الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الحسكة:تحركات عسكرية غامضة..هل تستأنف أنقرة نبع السلام؟ 

الحسكة:تحركات عسكرية غامضة..هل تستأنف أنقرة نبع السلام؟ 

12.11.2020
المدن


المدن 
الاربعاء 11/11/2020 
أزال الجيش التركي جزءاً من الجدار الإسمنتي الحدودي مع سوريا قبالة قرية جطل في ريف ناحية الدرباسية التابعة لمنطقة رأس العين شمالي الحسكة. وشهدت المنطقة تحركات عسكرية للجيش التركي تضمنت إنشاء نقاط عسكرية متقدمة وتحصينات هندسية لحماية المواقع. 
وأقلقت التحركات التركية قوات سوريا الديموقراطية (قسد) المسيطرة على المنطقة، والتي تخشى أن تستأنف تركيا وحلفاؤها في المعارضة السورية عملية "نبع السلام".  
وتبعد الدرباسية عن رأس العين حوالي 50 كلم، وعن الحسكة مركز المحافظة قرابة 85 كلم، ويمتد عمران المدينة إلى مسافة قريبة من الشريط الحدودي، وهو ما يبرر خشية أهالي المدينة من انطلاق عملية عسكرية. 
مصادر خاصة في الحسكة قالت ل"المدن"، إن "قسد تخشى من تحرك عسكري تركي مفاجئ في مناطق شرق رأس العين، وهي منطقة توتر دائم بين قسد من جهة والمعارضة والجيش التركي من جهة ثانية". 
وأضافت المصادر أن "التحركات التركية دفعت قسد لتعزيز مواقعها في الدرباسية وفي المنطقة الممتدة على طول الشريط الحدودي". في حين قال مدير موقع الخابور إبراهيم حبش ل"المدن"، إن "إزالة جزء من الجدار هو لأجل دخول الدوريات التركية وانضمامها للدوريات الروسية التي يتم تسييرها في مناطق شمالي الحسكة". 
ولا تتوقف الاحتكاكات في المنطقة وكان آخرها قصف بالمدفعية والصواريخ مفذته قسد مستهدفة مواقع تمركز الفصائل المعارضة في بلدات ديري وباب الخير والداودية وأم عشبة، ورد الجيش التركي والفصائل بقصف مواقع قسد في بلدات أم حرملة ودادا عبدال ومحيط بلدة ابو راسين والصفا وبسيس. 
ويرى الباحث في "مركز جسور للدراسات" عبد الوهاب عاصي أن إزالة الجيش التركي لجزء من الجدار الإسمنتي مقابل منطقة الدرباسية إجراء اعتيادي في مثل هذا الوقت من العام، والغاية كانت فتح قنوات تصريف مياه الأمطار. ويضيف عاصي ل"المدن"، أن "استئناف العمليات العسكرية لا يحتاج بالضرورة لإزالة الجدار أو أجزاء منه، فتركيا لديها معبر على مسافة 13 كلم، لذلك استبعد استئناف نبع السلام في الوقت الحالي". 
عضو مركز المصالحة في قاعدة حميميم الروسية، الشيخ عمر رحمون، قال في تغريدة، إن المعركة ضد قسد قد اقتربت وإزالة جزء من الجدار الإسمنتي مقدمة لها. وأضاف "بدأت مرحلة بايدن بقوة بمعاقبة شركاء ترمب في سرقة النفط السوري". 
ويبدو أن لدى المعارضة السورية آملاً كبيراً في استئناف عملية "نبع السلام"، وتعول كثيراً على التغييرات في الإدارة الأميركية، والتغيير الذي حصل في إدارة الملف السوري، حيث تم تعيين جويل ريبورن مبعوثاً خاصاً إلى سوريا بدلاً من جيمس جيفري، وبحسب رؤية المعارضة فإنه من المحتمل أن تشجع هذه التغيرات حليفها التركي على استئناف العمليات. 
من جهته، قال عضو المكتب السياسي في "لواء السلام" التابع للجيش الوطني هشام سكيف: "هناك تغير ملحوظ في تعاطي الادارة الاميركية الحالية مع قسد، وحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، وحزب العمال الكردستاني الذي تطالب أميركا بمغادرة قادته من سوريا، وهي مطالب لم تتمكن قسد من تنفيذها". 
ويضيف سكيف ل"المدن"، أنه "من الممكن أن تطلق تركيا عملية سريعة، خاصة أنها مرحلة ترتيب للإدارة الأميركية الجديدة، فيما الارادة السياسية والعسكرية متوفرة لدى الطرف التركي وفصائل الجيش الوطني".