اخر تحديث
الخميس-25/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ السيادة : بين الحقيقية .. والزائفة !
السيادة : بين الحقيقية .. والزائفة !
28.10.2019
عبدالله عيسى السلامة
الحديث عن السيادة ، قديم وكثير، في تاريخ الأمم ، عامّة ، وفي تاريخ أمّتنا العربية ، خاصّة، في جاهليتها ، وفي إسلامها !
نماذج من السيادة الحقيقية :
نفسٌ عصامٍ سوّدت عصاما : وفدَ النابغة الذبياني ، الشاعر، إلى ملك الحيرة ، النعمان بن المنذر، وطلب من الحاجب ، وكان يسمّى عصاماً ، أن يدخله على الملك ، فنصحه الحاجب بالتريّث ، وألاّ يدخل على الملك ، حتى يهيّء له فرصة الدخول ! فانتظر النابغة ،حتى أخبره الحاجب ، أن الملك مستعدّ لاستقباله ! وبعد دخوله على الملك ، وإسماعه ماقاله فيه من مدح، أجزل له الملك العطاء ! وحين خرج ، مدحَ الحاجبَ عصاماً ، ببيتين من الرجز، هما :
نفسُ عصام سوّدت عصاما وعلّمتـهُ الكَرّ والإقدامـا
وصيّرتــه بطلاً هُمامـا حتى علا ، وجاوزَ الغماما
فصارعصام ، بعد هذين البيتين ، مضرب مثل ، في السيادة الذاتية ، التي يصنعها صاحبها لنفسه ؛ فيقال : فلان عصاميّ ، أيْ : صَنع مجدَه ، بنفسه ، لنفسه .. وفلان عظاميّ ، أيْ : ورث المجد ، عن آبائه وأجداده ، الذين صاروا عظاماً بالية ، في قبورهم !
ونحن أناس لا توسّط بيننا : قال أبو فراس الحمداني ، في الفخر بنفسه وقومه :
ونحن أناسٌ لاتوسّط بيننا لنا الصدرُ ، دون العالمين ، أو القبرُ!
وكان لبني تغلب ، التي منها بنو حمدان ، قوم الشاعر، شأن كبير، في الجاهلية والإسلام ، وكان أبو فراس ، نفسه ، وابن عمّه سيف الدولة ، وأقاربه في حلب والموصل .. من أصحاب الشأن هؤلاء!
نماذج من السيادة الزائفة :
السيادة الوراثية ، لغير المؤهّل لها : وهي السيادة ، التي يرثها المرء ، عن أسلافه ، وهو تافه ، أو أحمق ، أو بليد ، أو لئيم ؛ فيستغلها في السوء ؛ سواء في حياته الخاصّة ، أم في تعامله مع الناس ، فيُهلك مَن يخضع لسيادته ، من قبيلته ، أو حيّه ، أو دولته ! وهذا نوع من السراة ، الذين قال عنهم الشاعر:
لايَصلحُ الناسُ فوضى ، لا سَراةَ لهم ولا سَراةَ ، إذا جُهّالهم سادوا !
السيادة الانقلابية :
سيادة ماكبث الإسكوتلاندي ، ونظرائه من عرب وغيرهم : مسرحية (ماكْبِث)، للشاعر والكاتب المسرحي الشهير، وليَم شكسبير الإنجليزي ، تُذكّر الناس ، بما هو مثلها ، عند سائر الأقوام ، ماكان قبلها ، أو معاصراً لها ، أوبَعدها ! وملخّصُها : أن ماكبث ، القائد العسكري البارع، قتل ملك بلاده الطيّب ، المحبوب من شعبه ، واستولى على السلطة ، وأعلن نفسه ملكاً، فرفضه الناس ، فأراد أن يخضعهم لسلطته ، بالإكراه والعنف ، فما ازدادوا له ، إلاّ رفضاً وكراهية .. ثمّ احتالوا عليه ، وقتلوه !
ونُظراء ماكبث، الانقلابيون كُثر، في كلّ عصر ومصر، وأمثاله، في عالمنا العربي، معروفون، يُشار إليهم بالبنان !