اخر تحديث
السبت-20/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الحكمة : بين القول والفعل ، والإفراط والتفريط !
الحكمة : بين القول والفعل ، والإفراط والتفريط !
12.03.2019
عبدالله عيسى السلامة
موضوعات الحكمة كثيرة ، منها : الجود ، والشجاعة ، والعقل ، والتقوى ، وحسن الخلق..! ووضع كلّ حكمة، في موضعها المناسب ، يُعَدّ من الحكمة !
يقول الله ، جلّ شأنه :
ومَن يؤتَ الحكمة فقد أوتيَ خيراً كثيراً .
ومن تعريفات الحكمة : وضعُ الأمور، في مواضعها !
والموضوعات ، التي ترد فيها الحكمة، كثيرة متنوّعة، كما ورد آنفاً! فهل يُعَدّ حكمة ، كلّ قول، أو فعل، يظنّ صاحبه ، أنه من الحكمة ؟
الإجابة المتعجّلة ، على هذا السؤال ، قد تكون مزلقاً ، وقد تُنافي الحكمة ، أو تُجافيها !
فقد يمارس بعض الناس ، نوعاً من الطيش ، أو التهوّر، في مواجهة خطر داهم ، أو ماحق: خطرِ مجموعة ، من الوحوش الضارية المفترسة..أو خطر عدوّ شرس، مدجّج بالسلاح الفتّاك، دون قوّة مكافئة ، ولو في الحدود الدنيا .. فهل يُعَدّ هذا ، من الشجاعة !؟
وإذا كان الفعل لا يُعَدّ من الشجاعة ، بل من الطيش ، أو التهوّر .. فهل يُعَدّ الحديث عنه ، على أنه شجاعة ، ويُذكر على أنه ، من موضوعات الحكمة .. هل يُعَدّ هذا ، من الحكمة ؟
وإذا كان أمام الشخص ، المجازف بحياته ، بديلان ، حصراً ، كلاهما موت ، هما : موت الشجاع ، المتصدّي للخطر ، وموت الجبان ، المستسلم للموت .. فهل تُعَدّ مجابهة الموت، بشجاعة ، هنا ، طيشاً ، أو تهوّراً .. أم ينطبق عليها ، مضمون بيت الشعر:
وإذا لمْ يكنْ ، من الموت ، بُدّ فمِن العَجْز، أنْ تموتَ جَبانا !
أم يوصف بأنه ، من أصحاب الجود العظيم ، المميّز، الذي تجاوز حدود الجود ، إلى درجة ، أسمى منه ؛ فيصحّ فيه ، قول الشاعر:
يَجودُ بالنفس ، إنْ ضنّ البخيلُ ، بها والجودُ بالنفس ، أقصى غاية الجودِ
فتنتقل الحالة ، هنا ، من كونها شجاعة فائقة ، إلى كونها جوداً فائقاً !؟
وإذا انتقل الحديث ، إلى صفة الجود ، أخذ منحى آخر!
ونكتفي ببيتين من الشعر، نحسبهما يغنيان ، عن مئات الحكم الشعرية ، في الحديث عن الجود :
لعمرُك ما الرَزيّةُ فقدُ مالٍ ولا فرسٌ تَموت ، ولا بَعيرُ
ولكنّ الرزيّة فقـدُ شَـهمٍ يَموتُ ، بمَوتِه ، خَلْق كثيرُ!