الرئيسة \  مشاركات  \  التقدّم يكون نحو القيَم السامية، والصعود إلى القمم العالية، فهل يتقدّم العالم، ويصعد؟

التقدّم يكون نحو القيَم السامية، والصعود إلى القمم العالية، فهل يتقدّم العالم، ويصعد؟

27.07.2020
عبدالله عيسى السلامة




معلوم، لدى عقلاء البشر، عامّة ، أنّ التقدّم، إنّما يكون، باتجاه القيم السامية النبيلة.. وأنّ الصعود يكون ، نحو القمم العالية ، السامقة الشمّاء ! أمّا التخلّف ، فيكون باتجاه القيَم الفاسدة .. وأماّ الهبوط فيكون ، نحو الأودية والمنحدرات ! 
لقد كان البشر حفاة عراة ، فتقدّموا ، نحو اختراع الأحذية والألبسة ..!  
وكانوا همَجاً ، يتقاتلون على الأمور التافهة ، فنظّموا حياتهم ، وتحضّروا ، وصاروا يَحلّون مشكلاتهم ، بالحوار المنطقي الهادئ ؛ سواء أكانت اجتماعية ، أم اقتصادية ، أم سياسية .. أم غير ذلك !
فإلى أين تسير البشرية ، اليوم ؟
هل تسير، في طريق التقدّم والتحضّر والتمدّن ، حقّاً ، كما يزعم بعض القيّمين ، على حضارتها .. وكما تردّد الببغاوات اللاهثة خلفها ، من المحسوبين على أمّتنا ، وعلى الأمم المتخلّفة ؟ وهل تصعد البشرية  نحو القمم السامقة .. أم تهبط نحو الأودية والمنحدرات ؟ وهل تحرص ، خُلقياً ، على السباحة ، في المياه النظيفة الطاهرة ، كما تحرص ، على ذلك ، جسدياً .. أم تغوص ،  في المستنقعات الآسنة والأوحال، فتلوّث عقولها وقلوبها ، بسائر أنواع الدنس !؟
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ، التي غاص ، في دمائها ، العالم ، إلى الركَب ، قبل أن تجفّ أقدامُه ، من دماء الحرب العالمية الأولى .. منذ ذلك التاريخ ، بدأ عقلاء الحضارة ، يقرعون جرس الإنذار؛ بأن الحضارة تهوي ، وبأن القيَم تسقط وتنهار، وبأن العالم المتمدّن ، أوشك على الإفلاس! وهاهي ذي ، كُتب كولون ويلسون ، ماتزال تتلى، بين المتحضّرين، إلى اليوم ، مثل: اللامنتمي ، ومابعد اللامنتمي، وسقوط الحضارة ، وغيرها ! بَيدَ أن صيحاته ، التي أطلقها ، في منتصف القرن العشرين، ذهبت أدراج الرياح ،عمَلياً ، أو صارت أصداء تتردّد ، في أودية سحيقة، من الخيبة والتشاؤم ؟ بل ، ماكان خزياً وانحطاطاً ، في عهد ويلسون ، صار، اليوم، أعرافاً ، وحقوقاً محمية بالقوانين ، مثل : الشذوذ ، الذي أهلك الله به ، قوم لوط .. وغيره من الموبقات ، التي يخجل منها ، كلّ ذي عقل سليم ، وقلب حيّ !
فإلى أين، ياعقلاء البشر؟ وإلى أين، ياسدنة الحضارة ؟ وإلى أين، أيّها العمي الصمّ، من المحسوبين على أمّة الإسلام ؟  إلى أين ؟ وإلى متى ؟