الرئيسة \  واحة اللقاء  \  التعاون الروسي الإسرائيلي في سوريا

التعاون الروسي الإسرائيلي في سوريا

27.04.2019
مزهر جبر الساعدي


القدس العربي
الخميس 25/4/2019
تحدثت الأخبار مؤخراعن اشتباكات بين القوات الروسية والحرس الثوري الإيراني في دير الزور وحلب، وتحديدا في مطار حلب. النظام السوري نفى نفيا قاطعا حصول هذه الاشتباكات، لكن الطرف الآخر وهم الروس لم ينفوا أو يؤكدوا حصول هذه الاشتباكات من عدمه؛ ما يؤكد ان الاشتباكات بالفعل قد حدثت، وان النفي السوري لا يشكل أي اهمية لجهة تأكيد هذا النفي.
هذه الاشتباكات تعني وفي أخطر ما تعنيه؛ أن هناك وراء الأكمة ما وراءها، إن الروس لا يأخذون بعين الاعتبار المصالح السورية، وما ينتظر سوريا في المقبل من الأوقات وهو أمر في غاية الخطورة. هناك من يكتب ويؤكد ان الروس حلفاء ومحل ثقة، ومن الممكن الاعتماد عليهم في الصراعات التي تدور الآن في المنطقة العربية، سواء المخفي منها أو الظاهر العسكري المباشر، أو السياسي غير المباشر والمستتر. لوم هؤلاء الصحافيين والكتاب لمواقف روسيا الحالية، أي ما تقوم به من التعاون والتنسيق مع الكيان الصهيوني، لا يتعدى العتب، وان الروس على خطأ بإخلالهم بأسس التحالف مع النظام السوري، وكان الأجدر بهم أن لايقترفوا هذه الاخطاء؛ من قبيل عدم الرد على الغارات الإسرائيلية على مواقع سورية، أو عدم الإصغاء لقوات النظام السوري بتنشيط منصات صواريخ أس 300، بالإضافة إلى نبش القبور وإخراج رفات الجندي الإسرائيلي وتسليمه الى نتنياهو باحتفالية في موسكو، وبحضور الرئيس الروسي بوتين. إن هذا العتب يقع في غير محله وهو في الاول والاخير، التفاف على الواقع على الأرض، وإخفاء للحقائق، التي بات الكثير منها واضحا للعيان في علاقة الروس مع الكيان الصهيوني على حساب علاقتهم مع السوريين، التي يفترض أن تكون علاقة استراتيجية، رغم أن هناك الكثير من الغموض والالتباس، وانعدام وضوح الأهداف المستقبلية لجهة العلاقة السورية الروسية، والعلاقة الروسية الاسرائيلية، ومدى تاثيرها على علاقة الروس المستقبلية مع النظام السوري، ومدى تأثيرها على الوجود الايراني في سوريا، وما هي درجة تأثيرها على سوريا المستقبل. هذه الأسئلة وغيرها الكثير، سابقة لأوانها أو أن الوقت لم يحل بعد لتتضح الأهداف وتتوفر الإجابة. في المقابل، هناك الكثير من الوقائع تؤكد بالملموس ان الروس يتصرفون، وفي أغلب الأحيان بالحل النهائي وحتى ما قبل النهائي، بمعزل عن الإرادة السورية، أي بطريقة الإملاء، وما على النظام السوري إلا الموافقة على ما يتفق الروس عليه مع جميع الأطراف، التى لها فعل أو وجود مؤثر على الأرض السورية.
الروس أول من طرح فكرة فدرلة سوريا ورغم الخلاف بينهم وبين الأمريكيين… لكن هناك تعاونا بينهما على الأرض السورية
الروس هم أول من طرح فكرة فدرلة سوريا، ورغم الخلاف بينهم وبين الأمريكيين، لكن هناك تعاونا روسيا أمريكيا على الارض السورية. هذا من جهة ومن الجهة الثانية وفي ما يخص أزمة المحروقات الأخيرة في سوريا، التي جاءت بفعل الإجراءات المصرية والأردنية، هاتان الدولتان العربيتان والمسلمتان منعتا دخول النفط إلى سوريا، الأولى منعت الباخرة الإيرانية التي تحمل النفط الى سوريا من المرور من قناة السويس، والثانية، منعت دخول الشاحنات العراقية، التي تحمل النفط العراقي إلى سوريا، لم يقم الروس بأي عمل يسهل، أو يجبر أو يضغط على الدولتين بفعل ما ربطتها في الفترة الاخيرة وبالذات مع الأولى من علاقة واضحة، وعلى مختلف الصعد. وأيضا وهذا هو الأهم لم تقم بدعم سوريا بالمحروقات، وهذا الأمر من السهولة على روسيا القيام به وبسرعة.
هذا الصمت على الأزمة الاقتصادية في سوريا من غير تقديم الدعم اللازم لها، يثير الشك عما في جعبة روسيا على صعد المستقبل السوري ليس كنظام فقط، بل كدولة أيضا وفي الشكل المستقبلي لها، وما درجة وحجم ومساحة التعاون الامريكي والروسي والاسرائيلي، الخفي بين الاولين والظاهر في قسم والمستتر في قسم آخر، بين الثانية والثالثة في هذا التوجه المستقبلي لسوريا، كنظام ودولة لجهة العلاقة وبشكل ما، هذا الشكل سوف يحدده الواقع الظرفي المستقبلي مع الكيان الصهيوني، وما درجة ومساحة التقاطع بين هذا الثلاثي مع التفاهمات الثلاثية بين إيران وتركيا وروسيا. روسيا صمتت ولم تزل صامتة على الوجود الأمريكي غير الشرعي في سوريا، ومنعت الجيش العربي السوري من تحرير أرضه من الإرهاب في محافظة إدلب، وكذلك في المناطق الأخرى التي تسيطر عليها قوات قسد الكردية، وبدعم أمريكي، بالإضافة إلى المناطق التى يسيطر عليها الجيش التركي. بينما تمنع السوريين من الرد أو تفعيل منصات أس 300 بالتصدي للغارات الإسرائيلية، التي وكما يقول الإسرائيليون من أنها تستهدف الوجود الإيراني في سوريا، الذي هو من وجهة النظر القانونية، شرعي، بطلب من الحكومة السورية.
في الختام نقول إن هناك ومهما قيل لنا بخلاف هذا، لعبة، ويجري في الغرف المغلقة، التحضير لها سواء في سوريا، أو في العراق، أو في الدول العربية الاخرى وإن بدرجة مختلفة قليلا، وصفقة القرن سيئة الصيت وما تسرب عنها حتى الآن له علاقة بما سلف..