الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الحسم الروسي في سوريا بعيد..والاستقرار "شبه خيالي"

الحسم الروسي في سوريا بعيد..والاستقرار "شبه خيالي"

13.06.2020
المدن



المدن
الخميس 11/6/2020
يبدو الاستقرار طويل الأمد في سوريا أمراً "شبه خيالي"، قد لا يتحقق في عقود من الزمن. سيستغرق الأمر بعض الوقت لتقييم مدى "فوز" روسيا في سوريا. في غياب نهاية سلمية للصراع وتضخم المساعدات الغربية واسعة النطاق، فإن المخاطر السلبية على روسيا قد تؤدي إلى "تفتح بعض ورودها" في سوريا.
ويرى موقع "ناشونال انترست" الأميركي، أن تدخل روسيا في سوريا أفرز في وقت لاحق "مطالبات بالفوز". وعلى الرغم من أن روسيا عززت مكانتها كقوة عظمى في الشرق الأوسط، إلا أن ضعفها الاقتصادي يقلص الدعم لتدخلها الخارجي، فيما سوريا دولة فاشلة محاصرة بحرب أهلية.
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، انسحبت روسيا إلى حد كبير من الشرق الأوسط. لاحقاً حفّز الرئيس فلاديمير بوتين رغبات العديد من الروس الذين يريدون أن تكون بلادهم في المرتبة الأولى بين القوى العالمية. القوة العسكرية الضخمة والطاقة هي المفتاح .
تستخدم روسيا القوة حتى ضد الأهداف المدنية. وتخطط مع السعودية للتأثير على سوق النفط العالمي. في الشرق الأوسط، يمتلك الكرملين موهبة الدبلوماسية الماهرة، له علاقات مع جميع اللاعبين الرئيسيين، ويأخذ المخاطر المحسوبة التي تثمر.
ويرى "ناشونال إنترست"، أنه كمكافأة لإنقاذ رئيس النظام السوري بشار الأسد، قد يُسمح لروسيا بإقامة المزيد من القوات البحرية والجوية في سوريا، القادرة على تعريض قوات "الناتو" للخطر في جميع أنحاء منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط. هذا هدف روسي رئيسي.
لكن إلى جانب هذه المكاسب، يواجه الكرملين مشكلتين رئيسيتين: ردة فعل داخلية ضد التدخل غير الشعبي، وعدم القدرة على مساعدة سوريا في إعادة الإعمار.
يرى الكثيرون من الروس أن التدخلات العسكرية في سوريا وشرق أوكرانيا "مغامرات خارجية مكلفة". يعكس هذا جزئياً قلقاً متزايداً من أن روسيا تعاني من "عصر ركود" آخر، وهي عبارة تذكر بالفقر والعذاب في عصر بريجنيف.
ويقول الموقع: "قد لا تفعل روسيا، العديمة الجدوى، سوى القليل لمساعدة سوريا على إعادة الإعمار". قبل عام، قدّرت الأمم المتحدة أن الحرب كلفت سوريا حوالي 388 مليار دولار من الدمار المادي. كما أن تكاليف رأس المال البشري هائلة. تقدر الأمم المتحدة تكاليف إعادة الإعمار ب250 مليار دولار، أي حوالي أربعة أضعاف الناتج المحلي الإجمالي لسوريا قبل الحرب.
هناك خطر آخر في سوريا يتمثل في أن الجهات الفاعلة التي تستخدم العنف، بما في ذلك القوات الإيرانية والميليشيات الشيعية و"داعش"، يمكن أن تسيطر على الموارد، أو تعوق إعادة الإعمار، أو تسعى لابتزاز أو فرض ضرائب على السكان المحليين العاملين في مشاريع البناء.
يشعر الكرملين بالإحباط لأن الغرب لا يدفع. في كانون الثاني/يناير 2018، زعم السفير الروسي لدى الاتحاد الأوروبي أن الدول الأوروبية "ستتحمل المسؤولية" إذا لم تبدأ في غضون أشهر بإنفاق "عشرات المليارات من اليورو" على إعادة إعمار سوريا، وحذر وزير الخارجية الروسية الأوروبيين من أن تأخير إعادة الإعمار قد يؤدي إلى تردد السوريين في العودة إلى بلادهم.
ستستفيد روسيا أكثر من التدخل في سوريا إذا خمد القتال وبدأ التقدم الاقتصادي. من المحتمل أن يتطلب ذلك تسوية سياسية، بوساطة من الأمم المتحدة، مما يخفف نسبة العنف وهذا أمر مقبول لدى الأطراف الرئيسية. سيكون تحقيق ذلك أصعب إذا ظل الكرملين متردداً في الضغط على الأسد لتقديم تنازلات من أجل السلام، بحسب "ناشونال إنترست".