما قد يكون الخداع مكراً، أو حيلة، لكسب موقف ما، أو للحصول على مغنم ما، أو للتخلّص من مأزق ما!
والخداع قديم في الناس ، وهو نوع من المكر، الذي منه الحسن ، ومنه السيّء ، وكلّ ينظر إليه، من زاوية مصالحه : المشروعة وغير المشروعة .. ومن زاوية مبادئه : الحميدة والذميمة ؛ بحسب ظروف الناس وأحوالهم ! وهو كثير بين الناس ، بسائر مللهم ونحلهم ، قديماً وحديثاً !
نماذج من الخداع القديم ..
بروتوس :
كان بروتوس من المقرّبين ، للإمبراطور الروماني يوليوس قيصر، وقد تآمر بعض الأشخاص، على قتل الإمبراطور، واستطاعوا إقناع بروتوس ، بالاشتراك معهم ! وحين باشروا بقتل القيصر، طعناً بالأسلحة الحادّة ، التفت ، فرأى بروتوس بينهم ، وهو يطعنه معهم ، فقال قولته، التي ذهبت مثلاً ، في الغدر والغادرين : حتّى أنتَ يابروتوس !؟
أبو عَزّة الجُمَحي الشاعر : كان يهجو النبيّ وأصحابه ، ويؤذي الله ورسوله ! وقد أسِر، في غزوة بدر، فيمن أسِر من المشركين ، فضرع إلى النبيّ ، أن يُعتقه دون فداء ، قائلاً : يامحمد ، إني فقير، وذو حاجة ، قد عرفتها ، فامنُن عليّ ، لفقري ، وبناتي ! فرقّ الرسول، وأطلقه ، بعد أن أخذ عليه الميثاق، ألاّ يُظاهر عليه!
فلمّا عاد إلى مكّة ، أبى له لؤمه وسوء طويّته ، إلاّ أن ينال من المسلمين ، بشعره ، وأن يطيع المشركين ، في الخروج إلى أحُد ، واستنفار الأعداء لمحاربة ، النبيّ وأصحابه !
ووقع أسيراً ، في حمراء الأسد ، فعاد سيرته الأولى : يضرع ويشكو، ويذكر فقره وبناته ، ويرجو النبيّ أن يطلقه ، ويعاهده على ألاّ يعود ، إلى مثلها ! فأجابه النبيّ ، إجابته الخالدة : لا والله ، لا تمسح عارضَيك بمكّة ، وتقول : خَدعتُ محمّدا ، مرّتين .. لا يُلدَغ المؤمنُ من جُحر واحد مرّتين ! اضربْ عنقه ، يازيد .
نماذج في الحديث ..
ضابط قاد انقلاباً ، على ملك :
كان في البلاد أحزاب عدّة ، مختلفة المشارب والأفكار، وقد اتّصل هذا الضابط ، بقادة الأحزاب، وأقنع كلّ حزب ، أنه مُوالٍ له ، وأن انقلابه على الملك ، سيكون لمصلحة الحزب الذي يؤازره ! وكانت الحركة الإسلامية ، تشكّل أقوى الأحزاب ، وأكثرها نفوذاً في البلاد ، وأشدّها تأثيراً في الشعب ! وقد تظاهر، أمام قادة الحركة ، بأنه إسلامي تقيّ ، حريص على نصرة دين الله ، ورفْع راية الإسلام ، وبايع رئيس الحركة ، على السمع والطاعة ! وقد وعدته الحركة بتأييده ، برغم الشكوك ، التي ساورت بعض قادتها ، حوله ! وحين نفّذ الضابط انقلابه ، وخلع ملك البلاد، وجعل الدولة جمهورية ، انقلب على الحركات ، التي أيّدته وناصرته ، فنكّل بها ؛ ولاسيما الحركة الإسلامية ، التي قَتل بعض قادتها ، وزجّ بأكثرهم في السجون .. وهرب الكثيرون منهم ، إلى خارج البلاد ! ولم يَخرج السجناء من سجونه ، إلاّ بعد وفاته !
ضابط آخر، يُعيد الكَرّة ، مع الحركة نفسها :
وقد أعاد الكَرّة ، على الحركة ، نفسها ، بعد ستّين سنة ، ضابط آخر، حين فازت الحركة ، بأكثرية الأصوات ، في انتخابات مجلس النوّاب ، وانتُخب أحد قادتها ، رئيساً شرعياً للبلاد، فتظاهر هذا الضابط ، بالولاء التامّ ، للرئيس المنتخَب ، فعيّنه في منصب رفيع .. ثمّ غدَر الضابط ، بالحركة ورئيسها، فقام بانقلاب عسكري ، زجّ، على أثره، بقادة الحركة في السجون، وشرّد الكثيرين منهم ، واعتقَل الرئيس المنتخب ، ودبّر له حادثة قتل ، بنوع من السموم ، اليطيئة المفعول ، غير المكشوفة ، وقتله السمّ ، وهو في المحكمة ، وادّعى إعلاميّو الضابط الغادر وأطبّاؤه ، أنه مات ، بعارض مرَضيّ ، ألمّ به !