الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الدستور السوري الجديد والبصمات الإيرانية

الدستور السوري الجديد والبصمات الإيرانية

30.01.2017
كلمة اليوم


اليوم السعودية
الاحد 29/1/2017
يستشف من محتويات المشروع السوري الجديد، الذي أطلق في أعقاب اجتماعات "أستانا"، بين المعارضة والنظام السوري، البصمات الإيرانية الواضحة، ذات الأهداف المهمشة لما هو عربي في المشروع، وهذا يعني أن إيران لها اليد الطولى - كما هو واضح- في صياغة الدستور.
إلغاء صفة "العربية" من الدستور عن مسمى الدولة السورية، ليغدو المسمى الجديد للدولة "الجمهورية السورية" هو إلغاء يصب في روافد المصالح الإيرانية، التي تسعى منذ تدخلاتها السافرة في الشأن السوري إلى تهميش كل ما هو عربي، في سبيل نشر المبادئ التي سعت إلى نشرها من خلال تصدير ثورتها الدموية الطائفية إلى سوريا وإلى العراق وإلى اليمن.
ويبدو واضحا للعيان أن الدستور السوري الجديد وما اكتنفه من لمسات إيرانية لن يلقى قبولا من الشعب السوري، حيث إن الفصائل السورية المقاتلة على الأرض غير معنية بتفاصيل مسودة الدستور، وسوف يجابه بمعارضة شاملة من أبناء الشعب السوري، الذين همشوا تماما، ولا رأي لهم في تفاصيل وجزئيات الدستور، الذي يعد تدشينا للأفكار الفارسية المناقضة للمصالح العليا للسوريين.
والمصلحة المباشرة لإلغاء صفة "العربية" عن الدستور، تصب في مصلحة إيران، التي تريد إلغاء تلك الصفة عن المسمى السوري للدولة؛ تحقيقا لأهدافها من خلال تدخلاتها السافرة في شؤون دول المنطقة، وهي تدخلات مرفوضة من كافة البلدان العربية.
كما أن إلغاء بند الإسلام كمصدر رئيسي للتشريع أمر يتنافى مع توجه ابناء الشعب السوري المسلم، فالمصلحة العليا معدومة جراء هذا الإلغاء الذي لا يتماشى مع النهج السائد في الدولة السورية منذ أزمان سحيقة، فالسوريون متمسكون بعقيدتهم الإسلامية التي لا يمكن تهميشها وفقا لمحتويات الدستور السوري الجديد المغاير للمصلحة السورية العامة.
كما أن إلغاء اسم الجلالة من القسم الذي يؤديه رئيس الجمهورية أو بقية السلطات الواجب أن تؤديه أمام الرئيس يشهد هو الآخر على عدوان صارخ على إرادة الشعب السوري المتمسك بعقيدته الإسلامية، فهو إجراء لا يصب في مصالح أبناء الشعب السوري، ويخرج عن إرادتهم، ولم يطرح هذا الإلغاء عليهم وإلا لرفضوه تماما.
وتبدو اللمسات الإيرانية واضحة في المشروع الجديد، حيث ركز على إحداث مناصب معينة للأقليات القومية والطائفية، وهي إجراءات تعني في جملتها إخراج سوريا من محيطها العربي وإخراجها تماما من منظمة الدول العربية التي تعد سوريا فيها "قلبا نابضا" كما هو معروف