اخر تحديث
الجمعة-26/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ البيت الزجاجي والحجر
البيت الزجاجي والحجر
15.06.2019
د. محمد أحمد الزعبي
هنالك مثل شعبي معروف يقو ل : (من كان بيته من زجاج ، عليه ألّا يرمي بيوت الآخرين بحجر) . تذكرت هذا المثل الشعبي وأنا أستمع قبل قليل ، عبر إحدى الشاشات للسيد (ظريف) وزير خارجية إيران ، وهو يلقي بأحجاره على البيت الأبيض ، بسبب تزويده السعودية بالأسلحة التي دمرت بها اليمن . وقتلت مئات الألوف من أبنائه المدنيين العزل .
نتفق مع السيد ظريف في أن ما يفعله السيد ترامب في اليمن هو من المحرمات الدولية والأخلاقية ، وأنه بفعلته هذه بات شريكا للسعودية في انتهاكها لحقوق الإنسان في اليمن ، وفي قتلها لمئات الألوف من المدنيين العزل من أبنائه . بيد أن اتفاقنا معه ( السيد ظريف ) هذا حول اليمن ، يستلزم منّا ، سياسياً وأخلاقياً أن نسأله ، عن عدد من قتلتهم قوات ولي الفقيه ، أي عملياً قوات النظام الذي هو وزير خارجيته ، في سوريا من الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العزل ؟ ، أظن ، يا سيد ظريف ، أن الفرق بين ما قمتم وما تقومون به اليوم ( أنتم وبوتين وبشار الأسد ) في سوريا ، وما قام و يقوم به ترامب ومحمد بن سلمان ومحمد بن زايد ، في اليمن ، يكاد يلامس الصفر (!!) .
إن بيتكم يا سيادة الوزير هو من زجاج ، ومن الطبيعي - في هذه الحال - ألاّ تضربوا بيوت الآخرين بالحجارة . يمكنكم أن تفعلوا ذلك ، فقط عندما تكون بيوتكم من الإسمنت المقوى بالأخلاق ، وبالتمسك بالقيم الحقيقية للإسلام ، والتي تقتضي منكم ، أن تخرجوا من رؤوسكم أوهامكم الطائفية المقيتة ، التي تعشعش في رؤوسكم ورؤوس عائلة الأسد التي أتت بكم إلى سوريا لمساعدتها على الإستمرار في الباطل ضد الحق (!!) ، ولدفعكم إلى الإنخراط في الثورة المضادة ، لثورات الربيع العربي التي اندلعت في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا عام 2011 ، والتي يجتاح أوارها اليوم شوارع الجزائر والسودان ، ضد الإستيداد والفساد ، وبمطلب شرعي بسيط هو الحرية والكرامة ، وهو مطلب ينطوي - بطبيعة الحال - على الديموقراطية ، وحقوق الإنسان ، ولا أظن أن مثل هذه المطالب الشعبية ، المتوائمة مع الشريعة الإسلامية ، يمكن أن تكون على حسابكم أو تسيئ إليكم . إن عليكم يا سيادة الوزير قبل أن تطالبوا السعوديين بالخروج من اليمن ، أن تطالبوا أنفسكم بالخروج من سوريا . عندها سيكون موقفكم متوازناً من الناحيتين الدينية والدنيوية ، وعندها سنمد يدنا لمصافحتكم .
مرة أخرى نقول للسيد ظريف ،( والله من وراء القصد ) ، إن من كان بيته من زجاج ، فعليه الاّ يرمي الآخرين بحجر .