اخر تحديث
الخميس-02/05/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الاختلال والاحتلال : أيّهما سببٌ ، وأيّهما نتيجة !؟
الاختلال والاحتلال : أيّهما سببٌ ، وأيّهما نتيجة !؟
06.09.2018
عبدالله عيسى السلامة
الاختلالاتُ ، التي تُثقل القلوبَ والعقولَ ، في الأفكار والسلوكات.. تؤدّي إلى أنواع من الاحتلالات ، تُثقل الكواهلَ ، وتحرق الأنفاس !
في الحديث الشريف :
يوشك الأمم ، أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة ، إلى قصعتها. فقال قائل: ومِن قلةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم ، يومئذ ، كثير، ولكنكم غثاء ، كغثاء السيل.. وليَنزعنّ الله ، من صدور عدوّكم ، المهابة منكم، وليَقذفنّ الله ، في قلوبكم ، الوهن. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: حُبّ الدنيا، وكراهية الموت !
فهل الاحتلال ، هو نتيجة للاختلال ، دائماً ، أم قد يكون سبباً له ، في بعض الأحيان ، أم هما يتبادلان المواقع ، بين السبب والنتيجة !؟
الضعفُ ، أسبابه كثيرة ، قد تتداخل ، أحياناً ، وقد يكون كلّ منها ، مستقلاّ ، بذاته ! وللزمن ، وما يحمله ، من أحداث وتطوّرات ، أثر كبير، في صناعة الضعف ! وقد يكون الضعف البسيط ، سبباً، في حصول الضعف المعقد، وقد يكون السبب الصغير، سبباً، في نشوء الضعف الكبير! فالضعفُ ، الذي لايعالج ، أو لا يؤبَه له ، قد يجرّ ضعفاً معقداً ، أو كبيراً ! وقد تكون عوامل الضعف، داخلية، كما قد تكون خارجية .. وقد يَجرّ الضعف الداخلي ، ضعفاً خارجياً ، كما قد يجرّالضعف الخارجي، ضعفاً داخلياً ! وكلما كان التشابك قويّاً ، بين الداخل والخارج ، كان كلّ منهما ، سبباً لصاحبه ، أونتيجة له !
وعلى سبيل المثال : ضعف الأمّة الإسلامية ، اليوم ، ليس وليد ليلة ، أو عام ، أو أعوام عدّة ، بل هو نتيجة زمن طويل ، تراكمَ فيه الضعف ، وتغلغلَ في مفاصل الأمّة ..أسهمت فيه ، عناصر كثيرة ، بعضُها سببٌ .. وبعضها نتيجةٌ ، صارت ، مع الزمن المتطاول ، سبباً ، لضعف جديد !
وأسبابُ ضعف الأفراد ، قد تتشابه ، مع أسباب ضعف الأمم والجماعات ، حيناً ، وقد تختلف عنها، في كثير من الأحيان !
فالمرض : ضعف صحّي ، قد يصيب الفرد ، فيؤدّي ، إلى ضعف مالي ، لعجز المريض ،عن الكسب ! ثمّ ، قد يؤدّي الضعف المالي ، إلى ضعف اجتماعي ! والضعف المالي ، ذاتُه ، قد يؤدّي، إلى استفحال ، في الخلل الصحّي ، لعجز المريض ،عن معالجة مرضه .. وهكذا !
أمّا الضعف ، على مستوى الدول والأمم والشعوب .. فتدخل فيه مسبّبات كثيرة ، من أهمّها : ضعف القيادات المؤهّلة ، أو العاجزة ، عن أن تقود الناس ، بحكمة ووعي وشجاعة ! والأمثلة كثيرة ، قديماً وحديثاً ، على أهمّية القائد ، في حياة الأمّة : اجتماعياً ، وسياسياً ، وعسكرياً ..!
ومن مسبّبات الضعف ، أيضاً: تأثيرُ الناس ، بعضِهم ببعض ، في علاقات تبادلية ، في الغالب ؛ فضعف الضعيف ، قد يؤثر في عزم القويّ ، فيضعف ، وقد يجرّ غيره ، إلى الضعف !
وحالةُ الغُثائية ، التي تعيشها الأمّة ، اليوم ، هي تراكُمٌ ، لأنواع مزمنة ، متشابكة ، من الضعف، على سائر المستويات ؛ برغم وجود أفراد ، ذوي أهليات عالية ، بين صفوف الأمّة! لكنّ السَراة ، الذين يقودون الناس ، مغيّبون ، لأسباب كثيرة ، ومنهم : العلماء ، والساسة ، والعسكر، والوجهاء.. وغيرهم !
والشاعر يقول :
لا يُصلحُ الناسُ فوضَى ، لاسَراةَ لهمْ ولا سَراةَ ، إذا جُهّالهم سادُوا