اخر تحديث
الجمعة-26/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ التنوّع الثقافي ، في المجتمع الواحد المتجانس : ما المقصود به ، ومنه؟
التنوّع الثقافي ، في المجتمع الواحد المتجانس : ما المقصود به ، ومنه؟
12.06.2019
عبدالله عيسى السلامة
ورد في الحديث : أن عمر بن الخطاب ، أتى النبيّ بكتاب ، أصابه من بعض أهل الكتاب ، فقرأه ، فغضب النبيّ ، فقال : أمُتهَوّكون فيها ، يا ابن الخطاب ؟ والذي نفسي بيده ، لقد جئتكم بها ، بيضاء نقية ! لا تسألوهم عن شيء ، فيخبروكم بحقّ ، فتكذّبوا به ، أو بباطل ، فتصدّقوا به ! والذي نفسي بيده ، لو أن موسى كان حيّاً، ما وَسعَه إلاّ أن يتبعني !
ومعنى متهوّكون : متحيّرون !
عودة إلى القاعدة الفكرية ، للمفكّر الفرنسي ، جوستاف لوبون ، التي يؤكّد فيها : أنّ العقيدة روح الأمّة ، منها تنبثق : أخلاق الأمّة وآدابها ، وعاداتها وتقاليدها ، وفلسفاتها وتشريعاتها ، وتاريخها وقوانينها..!
وهنا، لابدّ من وقفة متأنّية ، توضح مايلي :
المجتمعات ، عامّة ، تهيمن عليها ثقافة واحدة ، لطول المعايشة ، ورسوخ العادات في النفوس!
العقيدة الواحدة المشتركة ، عامل توحيد أساسي، بين الناس، من حيث العادات والقيم والأخلاق!
دخول ثقافات متنوّعة متعدّدة ، إلى أيّ مجتمع ، عامل أساسيّ ، في تفتيته : فكرياً ، وثقافياً، واجتماعياً ، وسياسياً .. إذا لم تُضبط عملية الاختلاط الثقافي ، بضوابط قويّة ! فلا بأس ، من حيث المبدأ ، في الاطّلاع ، على بعض ثقافات الآخرين وآدابهم ، لكن بحذر؛ كيلا تُفسد الثقافاتُ الوافدة ، عقول الناشئة، أو عقائد بعض الشباب، الذين لم تترسّخ ، في قلوبهم وعقولهم، أساسيات عقيدتهم وشريعتهم وأخلاقهم !
الثقافات المتنوّعة ، الدخيلة على عقيدة أمّتنا ، أدّت إلى : نشوء أحزاب سياسية مختلفة ، بعيدة عن عقيدة الأمّة ، وإلى استغلال هذه الأحزاب ، من قبل الخارجين على عقيدة الأمّة ، والمعادين لها ؛ فهيمن هؤلاء : سياسياً وعسكرياً ، على بعض الدول ، وحكموا الشعوب ، بما يخالف عقيدتها !
وأخيراً : لا بدّ ، من الإشارة ، إلى أن تنوّع الآراء والاجتهادات ، المستنبَطة من منبع واحد ، أو عقيدة واحدة -كما تنوّعت آراء الصحابة والتابعين والفقهاء ، في بعض المسائل الفقهية- .. يختلف ، عن تنوّع المنابع ، أو العقائد ، كما يختلف ، عن تنوّع الآراء والاجتهادات ، المستنبطة من منابع متعدّدة ، ومن عقائد متعدّدة ، كالعقائد : اليهودية والنصرانية ، والرافضية ، والوثنية، بأنواعها!
كان المبشّرون النصارى ، يحرصون، على تنصير المسلمين، قبل الغزو الاستعماري النصراني؛ لأن المتنصّر يكون جندياً ، للغزاة النصارى ، بعد أن يصبح من ملّتهم !
والإيرانيون الرافضة ، يحرصون على تشييع المسلمين ؛ لأن المتشيّع يخدم أسياده الفرس ، على حساب أبناء قومه وملّته !
والغريب ؛ أن حكّام المسلمين ، لا يَعدّون أمن العقائد والافكار، من الأمن الشامل ؛ مع أن الغزو العقَدي ، أخطر، على أنظمة حكمهم ، من أيّ غزو آخر!