الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الحرب "الدبلوماسية" بين واشنطن وموسكو تصل إلى نقطة ساخنة 

الحرب "الدبلوماسية" بين واشنطن وموسكو تصل إلى نقطة ساخنة 

26.04.2021
رائد صالحة



القدس العربي 
الاحد 25/4/2021 
أكدت الخارجية الأمريكية التزام بلادها بالدفاع عن أوكرانيا وانها ستواصل إرسال أنظمة أسلحة دفاعية فتاكة إلى الجيش الأوكراني. 
واشنطن-"القدس العربي": تراقب الولايات المتحدة عن كثب الخطط الروسية لسحب القوات بالقرب من حدودها مع أوكرانيا، بعد تصاعد التوتر لعدة أسابيع بدا خلالها أن موسكو وكييف على استعداد للصراع. 
وأعربت الولايات المتحدة مراراً عن انزعاجها من الوجود العسكري الروسي بالقرب من أوكرانيا، ووصفته بأنه أكبر حشد عسكري منذ عام 2014 عندما اندلع القتال في منطقة دونياس بشرق أوكرانيا مع الانفصاليين المدعومين من روسيا وغزو موسكو لشبه جزيرة القرم. 
وقدر الاتحاد الأوروبي أن ما لا يقل عن 100 ألف جندي روسي كانوا يحتشدون بالقرب من الحدود، وأشار إلى أن عدد الطائرات الحربية والقوات والمعدات هو أكثر مما تم الكشف عنه سابقاً. 
والتقى دبلوماسيون أمريكيون مع مسؤولين روس يوم الأربعاء الماضي لمناقشة الموجة الأخيرة من العقوبات بين الولايات المتحدة وروسيا، حيث تتطلع إدارة الرئيس جو بايدن إلى اتخاذ موقف متشدد من موسكو. 
وقال المتحدث باسم وزيرة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، في إفادة صحافية إن النقاش تناول مختلف الموضوعات الثنائية، بما في ذلك الرد الروسي على الإعلان الأمريكي للعقوبات، الأسبوع الماضي. 
وأضاف برايس أن واشنطن تتوقع استمرار هذه المناقشات لعدة أيام مشيراً إلى أن إدارة بايدن تراجع بعض تفاصيل الإجراءات الروسية، وفي الوقت نفسه، "ما زلنا نعتقد أن أفضل طريقة للمضي قدماً هي من خلال الحوار المدروس والمشاركة الدبلوماسية". 
وقال برايس، أيضاً، إن الولايات المتحدة تلقت قائمة رسمية بالدبلوماسيين الذين تطردهم روسيا رداً على عقوبات واشنطن، رغم أنه رفض تحديد الأشخاص الذين سيتم طردهم من موسكو. 
وفرضت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، مجموعة من العقوبات على روسيا بسبب ما وصفته بالسلوك الخبيث، بما في ذلك عمليات التجسس الإلكتروني والتدخل في الانتخابات والأعمال العدائية تجاه أوكرانيا. 
وستمنع العقوبات المؤسسات المالية الأمريكية من شراء سندات من البنك المركزي الروسي أو صندوق الثروة السيادي الوطني، أو وزارة المالية بعد 14 حزيران/يونيو ومن إقراض الأموال لهذه المؤسسات، كما قامت الولايات المتحدة بطرد 10 من أفراد البعثة الدبلوماسية الروسية في واشنطن. 
وأوضح مسؤول أمريكي كبير أن الأمر التنفيذي الجديد يمنح سلطات إضافية بخصوص العقوبات، مشيراً إلى أن واشنطن تفضل عدم نشر هذه السلطات، ولكن هناك إدراكا بأن، توسيع النطاق وإمكانية إحداث تأثير ذي مغزى يجب أن يرسل إشارة واضحة بأن الأنشطة الضارة المستمرة، بما في ذلك المزيد من التدخل في الانتخابات والمزيد من الأنشطة الإلكترونية الخبيثة غير مقبولة، كما أكد المسؤول على أن واشنطن مستعدة للمضي قدماً لفرض تكاليف كبيرة ودائمة إذا استمر هذا السلوك. 
وتأتي هذه المناقشات في الوقت، الذي تتطلع به إدارة بايدن إلى اتخاذ موقف متشدد من روسيا، وكان آخر دق لناقوس الخطر بشأن التعزيزات العسكرية الروسية على الحدود الأوكرانية منذ عام 2014 وهو العام الذي غزت فيه روسيا شبه جزيرة القرم وضمتها. 
وأكدت الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بالدفاع عن أوكرانيا كما أشارت إلى أن الولايات المتحدة ستواصل إرسال أنظمة أسلحة دفاعية فتاكة إلى الجيش الأوكراني. 
وبدوره، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدول الغربية من الضغط على موسكو، وقال أي شخص يتجاوز "الخط الأحمر" سيواجه برد قاس. 
وأضاف بوتين أنه "إذا فسر شخص ما نوايانا الحسنة على أنها لا مبالاة أو ضعف، وكان على استعداد لتجاوز الخط الأحمر، فعليهم أن يعلموا أن رد روسيا سيكون غير متماثل وسريع وصارم، وآمل أن لا يفكر أحد في تجاوز الخط الأحمر مع روسيا". 
وتأتي هذه المناقشات والاتهامات في الوقت الذي أبلغت فيه وزارة الدفاع الأمريكية كبار المشرعين في الكونغرس أن روسيا هي التي نفذت على الأرجح سلسلة من الهجمات المريبة الموجهة ضد القوات الأمريكية. 
وذكرت "بوليتيكو" أن أربعة من مسؤولي الأمن القومي قالوا إن وزارة الدفاع تحقق في حوادث خريف العام الماضي، حيث ظهرت أعراض الأنفلونزا على العديد من أفراد القوات الأمريكية بطريقة غريبة، ولكن لم يتضح بالضبط عدد الجنود الذين أصيبوا في الهجمات المشتبه بها ولا مدى خطورتها. 
وبدأ مكتب البنتاغون للعمليات الخاصة في التحقيق بالحوادث، التي تم وصفها بهجمات الطاقة الموجهة، وقال متحدث باسم وزارة الدفاع إنه لا علم لديه عن هجمات وقعت في سوريا ضد القوات الأمريكية. 
إلى ذلك، هدد أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي بفرض المزيد من العقوبات على روسيا إذا لم يتم إطلاق سراح زعيم المعارضة المسجون أليكسي نافالني على الفور، وتلقي العلاج المناسب. 
وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، السيناتور بوب مينينديز إنه يمكن للولايات المتحدة اتخاذ إجراءات ملموسة إذا ساء وضع نافالني. 
وأوضح أن العقوبات لن تكون على الأفراد بل على القطاع المصرفي والمالي الروسي، وقال: "هذه همجية، لن نصمت". 
وفي اذار/مارس، انضمت الولايات المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على روسيا بسبب استنتاج أن الكرملين كان وراء هجوم تسمم على نافالني بسلاح كيميائي محظور، وهو غاز الأعصاب نوفيتشوك من الحقبة السوفييتية.