اخر تحديث
الخميس-25/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الاستجارات المعاصرة ، وعَمرو ذو الوجوه المتعدّدة !
الاستجارات المعاصرة ، وعَمرو ذو الوجوه المتعدّدة !
05.03.2019
عبدالله عيسى السلامة
في المثل القديم :
والمُستجيرُ بعَمرٍو ، عندَ كُربَتهِ = كالمُستجير، من الرَمضاء ، بالنارِ !
أصلُ المثل :
يُروى أنّ كُليباً ، ملك تغلب ، بعد أن طعنه جسّاس ، في أرض خلاء ، ولم يكن ، بالقرب منه ، أحد يُنجده ، مَرّ به رجل ، من أقاربه ، اسمه : عمرو ، فرآه طعيناً ، في حالة حرجة ! فاستجار به كليب، ظانّاً أنه سيُنجده ! ولكنّ الرجل ، حين اقترب منه ، أجهَز عليه ، ومضى ! وحين علم الناس ، بالحادثة ، قال أحدهم ، بيت الشعر، الذي ذهب مثلاً !
هذا ، في القديم ! أمّا في العصر الحديث ؛ فحدّثْ ، ولاحرَج !
لقد كثرَ أمثالُ جسّاس ، في الغدر.. وكثرَ أمثالُ كليب ، في طلب النجدة ، من غير أهلها .. وكثرَ أمثال عمرو، في الإجهاز على الملهوف ، الذي يطلب النجدة !
استجار الشعب الفلسطيني ، مئات المرّات ، ومنذ بداية نكبته .. بالأمم المتّحدة وهيئاتها ، والدول الغربية، وحكّام العرب .. طالباً الإنصاف ، فلم يجد ، عند أحد ، سوى الوعود ، التي أطالت محنته ، ومنحت الصهاينة المحتلّين ، الفرص الكثيرة ، للتمكّن ، من تحقيق أهدافهم ، في فلسطين ! إنها : وعود المُخادعين الكَذَبة ، ووعود الصادقين العجَزة !
استجارت الشعوب العربية ، التي صنعت ربيعها ، بدول الغرب ، لمناصرتها ، ضدّ قوى الشدّ العَكسي، فوَجدت ، من دول الغرب ، خُبثاً ، أشدّ من خُبث عمرو، تجاه كليب ! والذي أغرى شعوبَ الربيع العربي ، أساساً ، في طلب المساعدة ، من دول الغرب ، هو ماتسمعه ، هذه الشعوب الثائرة ، من حكومات الغرب ، من تغنٍّ بالديموقراطية ، وتَظاهُر بالحرص عليها ، ورغبة برؤية شعوب العالم ، جميعاً ، تنعم بها !
استجار بشار الأسد ، بالفرس والروس ، لتثبيت كرسيّه ، فاستأثر الفرسُ ، بالهيمنة ، على قسم ، ممّا بقي لديه ، من : شعبه ، وبلاده ، وقراره ، وسيادة دولته ! واستأثر الروس ، بالهيمنة ،على قسم آخر،ممّا بقي لديه، من : شعبه ، وبلاده ، وقراره ، وسيادة دولته ! ممّا دعا أمريكا ، إلى احتلال قسم آخر، من دولته ، والهيمنة على قسم ، ممّا بقي لديه ، من : شعبه ، وبلاده ، وقراره ، وسيادة دولته ! فصار- بعد أن خرجت من طاعته، أكثريّة شعبه – بلا شعب ، ولا قرار ، ولا سيادة وطنية ! وظلّ واجهة للمحتلّين ، الذين جلبهم ، إلى وطنه ، أي: ( جلبَ الدبَبةَ إلى كَرمِه) ! وصار لايملك ، حتى حرّية التصرّف ، بنفسه وأهله ! ولو أراد الخروج ، من سورية ، إلى أيّ بلد ، في العالم ، لمنعَه الفرسُ ، من ذلك ، بالقوّة ، وبتهديد السلاح ؛ لأنهم يريدون بقاءه ، واجهة لهم ، لإنجاز مشروعهم : الإمبراطوري ، الفارسي ، الصفوي ، الرافضي ، في المنطقة العربية ، كلّها، ومِن ورائها ، العالم الإسلامي ، كلّه ! ولمنعَه الروسُ ، بالقوّة ، وبتهديد السلاح ، أيضاً ، من مغادرة سورية؛ لأنهم يريدونه واجهة ، لسيطرتهم على سورية ؛ لحفظ المكاسب الروسية ، التي حقّقوها في سورية ، ثمّ ، في المنطقة .. ولمناكفة أمريكا ، ومساومتها ، على مصالح ، مختلف عليها ، في العالم ، بين الدولتين النوويتين !
استجار بعضُ حكّام العرب ، بأمريكا ؛ لتحميهم ، من خطر إيران ! فباشرت أمريكا : بابتزازهم ، ونهب المزيد من أموالهم .. وتحقيق المزيد من السيطرة ، على دولهم وقراراتهم ! فدخلت إسرائيل ، بصفتها: (عدوّة لإيران!) في صُلب المعادلة ، ثمّ : صارت حليفاً ، للدول المرتمية ، في حضن أمريكا .. في مواجهة إيران ! وصارت إيران ، هي الفزّاعة الرهيبة ، التي تخوّف بها أمريكا وإسرائيل ، هذه الدولَ العربية ، لمزيد من إخضاعها، للهيمنة الصهيونية والأمريكية ! وتقبض إيران – بالطبع - ثمناً كبيراً، لقاء القيام ، بدور(الفزّاعة!)، التي تزيد ، من إرهاب العرب ، وإخضاعهم ، لابتزاز أمريكا وإسرائيل ! وكلّما رغب الصهاينة ، بمزيد ، من خضوع الحكّام العرب ، غمَزوا إيران ، فأرسلت بعض التهديدات الكلامية ، أو قامت ، ببعض المناورات العسكرية ، بالقرب من الحكّام المذعورين ! وهكذا..!
وكلّه سياسة !