اخر تحديث
السبت-27/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ التوظيف : مَن يوظّف مَن ؟ ولماذا ؟
التوظيف : مَن يوظّف مَن ؟ ولماذا ؟
22.10.2019
عبدالله عيسى السلامة
قال ربّنا ، عزّ وجلّ :
(أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ
ۚ
نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
ۚ
وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا
ۗ
وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) .
وقال الشاعر، أبو العلاء المعرّي :
الناسُ للناسِ ، مِن بَدوٍ وحاضرَةٍ بعضٌ ، لبعضٍ ، وإنْ لمْ يَشعروا ، خَدَمُ !
حاجات الناس كثيرة متنوّعة ، لايمكن أن يسدّها فرد واحد ! وبالتالي ؛ لابدّ من أن تتنوّع أعمال البشر، وتخصّصاتهم، كي يستطيع الناس العيش، بصورة طبيعية مريحة ! فالخبّاز يخبز للناس، ويبيعهم الخبز، ليكسب مالا ينفقه على أسرته ، ويأكلوا .. والحلاّق يحلق للناس ، كي يكسب مالاً ، ويتخلّصوا من شعرهم الزائد .. وكذلك كلّ من : البقّال ، والعطّار، والمهندس ، والطبيب، والمحامي ، والمعلّم ، والعتّال ..! وتتفاوت ، بالطبع ، الدرجات الاجتماعية ، والمكاسب المالية، بين هؤلاء ، جميعاً !
فكلّ عاقل: عاملٌ ، موظّف ، لدى الآخرين ، أو خادم عندهم ، فهم يوظّفونه لحاجاتهم ، وهو يوظّفهم لحاجاته !
لكن؛ هل يقتصر التوظيف ، على الحاجات الأساسية الفردية ، للناس ، أم يتعدّاه ، إلى حاجات غيرها ، متنوّعة ؟
المُشاهَدُ من حياة الناس ، والمقروءُ من تاريخهم ، أنّ التوظيف ، يشمل حاجات كثيرة ، منها الحَسن ومنها السيّء .. منها النافع ومنها الضارّ.. منها الطيّب ومنها الخبيث .. منها الجماعي ومنها الفردي ..!
نماذج :
الدول -عبرَ قوانينها المختلفة- توظّف حكّاماً ، يخدمونها ، داخلياً وخارجياً ، لقاء منافع مادّية ومعنوية ، يكسبونها ، ومن هؤلاء : رؤساء ، ووزراء ، وأمناء وزارات ، وقادة جيوش ، وقادة شرطة ، ورؤساء مخابرات .. وغيرهم !
الحكّام : يوظّفون أعواناً لهم ، يخدمونهم ، لقاء مال ، يتقاضاه الخادم من المخدوم ، وفي الوقت ، ذاته ، يوفّر المخدوم- بما له من سلطات- للخادم ، حماية قانونية ، تحميه من الأذى، ومن انتقام الناس ، الذين قد يسيء إليهم الخادم ، في أثناء خدمته لمخدومه !
الدول الكبرى : تتحالف مع دول صغرى ، لقاء تقديم منافع : سياسية وعسكرية، واقتصادية وأمنية .. تجنيها الكبرى ، بما يناسب مصالحها ، وأحجامها في العالم ! وفي الوقت ، ذاته ، تؤمّن الكبرى ، للصغرى ، منافع ، تناسب أحجامها وحاجاتها ، ومنها الحماية : العسكرية، والأمنية ، والسياسية ..!
بعض التجمّعات البشرية ، مثل: الأحزاب ، والقبائل ، والكتل السياسية.. في بعض الدول، الصغيرة أو الضعيفة ، ترتبط ، ببعض الدول الكبيرة ، أو القويّة ، بأنواع من الروابط : السياسية والعسكرية ، والأمنية والفكرية .. لقاء مصالح معيّنة ، تحقّقها الدول الكبيرة والقويّة ، من ارتباطها بالتجمّعات البشرية ، المرتبطة بها، من الدول الصغيرة والضعيفة ، في الوقت، الذي تحقّق فيه، التجمّعات المختلفة ، من الدول الصغيرة والضعيفة ، مصالح لها ، قد تكون قومية ، أو دينية ، أو غير ذلك..! ومن هذه المصالح : الحماية ، التي تُسبغها الدول القويّة ، على التجمّعات المختلفة ، الحليفة لها ، في الدول الضعيفة والصغيرة !
وهذه ، كلّها ، بالطبع ، تحالفات قائمة ، على المصالح المختلفة ، للأطراف المتحالفة ، وهي خاضعة ، باستمرار، للتبدّل والتحوّل ؛ فقد يتخلّى الحليف ، عن حليفه ، حين تقتضي مصلحته ذلك ؛ بل قد يصبح حليف اليوم ، عدوّاً ، في الغد !
هذا ماهو ظاهر مشاهَد ، في عالم اليوم ، وهذا ما يعبّر عنه ، العرف السياسي الدارج : لاصداقة دائمة ، ولا عداوة دائمة ، في السياسة ؛ بل مصالح دائمة !