اخر تحديث
الإثنين-06/05/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ السياسة أمّ الحرائق ، والمعصومُ من نارها ، مَن عصَمه الله
السياسة أمّ الحرائق ، والمعصومُ من نارها ، مَن عصَمه الله
11.08.2018
عبدالله عيسى السلامة
السياسة أمّ الحرائق :مَن لم تحرقه في الدنيا ، أحرقته في الآخرة ، ومَن عصَمته أخلاقُه، أحرقته أخلاقُ مقرّبيه .. ومَن نجا من نارها ، حيّاً، فقد تُحرقه ميتاً!
السياسة عمل ، يتعلق بالشأن العامّ ، وهو يهمّ الناس ، جميعاً ، والناس مشارب وأهواء ، ومَدارك وأخلاق ! ولا يمكن ، لأيّ سياسي ، إرضاؤهم ، جميعاً ، مهما كان متمرّساً ، في العمل السياسي، بارعا فيه !
وبناء عليه ؛ لابد ، من أن ينال السياسي نصيبه ، من نقد الناس ، أو لومهم ، أو شتمهم .. مهما قدّم لهم ، من نفسه وماله ، ووقته وجهده !
فهو، إن أرضى قوماً ، فسُرّوا منه ، أغضب آخرين ، فسخطوا عليه .. وإن حقق مصالح أكثر الناس ، ظلّت فئة تشعر بالغبن ؛ لأنها تشعر، أنها لم تنل ، مايناله غيرها !
وهو، إن حرص ، على نقاء سمعته ، بسلوك سام نبيل ، لم يستطع ، أن يمنع ذويه ، ومقرّبيه ، من استغلال منصبه ، للإثراء ، أو التسيّد على الناس !
وإذا كانت الحكمة تقول : إرضاء الناس ، غاية لاتدرك ..
فإن حكمة أخرى تقول : كَذا قضت الأيامُ ، مابينَ أهلها = مصائبُ قوم، عندَ قوم ، فوائدُ !
شهدنا مرحلة سياسية ، في سورية ، احترق كلّ مَن شارك فيها ، في أيّ موقع مرموق : من مستوى وزير، فصاعداً !
الوحيد ، الذي شارك فيها ، بقوّة ، واستلم مناصب وزارية عدّة ، في وقت واحد ، هو الأديب المعروف ، الدكتور: عبد السلام العجيلي ، الذي خرج من المرحلة ، كلّها، بعد أن خرجت منها سورية ، إلى مرحلة جديدة ، دون أن يمسّ سمعته أحدٌ ، بأذى !
وكان ثمّة أسباب ثلاثة ، وراء عدم احتراقه ، بنار السياسة !
السبب الأوّل : أنه كان زاهداً ، في المناصب السياسية ، واستلمها مضطرّاً ، بعد إلحاح الآخرين عليه ، لإنقاذ البلاد ، ممّا كانت تعاني منه ، من اضطرابات ، في تلك المرحلة !
السبب الثاني : هوأنه كان يرى نفسه ، أكبر من أيّ منصب : سياسي ، أو إداري ! وهو محقّ ، في ذلك ؛ فهو طبيب مشهور، مرموق ، في محافظة الرقة : مدينة وريفاً ؛ فلا يحتاج مالاً.. وهوأديب بارع مميّز، على مستوى سورية ، وعلى مستوى العالم العربي ؛ فلا يحتاج شهرة !
السبب الثالث : هو صفاته الشخصية النبيلة ، من : نزاهة وعفة ولباقة ، ونظافة يد وسلوك .. ومالديه ، من حكمة وكياسة ، في إدراك الظروف ، المعقدة الصعبة ، والتعامل معها ، ومع شركائه، في التصدّي ، لحمل أعبائها وتبعاتها !
كما أنّ مالديه ، من وعي وحزم ، حرَم المقرّبين منه ، من استغلال وضعه المرموق ، للإثراء، على حساب سمعته ، أو التطاول على الناس ، بسيف منصبه ! وذلك ؛ بخلاف ماجرت عليه العادة ، في سورية ، وفي غيرها ! فقد كرّم نفسه ، وفرض تكريمها ، على ذويه ومقرّبيه ، والآخرين !
ولله درّ القائل : ومَن لايكرّمْ نفسَه لا يُكرّم !