الرئيسة \  واحة اللقاء  \  التدخل الروسي .. هل ينذر بتصعيد الصراع !

التدخل الروسي .. هل ينذر بتصعيد الصراع !

21.03.2020
د. سعد بن عبد القادر القويعي 



الخليج الكترونية
الخميس 19/3/2020
إلى حين التوصّل إلى حوار سياسي , يؤمّن المصالح الروسية في سوريا , وفي المنطقة , فإن المعطل للشرعية الدولية لما يجري في المشهد السياسي , هي روسيا التي استخدمت حق النقض ضد كل مشاريع القرارات , التي تقدمت بها دول العالم – باستثناء إيران – إلى مجلس الأمن ؛ لإدانة النظام السوري , واتخاذ إجراءات رادعة ضده – تحت الفصل السابع لشرعية الأمم المتحدة – . وهي من تمسك بمفاتيح الحل للأزمة السورية – لو أرادت أن تكون جزءا من الحل المطروح من قبل المجتمع الدولي – , وإيجاد حل سياسي يجنب سوريا مخاطر حرب أهلية طويلة الأمد . وهذا ما جعل من رئيس الاستخبارات – سابقاً – , – الأمير – تركي الفيصل  خلال حديثه لـ ” سكاي نيوز عربية ” , يؤكد على أن : ” التخاذل الدولي في سوريا وصمة عار على الإنسانية ؛ فلدى العالم الإمكانيات لإيقاف القتل اليومي الذي يحدث للشعب السوري ” , – معتبراً – خطوة التدخل الروسي في سوريا , ستكون لها مساوئ كبيرة ، وقال : ” لم أكن أتوقع أن الروس يتخذون مثل هذا الإجراء , دون أن يقدروا التوابع التي سترتد عليهم ” .
هذه الإستراتيجية تخدم – بلا شك –  المصالح الحيوية الروسية , – سواء – في الجيوبوليتيك الإقليمي , أو في عملية تصحيح العلاقات الإستراتيجية مع الولايات المتحدة , والدول الغربية الأخرى , وذلك من خلال قيام محورٍ إقليمي يتعارض مع المصالح الأميركية في هذه المنطقة الإستراتيجية ، والتي تحتفظ فيها الولايات المتحدة , والغرب بمصالح حيوية – منذ عقود عديدة – .
في ظل استمرار الدور الروسي في رفض الدخول كشريك في أي حل دولي ؛ من أجل إنهاء الأزمة السورية , وعدم إيجاد المخارج الديبلوماسية الكفيلة بأحقية استمرار روسيا في سياسة التعنت , التي اتبعتها منذ بداية الأزمة السورية . وفي ظل ضعف – الرئيس الأمريكي – أوباما , – لاسيما – رفضه استعمال أي شكل من أشكال القوة العسكرية ؛ من أجل حل النزاعات الإقليمية ، والتركيز على المقاربة الدبلوماسية ؛ للمساعدة على إيجاد الحلول، والتي تبقى من مسؤولية القوى الإقليمية , انتقلت روسيا من مرحلة دعم نظام الإجرام , والإبادة الجماعية في سوريا , إلى مرحلة التدخل العسكري المباشر إلى جانب سلطة متهالكة غير شرعية , وآيلة للسقوط . الأمر الذي يتناقض – كلياً – مع المسؤوليات الخاصة , التي تتحملها روسيا الاتحادية تجاه حفظ السلم , والأمن – الدوليين – , بصفتها دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي .
من الصعب جدًا التكهّن بالمسار الذي يمكن أن تسلكه الأحداث في سوريا – خلال المرحلة القادمة , إلا أن المؤكد أن النظام السوري سيسقط تحت ضغط التحولات الجارية سياسيا , أو على الأرض داخل سوريا , بعد أن استنزف القسم الأكبر من احتياطه المالي , والأمني , – خصوصا – وأن المساعدات التي يتلقاها من حلفاءه , لا تكفي للاستمرار طويلا في المعركة الراهنة . وهذا السيناريو هو ما تخشاه الحسابات الروسية ؛ لأنه سيكون مقدمة لإسقاط النظام الإيراني , والذي سيشكل خسارة إستراتيجية كبرى لروسيا , كونها ستفقد حليفها الوحيد في الشرق الأوسط , – وبالتالي – فإن هذا الاتجاه سيؤثر بالتأكيد على جعل روسيا قوة رئيسة في ظل التوازنات الدولية , والإقليمية الجديدة , واستعادة دورها في المنطقة كشريك أساس لا يمكن تجاهله