الرئيسة \  مشاركات  \  الإسلام في أفريقيا - الحلقة (38)

الإسلام في أفريقيا - الحلقة (38)

13.09.2018
محمد فاروق الإمام




وصول المهدي إلى مصر ورحلته إلى أفريقيا
يقول المؤرخ ابن شداد: وصل المهدي إلى مصر متخفيا في زي التجار،وكان عامل مصر (عيسى النوشري). فأتت الكتب إلى عيسى بأن يقبض عليه - وفيها حليته - من جهة الخليفة، وأنه ممن يطلب الأمر لنفسه. وكان المهدي قد خرج من مصر. فلما وصل الكتاب إلى النوشري فرق الرسل في طلبه وخرج بنفسه فلحقه، فلما رآه لم يشك فيه فقبض عليه وأنزله في بستان وأحضر طعاماً وسأله أن يأكل معه. فاعتذر بأنه صائم. فرق له ودعاه في خلوة وقال له: أصدقني على أمرك، فإني أتلطّف في خلاصك. فخوّفه المهدي من الله وقال له: اتق الله، فإنما أنا رجل تاجر ولست أعرف شيئاً مما تقولونه.
فخلى سبيله. ويقال إنه أعطاه مالاً أقر عينه. وأراد أن يرسل مع المهدي من يوصله إلى رفقته، فقال: لا حاجة لي إلى ذلك، ودعا له. فرجع بعض أصحاب النوشري عليه باللوم، فندم على إطلاقه وأراد إرسال الجيش ليردوه.
وكان المهدي لما لحق أصحابه رأى ابنه أبا القاسم قد ضيًع كلباً كان يصيد به، وهو يبكي عليه. فعرفه عبيده أنهم تركوه في البستان الذي كانوا فيه، فرجع المهدي بسبب الكلب حتى وصل البستان ومعه عبيده. فرآهم النوشري فقال: ما هؤلاء؟
فقيل له: التاجر رجع.
فبعث فسألهم ما الذي ردهم، فقالوا: فقد ولد سيدنا كلبه، وهو عزيز على أبيه فرجع في طلبه. فقال النوشري لأصحابه: قبحكم الله! أردتم أن تحملوني على مثل هذا الرجل حتى آخذه. فلو كان يطلب ما يقال، أو كان مريباً لكان يطوي المراحل ويخفي نفسه، ولا كان رجع في طلب كلبه!!
وانتهى المهدي وولده إلى مدينة طرابلس، وتفرق من كان في صحبته من التجار. وكان منهم أبو العباس محمد أخو أبي عبد الله الشيعي، فقدمه المهدي أمامه إلى القيروان وأمره أن يلحق بكتامة. فلما وصل أبو العباس إلى القيروان، وجد الخبر قد سبقه، ووصلت الكتب من الخليفة إلى زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب في أمر المهدي، فسأل عنه رفقته فأخبر أنه تخلف بطرابلس وأن صاحبه أبا العباس بالقيروان. فأخذ أبو العباس وقرر، فأنكر وقال: أنا رجل تاجر صحبت رجلاً في القفل، فحبسه.
وسمع المهدي بحبس أبي العباس فسار إلى قسطيلة. ووصل كتاب زيادة الله إلى عامل طرابلس بصفته وطلبه، فسار المهدي إلى (سجلماسة) بعدما اجتمع بعامل طرابلس وأهدى إليه. فكتب العامل إلى زيادة الله بأنه قد سار ولم يدركه.
فأقام المهدي بسجلماسة، وقد أقيمت عليه الأرصاد في الطرق حتى عرفوا دخوله إلى سجلماسة فأهدى إلى صاحبها اليسع بن مدرار هدايا وواصله. فقرّبه اليسع وأحبه إلى أن ورد عليه كتاب زيادة الله يقول: هذا الرجل هو الذي يدعو إلى طاعته أبو عبد الله الشيعي. فقبض عليه حينئذ وحبسه.
ويقول القاضي عبد الجبار البصري في كتابه (تثبيت دلائل نبوة سيدنا محمد): إن أول من قام بدعوة الفاطميين بالغرب المهدي، وكان اسمه سعيداً، وأبوه يهودي حداد من أهل (سلمية) من أرض الشام. وذكر عنه أن دعاته في البلاد يأخذون على الناس أنه رسول الله وحجة الله. ومنهم من يلقي إليه أنه الله الخالق الرازق. وكان إذا ضج الناس من هذا وظهر منهم الإنكار يأخذ الدعاة فمرة يحبس بعضهم، ومرة يقتلهم ويقول: ما أمرت بهذا، ويقول الدعاة: هو أمرنا.
ويقول القاضي أبو بكر محمد بن الباقلاني في كتابه (الأسرار الباطنية): إن أول من وضع هذه الدعوة طائفة من الفرق المخالفة لملة الإسلام من المجوس وأبناء الأكاسرة وأصحاب الممالك من الفرس، والباعث لهم على ذلك سلب ملكهم والقدح في دينهم وقمع باطلهم بثبوت الإسلام، فلما خافوا من تطاول ذلك أعملوا رأيهم واتفقوا على وضع دعوة تدخل الشبهة على عوام الناس ومن لا علم عنده.
وسمع المهدي باعتقال أبي العباس فسار إلى قسطيلة. ووصل كتاب زيادة الله إلى عامل طرابلس بصفته وطلبه، فسار المهدي إلى (سجلماسة) بعدما اجتمع بعامل طرابلس وأهدى إليه. فكتب العامل إلى زيادة الله بأنه قد سار ولم يدركه.
فأقام المهدي بسجلماسة، وقد أقيمت عليه الأرصاد وفي الطريق حتى عرفوا دخوله إلى سجلماسة فأهدى إلى صاحبها اليسع بن مدرار هدايا وواصله. فقرّبه اليسع وأحبه إلى أن ورد عليه كتاب زيادة الله يقول: هذا الرجل هو الذي يدعو إلى طاعته أبو عبد الله الشيعي. فقبض عليه حينئذ وحبسه.
ويقول القاضي عبد الجبار البصري في كتابه (تثبيت دلائل نبوة سيدنا محمد): إن أول من قام بدعوة الفاطميين بالغرب المهدي، وكان اسمه سعيداً، وأبوه يهودي حداد من أهل (سلمية) من أرض الشام. وذكر عنه أن دعاته في البلاد يأخذون على الناس أنه رسول الله وحجة الله. ومنهم من يلقي إليه أنه الله الخالق الرازق. وكان إذا ضج الناس من هذا وظهر منهم الإنكار يأخذ الدعاة فمرة يحبس بعضهم، ومرة يقتلهم ويقول: ما أمرت بهذا، ويقول الدعاة: هو أمرنا.
ويقول القاضي أبو بكر محمد بن الباقلاني في كتابه (الأسرار الباطنية): إن أول من وضع هذه الدعوة طائفة من الفرق المخالفة لملة الإسلام من المجوس وأبناء الأكاسرة وأصحاب الممالك من الفرس، والباعث لهم على ذلك سلب ملكهم والقدح في دينهم وقمع باطلهم بثبوت الإسلام، فلما خافوا من تطاول ذلك أعملوا رأيهم واتفقوا على وضع دعوة تدخل الشبهة على عوام الناس ومن لا علم عنده.
يتبع